تفاصيل وفود 30 جنسية بالبحر الأحمر استعداداً لزيارة المتحف المصري الكبير
السبت، 01 نوفمبر 2025 11:37 ص
ما بين 2500 إلى 3 آلاف سائح من جنسيات مختلفة يشاركون في رحلات اليوم الواحد للتفويج السياحي من مدن البحر الأحمر، خاصة الغردقة ومرسى علم وسفاجا، إلى القاهرة لاحداث رواجًا سياحيًا غير مسبوق، هذا ما كشفته الإحصائيات الصادرة من غرفة شركات السياحة والسفر بالبحر الأحمر، مع الإقبال المتزايد من السائحين الأجانب من نحو 30 جنسية أجنبية على زيارة المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات ومجمع الأهرامات وأبوالهول بالجيزة، ضمن البرامج التي تجمع بين الرحلات الثقافية لزيارة المناطق الأثرية والتاريخية، والرحلات الترفيهية وسياحة الشواطئ.
وعلى حسب التقارير لشركات السياحة والفنادق الكبرى، يبلغ متوسط عدد السائحين المشاركين في تلك الرحلات ما بين 2500 إلى 3 آلاف سائح يوميًا من مختلف الجنسيات، أبرزهم الروس والبولنديون والالمان والتشيك، إلى جانب سائحين من إنجلترا وإيطاليا، والصين حيث تنطلق الرحلات عبر عشرات المركبات والأتوبيسات السياحية الحديثة المجهزة بأنظمة الراحة والأمان، مرورًا بالطريق الساحلي (الغردقة – الزعفرانة – الجلالة)، بالإضافة إلى 4 رحلات طيران يوميًا من مطار الغردقة الدولي إلى مطار القاهرة لنقل الوفود السياحية في رحلات مكثفة ومنظمة.
ومنذ ساعات الفجر الأولى، بدأت برامج الرحلة إذ تنطلق الأتوبيسات من المنتجعات السياحية بالغردقة وسفاجا، مرورًا بطريق الزعفرانة–العين السخنة، وصولًا إلى الجيزة لزيارة الأهرامات وأبوالهول والمتحف المصري الكبير، وخان الخليلي وقلعة محمد على قبل العودة في المساء إلى البحر الأحمر.
وأكد سيد الجابري، رئيس غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر، أن رحلات اليوم الواحد إلى القاهرة تشهد انتعاشًا واضحًا هذا الموسم، موضحًا أن تلك البرامج أصبحت من الركائز الأساسية في الموسم الشتوي لما تحققه من تنوع في التجربة السياحية للسائحين، إلى جانب مساهمتها في دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط رحلات الطيران الداخلي بين الغردقة والقاهرة ومن المتوقع زيادة الرحلات والمشاركين بعد الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير.
وتابع الجابري في تصريح صحفي، أن شركات السياحة بالغردقة تتعاون مع منظمي الرحلات في الخارج لتوسيع نطاق هذه البرامج، مؤكدًا أن الغرفة تتابع تنفيذ الرحلات والتزام الشركات بالمعايير المنظمة لضمان سلامة السائحين وجودة الخدمات المقدمة لهم.
وأضاف الجابري أن رحلات التفويج السياحي إلى القاهرة تتنوع بين زيارة الأهرامات وأبوالهول والمتحف المصري الكبير والمتحف المصري بالتحرير، مرورًا بمتحف الحضارة ومناطق وسط البلد التاريخية، موضحاً أن التفويج السياحي اليومي من الغردقة وسفاجا ومرسى علم والقصير إلى القاهرة يحقق انتعاشة غير مسبوقة، مع انطلاق نحو 200 إلى 300 حافلة يوميًا تقل آلاف السائحين، في مشهد يعكس تغيرًا نوعيًا في خريطة السياحة المصرية.
وتشير تقديرات غرفة شركات السياحة إلى أن ما بين 2500 إلى 3 آلاف سائح يشاركون في هذه الرحلات يوميًا، ما يضخ حركة شرائية واقتصادية جديدة في القاهرة ومحافظات الصعيد كما تُجرى مشاورات بين شركات السياحة والجهات الحكومية لتطوير منظومة التفويج من خلال زيادة نقاط الراحة على الطرق، وإدخال وسائل نقل أكثر رفاهية، وتوفير مرشدين ناطقين باللغات الشرقية واللاتينية، لضمان استدامة هذا التوجه كأحد أبرز أنماط السياحة الحديثة في مصر.
كما أكد اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر أن المحافظة تشجع بقوة برامج رحلات اليوم الواحد بين الغردقة والقاهرة لما لها من أثر إيجابي في تنويع المنتج السياحي المصري والترويج للمناطق الأثرية والحضارية، مشيرًا إلى أن هذه الرحلات تمثل فرصة فريدة للسائحين للاستمتاع بتاريخ مصر العريق إلى جانب المقاصد الشاطئية المتميزة وان زيارة المتخف المصرب الكبير والاهرامات تتصدر الزيارة في هذة الرحلات.
وشدد المحافظ أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين المحافظة وغرفة شركات السياحة والجهات الأمنية والمرورية لتسهيل حركة المركبات السياحية وضمان انطلاق الرحلات بأمان وانتظام للمناطق السياحية والاثرية بالقاهرة مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة الدولة لتعزيز التكامل بين المقاصد السياحية المختلفة وجعل مصر وجهة متكاملة تجمع الثقافة والترفيه والاستجمام.
وتابع حنفي أن رحلات اليوم الواحد من البحر الأحمر إلى القاهرة تعد واحدة من أبرز نماذج الدمج السياحي بين المقاصد الشاطئية والثقافية، وتؤكد قدرة المقصد المصري على تقديم تجربة سياحية متكاملة تجمع التاريخ المصري العريق بالشواطئ الخلابة والخدمات السياحية المتطورة وأنه لم تعد مدن البحر الأحمر السياحية مجرد مقصد للراحة والاستجمام تحت أشعة الشمس وعلى رمال الشواطئ الذهبية بالقري السياحية، بل تحولت إلى مراكز ديناميكية لإعادة تصدير الحركة السياحية من المنتجعات الساحلية إلى قلب الحضارة المصرية في القاهرة، ليصبح البحر الأحمر الذي طالما جذب الزوار للغوص في أعماق الشعاب المرجانية اليوم أيضًا بوابة لاكتشاف أعماق التاريخ المصري خاصة في زيارة المتخف المصري الكبير والاهرامات.
ولفت ايهاب شكري رئيس مجلس ادارة احدي شركات السياحة الجالبة من السوق الاوربي، إلى أن هذه الرحلات للقاهرة أصبحت مطلبًا ثابتًا في البرامج الأوروبية، مضيفًا: "السائح الأوروبي لم يعد يكتفي بالشاطئ.. بل يبحث عن تجربة تجمع المتعة والثقافة"، وهنا تتفوق مصر على الجميع وأشار شكري إلى أن رحلات التفويج اليومية باتت أحد أنجح الأدوات السياحية لربط سلاسل السياحة بين البحر الأحمر والقاهرة، موضحًا أن تنظيم العملية يتم وفق خطة أمنية ولوجستية دقيقة تبدأ من لحظة التجميع حتى العودة ليلًا.
وتابع في تصريح صحفي أن هذا النوع من الربط بين السياحة الشاطئية والثقافية يُعد نموذجًا للتكامل المطلوب، ويحقق عوائد اقتصادية مزدوجة، فهو لا ينعش فقط حركة الفنادق والشركات، بل يساهم في دعم الحرف اليدوية والأسواق التراثية والمطاعم والبازارات في المناطق الأثرية.