أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، أن الطفرة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي تمثل تحولا اقتصاديا وتكنولوجيا غير مسبوق، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتكثيف الجهود الوطنية نحو الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، باعتباره المحرك الأساسي للصناعات الحديثة وركيزة للنمو المستدام خلال العقد القادم.
وقال "الجندي"، إن التقارير الدولية الأخيرة، وعلى رأسها ما أظهرته الأسواق العالمية من قفزات قياسية لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل "إنفيديا" و"مايكروسوفت" و"أمازون"، تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح قلب الاقتصاد العالمي الجديد، موضحا أن الدول التي تتبنى هذه التقنيات مبكرا هي التي ستحقق السبق في الإنتاجية والتنافسية وجودة الخدمات.
وشدد عضو مجلس الشيوخ، على أن مصر تمتلك المقومات البشرية والعلمية التي تؤهلها لتكون مركزا إقليميا للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، خاصة مع الجهود الجارية في التحول الرقمي وتطوير البنية التكنولوجية للدولة، داعيا إلى وضع استراتيجية وطنية متكاملة للذكاء الاصطناعي تشمل الاستثمار في البنية التحتية للبيانات، وتشجيع الشراكات بين الجامعات ومراكز الأبحاث والقطاع الخاص، مع تقديم حوافز ضريبية واستثمارية لجذب الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال.
وأشار "الجندي"، إلى أهمية أن يتواكب هذا التوجه مع إطار تشريعي حديث ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي ويحمي الخصوصية والبيانات، إلى جانب تعزيز التعليم التقني والتدريب المهني لإعداد كوادر قادرة على التعامل مع متطلبات الثورة التكنولوجية الرابعة، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يمثل محركا لباقي الصناعات، سواء في مجالات الزراعة الذكية، أو إدارة الموارد، أو تطوير الخدمات الطبية والتعليمية، قائلا:" كل جنيه يُستثمر في هذا القطاع ينعكس مضاعفا على إنتاجية الاقتصاد القومي."
وشدد المهندس حازم الجندي، على أن تعزيز الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ليس رفاهية، لكنه ضرورة وطنية لضمان بقاء مصر في موقعها الريادي ضمن خريطة الاقتصاد العالمي الجديد، مشيدا بالخطوات التي تتخذها الدولة نحو التحول الرقمي، وداعيا إلى أن تكون المرحلة المقبلة أكثر جرأة وطموحا في تبني الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للتنمية الشاملة.