الدوري المصري بين خمس لغات كروية.. هيمنة المدربين الأجانب تشتعل من جديد

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 03:14 م
الدوري المصري بين خمس لغات كروية.. هيمنة المدربين الأجانب تشتعل من جديد
إسلام ناجي

عاد الدوري المصري ليعيش تحت سطوة المدارس الأجنبية في التدريب، بعدما اتجه النادي الأهلي مؤخرًا إلى التعاقد مع المدرب الدنماركي ييس توروب ليقود الفريق خلال المرحلة المقبلة، في خطوة أعادت للأذهان فلسفة الاعتماد على الفكر الأوروبي داخل القلعة الحمراء.
 
 القرار جاء بعد انتهاء مهمة عماد النحاس الذي تولى القيادة الفنية بشكل مؤقت ونجح في تحسين النتائج عقب رحيل الإسباني خوسيه ريبيرو، لكن الإدارة الحمراء فضّلت في النهاية العودة إلى المدرسة الأجنبية من جديد، لتبدأ مرحلة جديدة من التحدي بين مختلف المدارس الكروية داخل الدوري المصري.
 
قبل انطلاق الجولة الحادية عشرة من عمر المسابقة المحلية، باتت البطولة تضم خمس مدارس تدريبية أجنبية تتنافس في صدارة المشهد الفني، وهي: التونسية والجزائرية والدنماركية والبلجيكية والكرواتية، في مشهد يعكس تنوع الفكر الكروي الذي يشهده الدوري هذا الموسم، بعدما أصبحت الفرق الكبرى تراهن على الخبرة الخارجية بحثًا عن البطولات والاستقرار الفني.

الدانماركي ييس ثوروب.. تجربة أوروبية جديدة في القلعة الحمراء
اختار الأهلي أن يمنح الدفة الفنية للمدرب الدنماركي ييس ثوروب، ليبدأ مهمة ثقيلة خلفًا لريبيرو الذي غادر الفريق بعد تراجع النتائج، رغم تدخل النحاس مؤقتًا لإنقاذ الموقف وإعادة التوازن، وجاءت بداية ثوروب مع الفريق الأحمر وسط ترقب جماهيري كبير، حيث ستكون مواجهة الاتحاد السكندري أول اختبار رسمي له، في وقت يحتل فيه الأهلي المركز الثالث برصيد 18 نقطة، متساويًا مع المصري المتصدر والزمالك الوصيف، ما يجعل المهمة محفوفة بالضغوط والرغبة في استعادة الصدارة سريعًا.

يانيك فيريرا.. البلجيكي الصامد في الزمالك رغم العواصف
أما في القلعة البيضاء، فاختار مجلس إدارة الزمالك تجديد الثقة في المدرب البلجيكي يانيك فيريرا رغم تذبذب النتائج مؤخرًا، إذ تلقى الفريق خسارة مؤلمة أمام الأهلي بهدفين مقابل هدف في مباراة القمة، ثم تعادل مع غزل المحلة في الجولة العاشرة، لكن الإدارة تمسكت بالاستقرار الفني ومنحت فيريرا فرصة جديدة لتصحيح المسار. 
 
ويؤمن مسؤولو الزمالك بأن المدرب البلجيكي يمتلك رؤية طويلة المدى لبناء فريق قادر على المنافسة محليًا وقاريًا، رغم الانتقادات التي طالت الأداء في الجولات الأخيرة.

كرونسلاف يورتشيتش.. الكرواتي الذي صنع التاريخ في بيراميدز
وفي بيراميدز، واصل الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش كتابة التاريخ بعد أن قاد الفريق لتحقيق إنجازات غير مسبوقة، أبرزها التتويج بدوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي، ثم الفوز بكأس أبطال القارات الثلاث، إضافة إلى التغلب على الأهلي بثنائية نظيفة في الدور الأول من الدوري الحالي.
 واصبح يورتشيتش رمزًا للنجاح الفني في بيراميدز بعدما منح الفريق شخصية البطل داخل وخارج الملعب، ورسّخ مكانة النادي كمنافس قوي على البطولات الكبرى.

نبيل الكوكي.. التونسي الذي أعاد المصري للمنافسة
في بورسعيد، يواصل التونسي نبيل الكوكي قيادة صحوة النادي المصري، حيث اعتلى الفريق صدارة جدول الترتيب برصيد 18 نقطة بعد أداء هجومي مميز جعله صاحب أقوى خط هجوم في الدوري حتى الآن، وبرز تحت قيادته أكثر من نجم، منهم صلاح محسن، والثنائي الجزائري منذر طمين وعبد الرحيم دغموم، إضافة إلى عمر الساعي، ما جعل جماهير المصري ترى في الكوكي مشروع مدرب ذهبي يعيد الأمجاد الكروية إلى المدينة الباسلة.

ميلود حمدي.. الجزائري في اختبار البقاء مع الدراويش
أما في الإسماعيلية، فما زال الجزائري ميلود حمدي يبحث عن الخروج من النفق المظلم مع فريق الدراويش، إذ يحتل الإسماعيلي المركز الأخير في جدول الترتيب برصيد 4 نقاط فقط من 10 مباريات، جمعها من فوز وحيد وتعادل واحد مقابل ثماني هزائم.
 
 ويواجه حمدي ضغوطًا كبيرة من الجماهير التي فقدت الثقة في أداء الفريق، وسط توقعات بأن يكون مستقبله الفني مع النادي الأصفر على المحك خلال الجولات المقبلة.
 
بهذا التنوع الكبير في المدارس الفنية، يبدو أن الدوري المصري مقبل على مرحلة مختلفة من الصراع، حيث يسعى كل مدرب أجنبي إلى فرض فكره الكروي الخاص وإثبات جدارته في بيئة تنافسية قوية تضم جماهير متطلبة وأندية تبحث عن البطولات.
 
 وبين التجارب الناجحة مثل الكوكي ويورتشيتش، وتلك التي لا تزال تبحث عن الاتزان مثل فيريرا وحمدي، يظل السؤال الأبرز: هل تنجح المدارس الأجنبية في إعادة بريق الكرة المصرية، أم أن العودة إلى المدرب المحلي ستظل الحل الأقرب عند أول اهتزاز في النتائج؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق