العالم ينحني أمام المتحف المصري الكبير.. أضخم بوابة للتراث الإنساني تعيد رسم خريطة السياحة الثقافية في القرن 21
الجمعة، 31 أكتوبر 2025 07:30 م
تحولت القاهرة إلى بوصلة إعلامية عالمية مع افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الذي تصدّر عناوين الصحف الدولية باعتباره أعظم مشروع ثقافي في العصر الحديث، ونقطة تحول في طريقة عرض وحفظ التراث الإنساني.
العالم يتحدث الآن بلغة واحدة: مصر عادت من جديد كعاصمة للحضارة.
صحف أوروبية كبرى وصفت المتحف بأنه “أضخم صرح أثري في القرن الـ21”، يجمع بين روعة العمارة الفرعونية وتقنيات العرض الحديثة، ليقدم تجربة تتجاوز حدود المتاحف التقليدية.
وذكرت تقارير إيطالية وإسبانية أن المتحف أصبح نموذجًا فريدًا يجمع الماضي بالحاضر، من خلال أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بينها كنوز الملك توت عنخ آمون، ومومياوات ملكية، وتمثال رمسيس الثاني، وسفينة خوفو الشمسية، التي تُعرض للمرة الأولى داخل قاعات مجهّزة بأحدث الأنظمة الرقمية والتفاعلية.
الاهتمام السياسي كان حاضرًا أيضًا. صحف إسبانية تحدثت عن قائمة ضيوف من الصف الأول سيحضرون الافتتاح، من رؤساء حكومات وملوك وزعماء دول، في مشهد يؤكد المكانة العالمية لمصر ودورها الثقافي والحضاري.
أما العمارة، فهي قصة أخرى. المتحف يطل على الأهرامات مباشرة، بواجهة عملاقة من الألباستر المصقول، وتصميم مستوحى من هندسة الفراعنة، بحيث يتحول كل جزء من المبنى إلى رسالة رمزية عن الخلود والحياة.
صحيفة “ABC” الإسبانية وصفت المبنى بأنه “تحفة معمارية لا تقل قيمة عن الآثار التي تحملها قاعاته”.
المتحف لا يقدم عرضًا بصريًا فقط، بل مشروعًا ثقافيًا متكاملًا:
مكتبة بحثية
معامل ترميم عالمية
قاعات عرض ثلاثية الأبعاد
برامج تعليمية للأطفال
ومناطق خدمية ومطاعم
صحف إيطالية أخرى أكدت أن مصر تستعيد “سحرها الأبدي”، حيث يأتي الافتتاح بالتزامن مع معارض كبرى للتراث المصري في أوروبا، أبرزها معرض كنوز الفراعنة في روما، والذي قُدم كامتداد فني وثقافي لرؤية مصر الجديدة.
الخبراء الأجانب اتفقوا على أن المتحف ليس مزارًا سياحيًا فقط، بل محركًا اقتصاديًا يسهم في تنشيط منطقة الأهرامات بالكامل، وخلق فرص عمل، وتحويل الجيزة إلى أكبر مركز ثقافي مفتوح في الشرق الأوسط.
في النهاية، يقدم المتحف المصري الكبير رسالة تتجاوز جدرانه:
مصر لا تعرض تاريخها فقط، بل تكتب مستقبلها بثقة، وتقول للعالم إن الحضارة التي أبهرت الإنسانية قبل آلاف السنين لا تزال قادرة على الإبهار، لكن بلغة العصر.