الجيزة تتأنق| أرض الحضارة تتجمل بافتتاح المتحف المصري الكبير.. وتوقعات بإنعاش صناعة الحرف التراثية

بالرغم من وجود الكثير من الاثار الفرعونية بمحافظة الجيزة، وعلى رأسها أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع وأبو الهول، بالإضافة إلى مجموعة من المقابر والتماثيل والمعابد المرتبطة بتلك الأهرامات، وأثارة ميت رهينة وسقارة وغيرها لكن المحافظة كانت خالية من متحف واحد يضم الآثار الفرعونية حتي جاء افتتاح المتحف المصري الكبير لتستعيد المحافظة رونقها كأرض للحضارة والتاريخ.

وكان لبناء المتحف المصري الكبير في المحافظة وبالقرب من الاهرامات الاثر الكبير في تطوير المنطقة المحيطة، والتي شهدت رفع كفاءة البنية التحتية لتقديم تجربة سياحية متكاملة ومميزة لكل عشاق التاريخ والحضارة المصرية، حيث تم تنفيذ أعمال تطوير ورفع كفاءة في كل الطرق والمحاور المحيطة بـ المتحف المصري الكبير، استعدادًا للحدث السياحي الأكبر في العالم.

 وعبر كثير من الأهالي عن فرحتهم بهذا التطوير الذي شهدته المنطقة بمناسبة افتتاح المتحف، حيث شمل مخطط التطوير بمحيط المتحف المصري الكبير، المنطقة الممتدة من ميدان الرماية مرورًا بطريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي وحتى مطار سفنكس، وكذلك طريق الفيوم، بالإضافة إلى الطريق الدائري ومحوري المريوطية والمنصورية.

وفي مشهد مبهر يعكس عظمة التاريخ المصري، تزيَّنت عقارات الطريق الدائري نطاق محافظة الجيزة بلوحات فنية تجسد ملامح الحضارة المصرية القديمة، وتماثيل ملوكها ومعالمها الخالدة، لمنح زوار مصر أولى لحظات انبهارهم بعراقة الحضارة الفرعونية قبل أن تطأ أقدامهم أروقة المتحف المصري الكبير.

وتضمنت أعمال تطوير وتجميل ورفع كفاءة الطريق الدائري، طلاء واجهات المباني على جانبيه بألوان متناسقة، وتزيينها بصور لملوك مصر القدماء، فضلًا عن تشجير الطريق، بما يعزز إظهار الشكل الجمالي للمباني ويوضح الهوية الثقافية والحضارية الخاصة بمحافظة الجيزة، وذلك نطاق أحياء جنوب الجيزة، والعمرانية، والطالبية، والهرم، بدءًا من نزلة شارع البحر الأعظم حتى بداية الطريق السياحي في الاتجاهين بطول تقريبي 14 كيلو مترًا للاتجاهين.

وأكد المهندس عادل النجار محافظ الجيزة، انه تم تنفيذ خطة متكاملة لتطوير المنطقة والطرق المؤدية إلى المتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أن المشروع لا يخدم فقط الحركة السياحية بل يحقق أيضًا مردودًا مباشرًا للمواطنين من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير بيئة حضارية آمنة ومتكاملة تليق بمكانة مصر وتاريخها العريق.

وقال إن المخطط، شمل تطوير الطرق والأرصفة، فضلًا عن أعمال الإنارة والتشجير والزراعات ، وتنسيق اللافتات الإعلانية، مما ساهم في الوصول إلى مظهر حضاري متكامل يليق بالقيمة التاريخية والأثرية للمتحف، لافتاً إلى أن أعمال التطوير لم تقتصر على المظهر الجمالي فحسب، بل تضمنت أيضًا رفع كفاءة البنية التحتية، وتحسين السيولة المرورية بالمحاور المؤدية إلى المتحف، بما يحقق الانسيابية المطلوبة لحركة المواطنين والأفواج السياحية.

إحياء الحرف التراثية في قري الجيزة

وباعتبار أن مركز كرداسة أقرب مراكز محافظة الجيزة للمتحف المصري الكبير يأمل المواطنين تعزيز السياحة والفرص الاقتصادية في المنطقة المحيطة، مثل تطوير البنية التحتية وزيادة الاستثمارات، بالإضافة إلى إتاحة فرصة السياحة المجتمعية للسياح للتعرف على القرى التراثية القريبة للمتحف والمشاركة في الأنشطة المحلية، حيث تضم كرداسة حرف تراثية مثل صناعة الخزف والعباءات التراثية، كما يأمل كثير من تجار الشارع السياحي بكرداسة ..أن يكون لافتتاح المتحف دور كبير في تنشيط حركة البيع والشراء في المركز مع ضرورة  ان يضم برنامج الزيارة للمتحف زيارة للأماكن التراثية في كرداسة للتحول لمنطقة جذب سياحي مثل خان الخليلي في القاهرة.

وأكدت الدكتورة فاتن صلاح سليمان، أستاذ تاريخ العمارة والتراث، ان المتحف المصري الكبير موجود في منطقة جبانة منف القديمة أول عاصمة في التاريخ المصري القديم خلال عصر الدولة القديمة، وتضم بين آثارها أهرامات الجيزة، ويمتد موقعها من أبو رواش شمالاً وحتى البدرشين جنوبا بمحافظة الجيزة ومن أهم المواقع الأثرية  بجبانة منف ميت رهينة (منف)، سقارة، أبوصير، دهشور، موضحة أن هذه المنطقة ستشهد رواج سياحي واقتصادي كبير بعد افتتاح المتحف خاصة ان المتحف سيضع علي خريطة السياحة العالمية مثل متحف اللوفر في باريس والمتحف البريطاني بلندن، وسيكون ضمن خطط افتتاح المتحف الكثير من الفعاليات الثقافية والتراثية التي ستنعش صناعة الحرف اليدوية في المنطقة مثل السجاد والخزف والعباءات وغيرها.

3