قبل أول نقطة مطر.. كيف تستعد المحافظات لاختبار الشتاء؟

الإثنين، 20 أكتوبر 2025 12:28 م
قبل أول نقطة مطر.. كيف تستعد المحافظات لاختبار الشتاء؟
إبراهيم الديب

أيام قليلة تفصلنا عن بدء موسم الشتاء، 2025/ 2026، والذي يصاحبه بطبيعة الحال هطول أمطار قد تصل إلى حد السيول في العديد من المناطق بشكل متكرر مايترتب عليه وقوع العديد من المشكلات بأماكن تجمع المياه، والذي قد يصاحبه توقف حركة السير والمرور وصولا إلى الإضرار بالبنية التحتية والطرق.

ومع تكرار تلك الأزمة، بدأت الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة التنمية المحلية بأجهزتها المختلفة، وضع خطة طوارئ وتعامل مبكر مع الأزمة، واتخاذ تدابير استباقية لمواجهة موسم الأمطار، وتطبيق إجراءات تحد من تفاقم المشكلة، لضمان سرعة استجابة الأجهزة بشكل أسرع للتعامل مع تلك المواقف.

في هذا الصدد.. وزارة التنمية المحلية أصدرت توجيهات مركزية تُلزم المحافظات بتحديث خطط مجابهة المخاطر، وتنسيقها مع جهات فنية مثل مركز التنبؤات بمعهد بحوث الموارد المائية والري وهيئة الأرصاد، إضافةً إلى الربط مع وزارة الصحة وشبكات الطوارئ المحلية، كما شكلت لجان متابعة للتفتيش والرقابة ورفع تقارير دورية عن الجاهزية، وهذا الإطار يوفر آلية مهمة للتنسيق بين المستويات المختلفة من الإدارة المحلية والدولة.

وأقامت الوزارة، غرفة عمليات مركزية دورها التنسيق بين أجهزة المحليات، المحافظات والمراكز والمدن، والهيئة العامة للنظافة والتجميل، بالإضافة إلى شركة مياه الشرب والصرف الصحي، وغيرها من الأجهزة ذات الدور المباشر المرتبط بالتعامل مع تلك الحالة، لضمان سرعة الاستجابة والتعامل مع تلك المشكلات.

من جانبها أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أن الوزارة تتابع استعدادات وتجهيزات المحافظات لمجابهة المخاطر المحتملة في موسم الأمطار والسيول الغزيرة خلال عام 2025/2026، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وتكليفات رئيس مجلس الوزراء برفع درجات الجاهزية والتأهب لمواجهة أي طوارئ وحماية المواطنين، مشيرة إلى أن جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظات تعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة التحديات وتقليل المخاطر المحتملة، لافتة إلى أن الحكومة لا تدخر جهدًا في توفير الإمكانيات اللازمة لدعم المحافظات في خططها لمواجهة الطوارئ والأزمات، وأن التنسيق المستمر بين الوزارات والهيئات والجهات المعنية يمثل حجر الأساس لضمان سرعة التدخل وحماية الأرواح والممتلكات، موضحة أنه تم تكليف المحافظات بتحديث خططها لمجابهة المخاطر المحتملة في موسم الأمطار والسيول 2025/2026 ، مع ضرورة الاستفادة من الدروس المستخلصة من موسم الأمطار والسيول السابق، مؤكدة على التنسيق المستمر مع مركز التنبؤات بمعهد بحوث الموارد المائية والري وهيئة الأرصاد الجوية؛ لرصد أي تغيرات مناخية والتعامل الفوري معها، إلى جانب التنسيق مع وزارة الصحة وشبكة الطوارئ والسلامة العامة لضمان سرعة الاستجابة للأزمات.
 
وشددت د.منال عوض ، علي ضرورة إعداد سيناريوهات محاكاة لمجابهة المخاطر المحتمله للأمطار الغزيرة والسيول، إلي جانب تشكيل لجان وإعداد جدول زمني بالتنسيق مع الجهات المعنية داخل كل محافظة للمرور الميداني، مشيرًة إلي أن الخطة تشمل المرور على شبكات الصرف، ومحطات الطلمبات وأعمال التطهير، ومخرات السيول، والترع، والمصارف، والسدود، وبلاعات الأمطار، والتأكد من جاهزيتها بشكل كامل، فضلًا عن رفع كفاءة المعدات المستخدمة في مواجهة الأمطار والسيول، وتحديد أماكن تمركزها بالمناطق الساخنة .
 
