حلم الأجيال يتحقق.. المتحف المصري الكبير يضم أكبر مركز ترميم في الشرق الأوسط ويتحول إلى مركز عالمي للبحث والتعليم والثقافة

السبت، 01 نوفمبر 2025 12:00 م
حلم الأجيال يتحقق.. المتحف المصري الكبير يضم أكبر مركز ترميم في الشرق الأوسط ويتحول إلى مركز عالمي للبحث والتعليم والثقافة
محمد أسعد

أحمد غنيم: متحف المتاحف يستوعب استقبال 20 ألف زائر يوميًا.. عيسى زيدان: 32 ألف متر من معامل الترميم المصرية تحفظ ذاكرة التاريخ

 

بأيادٍ مصرية خالصة، وإرادة لا تعرف المستحيل، يتحقق الحلم الذي طال انتظاره.. المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه رسميًا للعالم اليوم السبت، الأول من نوفمبر 2025، في لحظة استثنائية تجسّد روح مصر المتجددة، وتُعلن عن ميلاد صرح ثقافي هو الأضخم من نوعه في التاريخ الحديث.

بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من قادة العالم والملوك والأمراء وممثلي المنظمات الدولية، يشهد العالم حدثًا يليق بعظمة الحضارة المصرية التي ما زالت تُلهم الإنسانية منذ آلاف السنين.

فما بين قاعات الملك الذهبي توت عنخ آمون، ومتحف مراكب خوفو، والدرج العظيم  والبهو العظيم الذي يتصدره تمثال رمسيس الثاني، يكتمل المشهد الذي يجمع بين عبقرية الماضي وأصالة الحاضر، ليكون المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم ورسالة فخر متجددة من أمة لا تزال قادرة على الإبداع والعطاء.

ويتضمن المتحف قاعات الملك الذهبي توت عنخ آمون والقاعات الرئيسية وعددها 12 قاعة والبهو العظيم والدرج العظيم، حيث تم إعداد سيناريو العرض بعناية ليُبرز التسلسل التاريخي والموضوعي للحضارة المصرية القديمة في أبهى صورة.

ولأول مرة تعرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون في مكان واحد، والتي وتُعد من أبرز الاكتشافات الأثرية في العالم، حيث تتألف المجموعة من 5537 قطعة أثرية، وذلك بعد الفحص الدقيق الذي كشف عن زيادة عدد القطع عن التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى نحو 5398 قطعة، وتتميز المجموعة بتنوع المواد المصنوعة منها، حيث تضم قطعاً مصنوعة من الذهب، والخشب، والحجر، والمعادن، والنسيج، وغيرها من المواد العضوية وغير العضوية. وقد خضعت جميع القطع لعمليات ترميم دقيقة على أعلى مستوى من الكفاءة، داخل معامل متخصصة تراعي طبيعة كل مادة أثرية لضمان أفضل مستوى من الحفظ والعرض.

هذا العرض الكامل وغير المسبوق يمنح الزائرين فرصة فريدة لاكتشاف كنوز المقبرة الملكية كما وُجدت منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، في تجربة غامرة ومتكاملة تسلط الضوء على عبقرية الفن المصري القديم وثراء الحضارة الفرعونية.

كما تتضمن قاعات الملك توت عنخ آمون عروضاً تفاعلية متميزة، تشمل محاكاة لمقبرته وسرداً بصرياً مشوقاً لقصة اكتشافها، إلى جانب عرض رقمي لمجموعة من أبرز القطع الأثرية التي عُثر عليها داخل المقبرة، ما يمنح الزائر تجربة غامرة وشاملة تعيد إحياء لحظة تاريخية نادرة. هذا بالإضافة إلى الشاشات الرقمية الموجودة بالبهو تسمع بالتصوير الشخص وتعرض معلومات عن المتحف ومحتوياته.

ومع الافتتاح الرسمي أيضا سيتم فتح متحف مراكب الملك خوفو حيث يقدم تجربة فريدة لا مثيل لها حيث يُعد هذا المتحف أحد أبرز المتاحف النوعية في العالم، حيث يضم قطعتين أثريتين نادرتين يُعدان من أقدم وأضخم الآثار العضوية التي وصلت إلينا عبر آلاف السنين، وهما مركب خوفو الأولى والثانية، ولأول مرة في التاريخ، سيتم عرض المركبين الملكيين جنباً إلى جنب في موقع واحد داخل المتحف الكبير. وقد تم بالفعل نقل مركب خوفو الأولى من منطقة أهرامات الجيزة إلى المتحف، واستُكملت أعمال تأهيلها وتجهيزها للعرض المتحفي وفق أعلى المعايير العلمية.

أما مركب خوفو الثانية، فقد تم الانتهاء من استخراج ألواحها الخشبية وجميع أجزائها من موقعها الأصلي بجوار الهرم الأكبر، حيث خضعت لمرحلة أولى من الترميم، وتم نقلها إلى المتحف الكبير، ويجري حالياً استكمال أعمال ترميمها بالتعاون مع الجانب الياباني. وسوف يُتاح للزوار مشاهدة عملية إعادة تركيب المركب الثانية مباشرة، حيث تُعرض الألواح الخشبية وهي يتم تجمها وتركيبها تدريجياً، في تجربة تفاعلية فريدة.

سيناريو العرض لمتحف مراكب خوفو هو رحلة بصرية تبدأ من خارج المتحف حيث قبل دخول المتحف، تم إعداد منطقة عرض خارجية تمهد للزائرين ما سيشاهدونه في الداخل، من خلال عرض محاكاة لتدفق نهر النيل وعلاقته بالمراكب في الفكر المصري القديم. وتتضمن هذه المنطقة تمثالاً للإله “حابي” إله الفيضان والنيل، يقف عند مجرى مائي يرمز للنيل، محاطاً بعشرة تماثيل للإلهة “سخمت” كرمز للحماية.

