وسيم السيسى: حكمة الفراعنة خريطة طريق مصر لمواجهة تحديات المستقبل
الخميس، 16 أكتوبر 2025 09:23 م
أكد الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات والباحث، أن العالم يتجه نحو مستقبل جديد بحلول عام 2050، ستُكتب قواعده بلغة العلم والذكاء الاصطناعي، مشدداً على أن مصر تمتلك "مخزوناً حضارياً" فريداً يؤهلها لمواجهة التحديات القادمة، بما في ذلك الغزو الفكري وطمس الهوية.
جاء ذلك خلال حواره في برنامج "البعد الرابع" على قناة "إكسترا نيوز"، حيث أوضح أن عنوان البرنامج نفسه يمثل جوهر التحول العالمي القادم. وقال الدكتور السيسي: "العالم كان قائماً على ثلاثة أبعاد هي الطول والعرض والارتفاع، حتى جاء أينشتاين ووضع البعد الرابع وهو الزمن، وهو ما سيغير شكل العالم جذرياً". واستشهد بنظرية النسبية التي توضح كيف يتباطأ الزمن مع زيادة السرعة، قائلاً: "لو سافر شخص في صاروخ بسرعة تقترب من سرعة الضوء لمدة 50 عاماً، سيعود وعمره لم يزد إلا عاماً واحداً، بينما ابنه الذي كان في العشرين سيصبح في السبعين".
ورغم استعداد العالم لمستقبل تقوده الروبوتات والسيارات الكهربائية بهدف الوصول إلى "صفر كربون"، حذر السيسي من مخاطر موازية تتمثل في "الغزو الفكري وطمس هوية الأجيال الحالية والقادمة"، واصفاً أجهزة الهواتف المحمولة بأنها "جاسوس" في يد كل فرد، يساهم في تربية أجيال ذات هوية غربية.
وفي مواجهة هذه التحديات، أعرب الدكتور السيسي عن ثقته في قدرة مصر على الصمود والتأقلم، مؤكداً أن استعدادها لا يكمن فقط في التطور التكنولوجي، بل في مخزونها الحضاري المتجذر. وأشار إلى دراسة حديثة أثبتت أن "86.6% من المصريين والمصريات يحملون جينات من أسرة توت عنخ آمون"، مضيفاً: "نحن أحفاد هؤلاء العمالقة والعباقرة، ومصر لا يمكن الخوف عليها". وشبّه مصر بـ"العنقاء"، الطائر الأسطوري الذي لا يمكن صيده، في إشارة إلى صلابتها التاريخية.
وعن التحديات الاقتصادية الحالية، أوضح السيسي أن التحولات الكبرى تخضع لقانون "القسوة على الأفراد رحمة بالمجموع"، موضحاً أن الإجراءات الاقتصادية الصعبة مثل ارتفاع الأسعار، رغم قسوتها على الفرد، هي ضرورية لتحقيق أهداف كبرى مثل تأمين الأمن الداخلي والخارجي، وهو ما يمثل "رحمة للمجتمع ككل".
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الحضارة المصرية ليست مجرد آثار، بل هي سلوك متأصل في الشخصية المصرية. وروى واقعة مع مسؤول أمريكي سابق قال له: "على الرغم من الأمية والفقر، الحضارة تحت جلود المصريين"، موضحاً أن الحضارة تعني "الأدب ورقة التعامل مع الإنسان والحيوان والنبات"، وهو ما يتجلى في الاعتراف الإنكاري للمصري القديم الذي كان يقسم بأنه لم يكن سبباً في شقاء حيوان أو دموع إنسان أو تعذيب نبات.