كما وجهت وزيرة التنمية المحلية، السادة المحافظين بتشكيل لجان مرور علي مهمات الإغاثة بالتنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعي وكافة الجهات المعنية للتأكد من جاهزيتها تحسباً لأي طارئ ، بالإضافة إلي تشكيل مجموعات عمل مدربة لمواجهة مخاطر الأمطار الغزيرة والسيول وتحديد أماكن تمركزها، مع التركيز علي رفع توعية المواطنين بأساليب مواجهة مخاطر الأمطار الغزيرة والسيول.
 
وأضافت د.منال عوض ، أنه سيتم متابعة جهود المحافظات من خلال مرور لجان التفتيش والرقابة بالوزارة للوقوف علي مدي الجاهزية والتأكد من تلافي أي معوقات أو ملاحظات على أرض الواقع، ورفع تقارير دورية عن الاستعدادات والإجراءات المتخذة.
 
كما شددت وزيرة التنمية المحلية على أهمية التنسيق الكامل مع مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بوزارة التنمية المحلية منذ بداية التعامل مع مخاطر الأمطار والسيول وأثناء إدارتها وحتى انتهاء الأزمة، مع التأكيد على ضرورة الإخطار الفوري بأي معوقات قد تواجه أعمال المواجهة للعمل على تذليلها في أسرع وقت ممكن، ضمانًا للجاهزية والسلامة.
 
من جانبهم أعلنت المحافظات عن إجراءاتها وخطتها لمواجهة موسم الشتاء، وتفعيل تحركاتها على أرض الواقع للحد من المشكلات التي يسببها هطول الأمطار والسيول، وعلى رأسها محافظتي القاهرة والجيزة.
 
ففي القاهرة، تفقد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة اصطفاف معدات شركة الصرف الصحي للتأكد من جاهزيتها للتعامل مع التغيرات المناخية، والاستعداد لموسم سقوط الأمطار، وشدد محافظ القاهرة على شركتي المياه والصرف الصحي وجميع الأجهزة المعنية ورؤساء الأحياء برفع درجة الاستعداد لمواجهة موسم سقوط الأمطار خلال فصل الشتاء والتعامل الفوري مع التغييرات المناخية التي قد تشهدها البلاد خلال الفترة القادمة، مع ربط غرفة العمليات المركزية بالمحافظة بخطوط تليفونية مفتوحة مع هيئة الأرصاد الجوية لمعرفة حالة الطقس على مدار اليوم وإخطار الأحياء على مدار الساعة للتحرك السريع عند الضرورة تجنباً لحدوث أزمات، مع ربط غرف عمليات الأحياء بغرفة العمليات المركزية للتعامل الفوري مع أي طارئ.
 
وأشار محافظ القاهرة إلى وجود خطة للانتشار السريع للمعدات وفرق الطوارئ للتواجد بشوارع العاصمة لمواجهة أي طارئ أو تجمع مياه فى أي موقع بالتنسيق بين الأحياء وفروع شركة الصرف الصحي، وشركة مياه القاهرة، وهيئة النظافة، والحماية المدنية، وشرطة المرافق لتنفيذ خطة المحافظة التي جرى وضعها لتوزيع الشفاطات العملاقة والنافوري والمواتير الحديثة بالمحاور الرئيسية ومنازل ومطالع الكباري والأنفاق ومناطق تجمعات الأمطار طبقاً لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية، والتأكد من صيانة الشفاطات المتوافرة بالأحياء لتسهيل إزالة أي تجمعات مائية بما لايؤثر على انتظام الحركة المرورية أو غلق الشوارع، مع التواصل الدائم مع غرفة العمليات المركزية بالديوان للاستجابة السريعة لأية بلاغات أو شكاوى خاصة بأماكن تجمع المياه.
 
وأكد محافظ القاهرة، وجود تنسيق مستمر بين هيئة النظافة والصرف الصحي ورؤساء الأحياء للتأكد من عملية التطهير الكاملة لبالوعات صرف مياه الأمطار المنتشرة بكافة شوارع ومناطق العاصمة، والتأكد من صلاحيتها، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لإجراء التجارب الميدانية للتأكد من استعداد تلك البالوعات لاستقبال الأمطار حال حدوثها، والتنبيه على عمال النظافة بالحرص على نظافة بالوعات الأمطار وعدم إلقاء القمامة والأتربة بها، ومعاونة عمال النظافة لشركة الصرف الصحي في كسح تجمعات المياة التي لا تحتاج للشفاطات.
 
وأكد محافظ القاهرة، ضرورة متابعة جاهزية محطات الصرف الصحي ورفع كفاءتها وصيانتها الدورية، مع التنسيق مع وزارة الموارد المائية والري لاستمرار اتخاذ إجراءات تطهير مخرات السيول والمتابعة الدورية لرفع أي مخلفات بها أولاً بأول بالتنسيق مع الأحياء المتواجدة بها تلك المخرات (حلوان والمعصرة والتبين وطرة والمعادي و15 مايو) والتأكد من استعدادات تلك المخرات لاستقبال السيول المتوقعة حال حدوثها، والتنسيق مع مسئولي الإنارة المركزية ومسئولي الإنارة بالأحياء لمراجعة الأسلاك والكابلات المكشوفة وسرعة تغطيتها حرصًا على حياة وسلامة المواطنين والتنسيق مع شركات الكهرباء لعزل أكشاك الكهرباء والتأكد من إغلاقها بإحكام، موضحا أنه قد تم تجهيز خطة طوارئ بهيئة النقل العام لتدعيم هيئة مترو الأنفاق بالأتوبيسات اللازمة في حالة توقف وتعطل إحدى خطوط المترو بسبب الأمطار والتنسيق مع المرور لإعداد خطوط سير بديلة.
 
وفي الجيزة رفعت المحافظة درجة الاستعداد القصوى وأعلنت خطة متكاملة لاستقبال الشتاء تشمل فرق طوارئ ومخازن معدات جاهزة، هذه الخطوات تعكس تطبيق التوجيهات المركزية على مستوى المحافظات.
 
وأعلن المهندس عادل النجار محافظ الجيزة رفع درجة الاستعداد القصوى بكافة قطاعات المحافظة لاستقبال فصل الشتاء وموسم هطول الأمطار .
 
وأكد المحافظ أنه تم وضع خطة متكاملة لاستقبال موسم الشتاء ومجابهة تقلبات الطقس وسقوط الأمطار تتضمن مراجعة غرف وبالوعات تصريف مياه الأمطار، وفحص أعمدة الإنارة وتركيب العوازل بها ورفع الكابلات الكهربائية المكشوفة، فضلًا عن تفعيل غرف العمليات الفرعية بجميع الأحياء والمراكز والمدن للتعامل الفوري مع الأحداث الطارئة وتنسيق الجهود بين الجهات المعنية.
 
ووجّه المحافظ بضرورة المتابعة المستمرة مع مسؤولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي للتطهير الدوري لبالوعات وغرف الصرف والتأكد من جاهزيتها واستعدادها للتعامل مع أي تجمعات مائية.
 
كما كلف المحافظ رؤساء الأحياء والمراكز والمدن بالتنسيق مع مسؤولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي لتجهيز سيارات شفط المياه وتحديد مواقع تمركز المعدات بالمناطق الأكثر عرضة لتجمعات الأمطار استعدادًا لأي طوارئ.
 
وأكد المحافظ على أهمية التنسيق مع الإدارة المركزية للموارد المائية والري للاطمئنان على حالة مخرات السيول وسلامة الجسور على المصارف والترع.
 
وشدد المحافظ كذلك على رؤساء المراكز والمدن والأحياء بالتنسيق مع شركة الكهرباء لمراجعة وصيانة أعمدة الإنارة، وتركيب العوازل بها، ورفع أي وصلات أو كابلات كهربائية مكشوفة بالطرق والمحاور، حفاظًا على سلامة المواطنين.
 

أثر الإجراءات على المواطنين والخدمات الأساسية

تلك الإجراءات المُعلنة والتي تنفذها محافظات الجمهورية تختصر الفارق بين توقف خدمات أساسية (صرف صحي، مواصلات، مستشفيات) وحدوث انهيار جزئي يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، من تنظيف البلاعات والمرور على محطات الطلمبات ما يحدّ من فيضانات شوارع المدينة؛ لكن في المناطق الحضرية الكثيفة تبقى مشكلة تصريف مياه الأمطار داخل الأحياء الضيقة قائمة ما لم تُرافق بحملات توعية ومنع رمي المخلفات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق