مصر تهدى العالم متحف الألفية الجديد.. صرح حضارى يربط الأجداد بالأحفاد
الخميس، 30 أكتوبر 2025 07:14 م 
                    
                
	فى الأول من نوفمبر المقبل، تتجه أنظار العالم إلى مصر، حيث تفتتح رسميًا أعظم متاحف الآثار فى التاريخ الحديث، المتحف المصرى الكبير، أكبر صرح حضارى مخصص للآثار المصرية القديمة، الصرح الذى طال انتظاره أكثر من ثلاثين عامًا، ليكون شاهدًا على عبقرية المصريين على مر الزمان، وقدرتهم على إبهار العلم من جديد.
	يأتى هذا الافتتاح التاريخى، تتويجًا لحلم طال انتظاره، يجمع بين عبق الماضى وروح العصر الحديث، ليقدّم للعالم رؤية مصر الجديدة، التى تحفظ تراثها، وتُعيد تقديمه للعالم بأحدث الوسائل العلمية والتقنية.
	ولدت فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير عام 1992، حينما رأت الدولة المصرية، ضرورة إنشاء متحف حديث، يستوعب الكمّ الهائل من الآثار، التى لم يعد يسعها المتحف المصرى القديم بميدان التحرير.
	ورغم ما واجه المشروع من تحديات مالية، وتأجيلات بسبب الظروف الاقتصادية، وجائحة كورونا العالمية، فإن الإصرار المصرى على استكمال الحلم لم يتوقف، حتى أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى تحديد 1 نوفمبر 2025 موعدًا لافتتاح المتحف الكبير، فى حدث يوصف بأنه "الافتتاح الأهم فى "تاريخ المتاحف الحديثة".
	المتحف المصرى الكبير، يقع على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع، وواجهته المثلثة المهيبة، تشبه لوحًا من الضوء يتناغم مع أفق الجيزة، أما البهو الرئيسى، فيتوسطه تمثال ضخم للملك رمسيس الثانى بارتفاع 11 مترًا، تحيط به عشرات التماثيل الملكية الفرعونية العملاقة، التى تمثل ملوك مصر القديمة، على درج ملكى صاعد، يربط بين الماضى والحاضر.
	ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد من عصور ما قبل الأسرات، حتى العصر اليونانى والرومانى، وتُعرض وفق تسلسل زمنى وموضوعى، يروى قصة الحضارة المصرية على مدى سبعة آلاف عام.
	وأبرز ما يميّز المتحف، هو عرض مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922، وتضم أكثر من 5,000 قطعة من الذهب والمجوهرات والعربات الجنائزية والأسلحة.
	كما يحتضن المتحف قارب الشمس للملك خوفو، ومجموعة الملكة حتب حرس، وعددًا من المومياوات الملكية والتماثيل العملاقة، وأدوات الحياة اليومية، والمجوهرات، والنقوش الجدارية.
	كما يضم قاعات عرض ضخمة، ومعامل ترميم، تُعد الأكبر فى الشرق الأوسط، إلى جانب مكتبة علمية أثرية، ومسرح، ومتحف للأطفال، ومركز علمى متخصص فى دراسة المصريات، ومناطق خضراء مفتوحة، تطل مباشرة على الأهرامات.
	إن المتحف المصرى الكبير، ليس مجرد مبنى أثرى، بل هو جسر يربط بين زمن الفراعنة وزمن المستقبل، ويعد هدية مصر إلى الإنسانية جمعاء، ومشروعا وطنيا حضاريا، يُعبّر عن قدرة المصريين على حماية تراثهم وتقديمه برؤية مستقبلية.
	ويؤكد المتحف الكبير، أن مصر ما زالت، كما كانت دائمًا، قلب الحضارة وذاكرة العالم، لا تكتفى بصون ماضيها، بل تُعيد إحياءه للأجيال القادمة.
                
				 
							
							 
							
							
							
							
							
							
							
                         
                         
                         
                         
                         
                         
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                