طبيب تشريح ليبى يكشف تفاصيل صادمة فى مقتل الأطفال السبعة

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 03:20 م
طبيب تشريح ليبى يكشف تفاصيل صادمة فى مقتل الأطفال السبعة

كشف طبيب ليبي بجهاز الطب الشرعي يدعى محمد الكوافي، الأربعاء، تفاصيل حادثة قتل سبعة أطفال رميا بالرصاص وانتحار والدهم، مؤكدا أن طاقم الطب الشرعي لم يستطيعوا تمالك أنفسهم من بشاعة المشهد، واصفا ما حدث بمأساة تثبت أمام كل إنسان أن القسوة أحيانًا تتجسد في أرواح بريئة، وأنه مهما ظن الإنسان نفسه صامدًا، هناك لحظات تتوقف فيها الكلمات عاجزة.
 
وقال الطبيب الليبي محمد الكوافي إن المشهد خلال عمله مع الواقعة يفوق قدرة أى إنسان على الاحتمال، مضيفا: سبعة أطفال.. إخوة … خمسة أولاد واثنتان من البنات، وُجدوا داخل سيارة، صامتين إلى الأبد، في طريقٍ كان يُفترض أن يقودهم إلى المدرسة لا إلى نهايتهم.
 
وتابع الطبيب الليبي: وجوههم كانت ساكنة، وملامحهم ما زالت تحمل بقايا ابتسامة الصباح كأنهم لم يدركوا ما حدث، كأنهم رحلوا قبل أن يعرفوا أن الأمان قد خانهم لكن المشهد الذي كسرني حقًا،
 
وأوضح الطبيب الليبى أنه وجد طفلان صغيران توأم وهم عبدالرحمن وعبدالرحيم متعانقان فى حضن بعضهما، كأن الغريزة دفعت أحدهما لحماية الآخر، وكأنهما قررا أن يرحلا كما وُلدا معًا، موضحا أن تلك الصورة وحدها كانت كفيلة بإسقاط كل صلابةٍ رجل واقف في هذه المشرحة.
 
وتابع : ثم كانت ميار  ان لم تخني الذاكرة بتذكر اسمها.. البنت البكرية، التي كان يفترض أن تقود إخوتها إلى المدرسة، لا إلى نهايتهم وشاحها الأبيض كان مبلّلًا بدم رأسها، وحذاؤها الأبيض صار يختلط بدماء إخوتها، وزيّها الرصاصي غمرته فوضى الألوان الدامية.. كانت يداها ممدودتين إلى الأمام، كأنها تحاول أن تغطيهم، أن تصنع حولهم جدارًا من جسدها الصغير، لكن الرصاص اخترق يديها، وترك فيها علامةً خالدة على معنى الحماية الأخيرة.
 
وأكد الطبيب الليبي أنه لم يستطع أن يتماسك، وانهمرت دموعي وسط المشرحة و أمام الجميع، موضحا أنه حاول أن يبدو هادئا لكنه لم يستطع وبات إنسانًا مكسورًا يرى الطفولة تودّع الحياة بطريقة لا تليق بها.
 
وأوضح الطبيب الليبي ان التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كان الفاعل هو الأب نفسه أم شخصًا آخر، فالتحقيقات وحدها ستكشف ما خفى، وتُثبت كل شيء، معربة عن ثقته في أجهزة الدولة الليبية سواء كانت الداخلية او القضائية للوصول للحقيقة الواقعة بأسرع وقت.
 
واختتم الطبيب الليبى حديثه بالقول: وقفت أمامهم طويلًا لا أملك سوى الصمت، ولا لغة تشريحٍ تفسّر هذا الكم من الوجع..في تلك اللحظة أدركت أن الطب الشرعي لا يتعامل مع الجثث فقط، بل مع ما تبقّى من إنسانيةٍ فينا، ومع قدرتنا على الاحتمال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق