«الدعم السريع».. جرائم ضد الإنسانية واستهداف للمنشآت الصحية والمرضى

الإثنين، 27 أكتوبر 2025 02:01 م
«الدعم السريع».. جرائم ضد الإنسانية واستهداف للمنشآت الصحية والمرضى
هانم التمساح

فرضت ميليشيا الدعم السريع في السودان حصاراً على مدينة الفاشر منذ 10 مايو 2024، مما حرم المدنيين من الإمدادات الأساسية، ووضع المدينة تحت ضغط شديد وظروف إنسانية غاية فى القسوة.
 
وبحسب «هيومن رايتس ووتش»، تم توثيق استهداف متعمد لمرافق صحية وسكنية ومنشآت مدنية بواسطة الدعم السريع، ما يُعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي
وذكرت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، نقلاً عن "شبكة أطباء السودان"، أن ميليشيا الدعم السريع استهدفت عشرات المواطنين في مدينة الفاشر، ونهبت المرافق الطبية والصيدليات.
 
وأضافت أن الميليشيا اقتحمت المستشفيات والمرافق الطبية بالمدينة، في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية، وطالبت "شبكة أطباء السودان" الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بالتحرك الفوري لحماية المدنيين ومحاسبة الجناة أمام العدالة الدولية.
 
وتمارس الدعم السريع جرائم استهداف المنشآت الصحية والطواقم الطبية وهو ما يعد جريمة  بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، التي تحمِي المدنيين والعاملين في القطاع الطبي، وفرضت الميليشيات حصارا على  المدنيين وقطعت عنهم  الإمدادات الأساسية (غذاء، دواء، وقود)، وهو ما يُعدّ من أساليب الحرب التي تُشكّل جريمة إنسانية عند استخدامها للإجهاز على السكان العُزّل ، بحسب الوصف الدقيق الذى يستخدمه القانون الدولى فى هذا الشأن، هذا علاوة على استهداف مباشر لمناطق سكنية، أو نهب مرافق مدنية أثناء النزاع المسلّح، يُعدّ انتهاكاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
 
وفى هذا السياق احتجزت  ميليشا الدعم السريع شاحنات وموارد الإغاثيّة من بينها شاحنات تابعة لـ «أطباء بلا حدود» كانت متجهة إلى المدينة، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية والوقود والمستلزمات الجراحية. 
 
وفي يونيو 2024، اقتحمت قوات الدعم السريع مستشفى الجنوب بالفاشر والذي كان آخر مرفق صحي كبير لا يزال يعمل في المدينة  وفتحوا النار على المرضى والطواقم الطبية، ونهبوا المعدات، واغتصبوا أجزاء من المبنى كمقرّ لوجستي لهم. 
 
وفي أكتوبر 2025، قصفوا مستشفى رئيسياً في الفاشر ما أدّى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 مدنياً وإصابة 17 آخرين، بينهم طبيبة وممرّضة. 
 
وتُقدَّر الحالات التي طالت فيها مرافق الرعاية الصحية عبر السودان بأكثر من 120 حادثة بينها 123 مرة تم فيها تدمير منشآت طبية حتى نوفمبر 2024، مع تركيز كبير في الفاشر . 
 
وفي 28 أغسطس 2025، أفادت شبكة أطباء السودان بأن قذائف الدعم السريع استهدفت حيّ «أولاد الريف» والسوق المركزي في الفاشر، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً وإصابة 55 آخرين من بينهم نساء. ووصفت ما حصل بأنه “مجزرة متعمدة” بحق مدنيين عزل. 
 
وتُشير تقارير إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية تعرضت للتدمير ليس فقط بالأعمال القتالية وإنما أيضاً بالنهب والتدمير المُمنهج ،ففي سبتمبر 2025، قُتل الطبيب والناشط الإغاثي داو البيت أحمد إثر قصف مدفعي من الدعم السريع على مركز في الفاشر، ووصفت بأنها “جريمة حرب كاملة” من قبل شبكة أطباء السودان. 
  
وأدت الأعمال العدوانية التى تمارسها الميليشات المسلحة بحق المنشآت الطبية إلى توقف مستشفى رئيسي في الفاشر عن العمل، ما ترك آلاف المدنيين بلا رعاية طبية عاجلة، ومرضى الحرب والجرحى بلا وصول إلى الخدمات، مع تدني حاد في الخدمات الصحية وانقطاع الكهرباء، نقص الأدوية، توقف غسيل الكلى، توليد الأوكسجين مهدد، كما تسبب فى ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين بسبب القصف والاعتداءات، بالإضافة إلى حالات وفاة بسبب سوء التغذية والأمراض التي لم تُعالج بسبب الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية. 
 
شبكة أطباء السودان بدورها، طالبت بتحرك فوري من منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لحماية المدنيين والعاملين في القطاع الصحي، ومحاسبة الجهات المرتكبة للانتهاكات ، وسط دعوات لتوثيق الجرائم وفتح تحقيقات دولية مستقلة يُمكن أن تؤدي إلى محاسبة أمام المحاكم المختصة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق