القاهرة وواشنطن.. علاقات قوية ترسخها تفاهم الرئيسان السيسى وترامب
السبت، 18 أكتوبر 2025 10:30 م
الزيارة الأولى من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمصر، كانت كافية لتأكيد أن العلاقات المصرية الأمريكية تأخذ مساراً مختلفاً عما يدور في الأوساط السياسية وحتى الإعلامية، فالعلاقات قوية ومتينة، مبنية على عوامل أستراتيجية، وأيضاً توافق قوى بين الرئيسان السيسى وترامب، خاصة ان الأخير يحمل الكثير من التقدير لرئيس مصر، عبر عنه في أكثر من مناسبة.
في المؤتمر الصحفى بين الرئيسان السيسى وترامب، الذى عقد قبيل انعقاد قمة السلام في شرم الشيخ، قال ترامب عن الرئيس السيسي، أمام الصحفيين: "أنا هنا مع صديقي، إنه قائد قوي.. لقد قاموا بعمل رائع، لديهم معدل جريمة منخفض هنا.. هنا بمصر لا يعبثون (عندما يتعلق الأمر بالجريمة) كما نفعل نحن في الولايات المتحدة.. هذا رجل عظيم، قام بعمل عظيم بتوحيد بلاده معًا، والولايات المتحدة معك دائمًا".
ومضى الرئيس الأمريكي قائلا إن مصر لعبت دورًا مهمًا للغاية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لافتًا أنه لا يزال هناك الكثير من التحديات في غزة، وصافح ترامب السيسي في ختام تصريحاته، وقال: "إنه رجل جيد، سنكون معه دائمًا".
من جانبه، قال الرئيس السيسى مخاطبًا نظيره الأمريكي: "كنت متأكدًا أنك الوحيد القادر" على إنهاء الحرب وتحقيق السلام في المنطقة، ووصف إنهاء الحرب في غزة بأنه "إنجاز غير مسبوق" لترامب، داعيًا إياه إلى دعم تثبيت وقف إطلاق النار والمساهمة في مؤتمر إعادة الإعمار في القطاع.
وخلال اللقاء الثنائى بين الرئيسان السيسى وترامب، تم تناول مجمل العلاقات الثنائية التاريخية والمتشعبة بين مصر والولايات المتحدة وتعاونهما الممتد في مجال تحقيق السلام والحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، حيث أكد الرئيس السيسى تقدير مصر البالغ للدور الذي اضطلع به الرئيس الأمريكي في وقف الحرب في قطاع غزة، مجدداً التزام مصر بالاستمرار في جهدها المخلص والدؤوب لوضع "خطة الرئيس ترامب" لإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار موضع التنفيذ، وإزالة أي عقبات أو صعوبات قد تواجه الخطة.
وشدد الرئيس السيسى على أن مصر، التي اضطلعت بدور رائد في إطلاق مسيرة السلام في الشرق الأوسط، تدرك جيداً أن الدور الأمريكي هو أحد المتطلبات والضمانات الأساسية لتحقيق السلام، وأنها تؤمن أيضاً بأن قرار السلام يحتاج لشخصيات استثنائية قادرة على اتخاذ وتنفيذ مبادرات شجاعة على غرار الرئيس ترامب، وأعرب الرئيس السيسى عن أمله في أن تكون "قمة شرم الشيخ للسلام" هي نقطة تحول وبداية لمرحلة جديدة من السلام الحقيقي والشامل والعادل في المنطقة، كما شدد على اهمية دعم الولايات المتحدة والرئيس ترامب شخصيأ لمؤتمر اعادة إعمار قطاع غزة، وهو الأمر الذي ثمنه الرئيس الأميركي.
وأعرب الرئيس ترامب عن بالغ تقديره لمصر قيادةً وشعبًا، مشيدًا بالقيادة الحكيمة للرئيس السيسى، والتي أفضت إلى التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي. كما عبّر الرئيس ترامب عن سعادته بزيارة مصر، مؤكدًا التزام الولايات المتحدة بالانخراط مع شركائها في المنطقة من أجل تحقيق التكامل والتنمية والازدهار الاقتصادي لكافة شعوبها، وبناء مستقبل أفضل يرتكز على التعاون لا الصراع. وقد تناول اللقاء أيضًا آخر المستجدات على الساحة الإقليمية.
كما تناول اللقاء أيضاً العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أعرب الرئيس السيسى عن تطلعه لمواصلة العمل مع "ترامب" لدفع وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، ووضع العلاقات على مسار يهدف للارتقاء بها في شتى المجالات، وبما يشمل تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية. ومن جانبه، أشار ترامب إلى انه يدعم تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر والولايات المتحدة، وانه يدعو الشركات الامريكية لتعزيز وتكثيف تواجدها واستثماراتها في مصر، كما أكد على أن بلاده سوف تدعم مصر في المؤسسات المالية الدولية.