من جانبه؛ يقول الدكتور أحمد غنيم -الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير- إنه من المتوقع أن تشهد أعداد الزائرين ارتفاعاً كبيراً بعد الافتتاح الرسمي الكامل للمتحف، لتتراوح ما بين 15 إلى 20 ألف زائر يومياً، مما يعكس حجم الإقبال المنتظر وأهمية الاستعداد اللوجستي والبشري لهذا التحول، حيث كانت أعداد الزيارة أثناء فترة التشيغل التجريبي ما بين 5 إلى 6 الاف زائر يوميا.

وأضاف غنيم: يُعد المتحف المصري الكبير "متحف المتاحف" وجوهرة التاج في منظومة المتاحف المصرية، فهو أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، هي الحضارة المصرية القديمة. ويجسد هذا الصرح الحضاري الفريد رؤية طموحة تسعى إلى استعادة ريادة مصر في مجال علم المصريات والآثار، وتحويل المتحف إلى منارة علمية وثقافية متكاملة.

استكمل بقوله: لا يقتصر دور المتحف على عرض كنوز الحضارة المصرية فحسب، بل يمتد ليشمل مركزًا عالميًا للترميم والبحث العلمي، يهدف إلى ترسيخ مكانته كمركز إقليمي ودولي في مجال الدراسات الأثرية، بما يتيح للباحثين والعلماء من مختلف دول العالم التفاعل مع هذا التراث الإنساني الفريد، كما يسعى المتحف لأن يكون منصة ثقافية متكاملة، تُقدم التراث المصري بأسلوب عصري يربط بين الماضي العريق والحاضر، ويُبرز ثراء الحضارة المصرية على الساحة العالمية.

ويعتمد المتحف المصري الكبير على أحدث تقنيات العرض المتحفي لإثراء تجربة الزائر داخل قاعاته الرئيسية، من خلال استخدام التكنولوجيا التفاعلية والعرض الرقمي المتقدم. وتتيح هذه التقنيات للزائرين التفاعل مع محتوى غني ومشوق، حيث تضم القاعات محاكاة رقمية دقيقة لمقابر من عصر الدولة الوسطى، تعرض تفاصيل الحياة اليومية للمصري القديم من زراعة ورعي وصيد وغيرها، بما في ذلك رسومات الجدران الأصلية وتصميمات المقابر.

ومن بين أبرز التطبيقات التقنية داخل المتحف، قاعة مخصصة لتقنية الواقع المختلط (HoloLens)، والتي تتيح للزائر — عبر نظارات خاصة — التفاعل مع عناصر افتراضية تظهر ضمن البيئة الحقيقية، بما يسهم في تقديم موضوعات تاريخية بشكل مبتكر، مثل تطور أساليب الدفن في مصر القديمة منذ البئر وحتى بناء الهرم، في سرد بصري تفاعلي يعزز من الفهم ويثير الفضول.

أما الدكتور عيسى زيدان -مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير فكشف عن أن المتحف يضم ما يقرب من ٥٧ ألف قطعة ما بين معروض ومخزون، جميع القطع الأثرية تم ترميمها بأيادٍ مصرية خالصة داخل أحد أكبر وأحدث مراكز الترميم في مصر والشرق الأوسط، والذي يمتد على مساحة تبلغ ٣٢ ألف متر مربع، ومزود بأحدث الأجهزة والتقنيات العلمية المتقدمة.

ويتميّز المركز بتخصصات فريدة وغير مسبوقة في المنطقة، حيث يضم معامل علمية متخصصة لإجراء الفحوص والتحاليل الدقيقة التي تُشخّص الحالة الأثرية وتُظهر مظاهر التلف قبل التعامل اليدوي مع القطعة، بما يضمن أعلى درجات الدقة في التعامل مع الأثر.

وهكذا، يقف المتحف المصري الكبير اليوم شاهدًا على قدرة المصريين على تحويل الحلم إلى واقع، والإيمان إلى إنجاز، فما بين الأهرامات التي تروي أمجاد الماضي، والقاعات الحديثة التي تحتضن عبقرية الحاضر، تولد قصة جديدة تُكتب بحروف من نور في سجل الحضارة الإنسانية.

 

افتتاح المتحف الكبير

إجازة رسمية

إجازة افتتاح المتحف الكبير

هل افتتاح المتحف المصري الكبير إجازة رسمية

إجازة السبت

إجازة نوفمبر

السبت إجازة رسمية

إجازة رسمية يوم السبت

هل السبت إجازة رسمية

افتتاح المتحف الكبير

هل يوم السبت القادم إجازة

يوم السبت القادم إجازة رسمية

رئاسة مجلس الوزراء

هل السبت القادم إجازة في مصر

السبت القادم إجازة

السبت ١ نوفمبر

افتتاح المتحف المصري الكبير

موعد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير

المتحف الكبير

المتحف المصري

افتتاح المتحف المصري

المتحف المصري الكبير إجازة

موعد افتتاح المتحف

افتتاح المتحف المصري الجديد

المتحف المصري الجديد

موعد افتتاح المتحف الكبير إجازة

إجازة افتتاح المتحف المصري الكبير

المتحف الكبير افتتاح نوفمبر

هل يوم ١ نوفمبر إجازة رسمية

إجازة السبت القادم في مصر

ضيوف افتتاح المتحف

المشاركين في افتتاح المتحف

الرئيس السيسى

الرئيس السيسى في المتحف الكبير

غلق الشوارع

الشوارع المغلقة

خط سير افتتاح المتحف الكبير

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق