اللواء محمد إبراهيم الدويري: المرحلة المقبلة لا تحتمل المناورات... ووحدة الصف هي مفتاح المستقبل الفلسطيني
الإثنين، 27 أكتوبر 2025 10:55 ص
اللواء محمد إبراهيم الدويري
أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، ونائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن السؤال الأبرز بعد انتهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة يتمثل في مدى ما قدمته الفصائل الفلسطينية من مكاسب حقيقية تخدم قضيتها، مشددًا على ضرورة أن تُجري هذه الفصائل مراجعة جادة لمواقفها ومسارها السياسي.
وأوضح الدويري أن الفصائل الفلسطينية، رغم دورها الطويل في الحياة السياسية، لم تنجح في تحويل الجهود المصرية المتواصلة منذ عقود إلى نتائج إيجابية ملموسة على الأرض، بسبب تغلّب الخلافات الداخلية والمصالح الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن مصر تعاملت مع القضية الفلسطينية من منطلق الأمن القومي، ولم تتوقف يومًا عن بذل الجهود لتوحيد الصف الفلسطيني، مستشهدًا بمساعي القاهرة المستمرة منذ عام 2005، مرورًا بوثيقة الوفاق الوطني عام 2011، وصولًا إلى اجتماع العلمين في يوليو 2023، وذلك بهدف ترتيب البيت الفلسطيني ودعم السلطة الشرعية باعتبارها الممثل الرسمي للشعب الفلسطيني أمام العالم.
وأضاف أن الخلافات الفلسطينية الداخلية كانت ولا تزال العقبة الأكبر أمام أي تقدم حقيقي في المسار السياسي، مؤكدًا أن هذه الصراعات أتاحت لإسرائيل تنفيذ سياساتها العدوانية في غزة والضفة والقدس دون رادع.
ولفت الدويري إلى أنه رغم الكارثة الإنسانية التي خلّفتها الحرب الأخيرة في غزة، فإن الفصائل لم تظهر الجدية الكافية في تجاوز الانقسام، مشيرًا إلى أن مصر بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة نجحت في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة في غزة، استنادًا إلى الخطة التي طُرحت خلال قمة شرم الشيخ للسلام، والتي تضمنت تبادل الأسرى، وإدخال المساعدات، والانسحاب الإسرائيلي المرحلي.
وبيّن أن نجاح هذه الخطة، وغيرها من المبادرات، يرتبط بشكل مباشر بوحدة الموقف الفلسطيني وقدرته على التعامل مع استحقاقات المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن القاهرة استضافت مؤخرًا لقاءات جمعت عدداً من الفصائل، بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، تم خلالها التوافق على مبادئ أساسية تتعلق بتشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة القطاع، ولجنة دولية لإعادة الإعمار، وقوات أممية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار.
واختتم اللواء محمد إبراهيم الدويري تصريحاته بالتأكيد على أن الفصائل الفلسطينية أمام اختبار حقيقي وأخير، وعليها أن تتوافق سريعًا على رؤية وطنية شاملة وواقعية، لأن المرحلة المقبلة لن تحتمل التسويف أو المناورات، ولأن الشعب الفلسطيني الذي عانى طويلًا سيحاسب الجميع على مواقفهم.