سورة العصر طريق النجاة.. أمين الفتوى يوضح معاني الإيمان والعمل والتواصي بالحق

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025 12:02 م
سورة العصر طريق النجاة.. أمين الفتوى يوضح معاني الإيمان والعمل والتواصي بالحق
منال القاضي

قال الدكتور محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سورة العصر من أعظم سور القرآن التي جمعت أسباب النجاة من الخسران في أربع مراحل واضحة هي: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.
 
وأوضح الطحان، خلال حلقة برنامج "مع الناس"،المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن المرحلة الأولى هي الإيمان بالله سبحانه وتعالى، مؤكدًا أن أي عمل يقوم به الإنسان دون إيمان لا يُقبل، لقوله تعالى: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا". فالإيمان هو الأساس الذي يُبنى عليه كل خير.
 
وأضاف أن المرحلة الثانية هي العمل الصالح، مستشهدًا بقوله تعالى: "من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"، موضحًا أن الفلاح والتوفيق لا يأتيان إلا من خلال الجمع بين الإيمان والعمل الصالح.
 
وبيّن أن المرحلة الثالثة هي التواصي بالحق، أي التعاون على العدل والرحمة والإحسان بين الناس، دون تفرقة بين صغير أو كبير أو بين مسلم وغير مسلم، مستشهدًا بقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي".
 
وأشار أمين الفتوى إلى أن لفظ "تواصوا" في قوله تعالى "وتواصوا بالحق" جاء بصيغة المشاركة، ليشمل الجميع، بخلاف لفظ "أوصوا" الذي قد يقتصر على فئة دون أخرى. فالمؤمنون جميعًا يتواصون بالخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، كما قال الله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".
 
وضرب الدكتور الطحان مثالًا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حينما سمع صوتًا مفزعًا من البحر، فركب فرسًا لطلحة بن عبيد الله بلا سرج، وذهب بنفسه ليتفقد الأمر، ثم عاد مطمئنًا الناس قائلاً: "لن تراعوا". وأوضح أن هذا الموقف يجسد التواصي بالحق والتعاون عند النوازل، فالمؤمنون يسارعون لإنقاذ الناس وحمايتهم.
 
ودعا المسلمين إلى أن تكون التواصي بالحق منهج حياة، لا يقتصر على الوعظ بالكلام، بل يمتد إلى الفعل والمبادرة لإنقاذ الآخرين، مؤكدًا أن الدين المعاملة، وأن الفهم الحقيقي لسورة العصر هو أن يعيش المسلم بين الناس نافعًا لهم بالحق والرحمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق