من المنهج إلى الميدان: كيف تتحول التحديثات التعليمية في مصر إلى واقع داخل الفصول؟
الإثنين، 03 نوفمبر 2025 01:31 م
إبراهيم الديب
تسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر إلى إحداث تحولا ملحوظا في نظم وأطر الدراسة والتعليم، معتمدة في ذلك على الوسائل التكنولوجية الحديثة ضمن خطتها للتحول من الحفظ والتلقين إلى الفهم والتحليل والبحث العلمي للتخفيف عن العبء عن الطلاب والقضاء على «فزاعة» الامتحانات التي تشكل أذهانهم للحصول على الشهادة دون الحصول على قسط كاف من المعلومات والدراسة الصحيحة.
وفي ظل سعي مصر نحو تطوير منظومتها التعليمية، تتجه الأنظار إلى كيفية ترجمة هذه التحديثات من الورق إلى الواقع داخل الفصول الدراسية، فالتغيير لا يقتصر على تعديل المناهج أو تحديث الوسائل، بل يمتد ليصل إلى جوهر العملية التعليمية نفسها، حيث تسعى وزارة التربية والتعليم إلى بناء جيل قادر على التفكير النقدي والتحليل والبحث، لا مجرد الحفظ والتلقين.
هذا التحول يشكّل نقلة نوعية في فلسفة التعليم بمصر، إذ يُراد له أن يُعيد صياغة العلاقة بين الطالب والمعلومة، ويحوّل المدرسة إلى بيئة تعلم حقيقية تواكب التطورات العالمية وتُخفّف من ضغوط الامتحانات التقليدية، واضعةً الفهم في قلب العملية التعليمية.
وبين خطط تطوير المناهج، وإعادة تنظيم الامتحانات، والتوسع في التكنولوجيا، تواجه المنظومة التعليمية المصرية سؤالاً جوهريًا: كيف تتحول تلك السياسات إلى واقع يلمسه المعلم والطالب في الفصول الدراسية؟
منذ خمس سنوات تقريبًا، تشهد مصر واحدة من أكبر عمليات تطوير في نظامها التعليمي منذ عقود، تمتد لتشمل تحديثات في المناهج، وتدريب للمعلمين، مع رقمنة الامتحانات، وتنفيذ بنية تحتية رقمية جديدة، وركزت الوزارة على أربع ركائز رئيسية لتنفيذ تلك السياسات على أرض الواقع، حتى يتمكن المعلم من تنفيذها ويشعر الطالب بأثرها وهي: وضع مناهج حديثة تركز على الفهم والتحليل بدلاً من الحفظ، ووضع نظام امتحانات إلكتروني يعتمد على قياس مهارات التفكير، وتدريب مكثّف للمعلمين على أساليب التدريس الحديثة، مع رقمنة العملية التعليمية وبناء بنية تحتية تكنولوجية.
وتعكس تلك الخطوات رؤية الدولة لتحويل التعليم إلى عملية تنموية شاملة، وبالفعل بدأت تلك الخطط تترجم إلى قرارات داخل المدارس، فبدأ الطلاب الاعتماد في بعض المدارس على أجهزة التابلت بدلا من الكتاب التقليدي، بالإضافة إلى زيادة الدورات التدريبية للمعلمين للتعامل مع المنصات الرقمية، وعلى الرغم من أنها تفاصيل صغيرة حاليا، إلا أنها مؤثرة وتظهر ملامح مرحلة انتقالية بين مدرسة الأمس الورقية ومدرسة الغد الرقمية.
وتعد التكنولوجيا ودمج وسائلها في العملية التعليمية أحد أبرز ملامح التطوير، ووفرت الوزارة العديد من المنصات التي تساهم في تدريس الطلاب بالوسائل الررقمية مثل بنك المعرفة المصري، ومنصة مدرستنا، وقنوات التعلم المصري، والتي أصحبت مصادر يومية لتحصيل المعلومات والدروس من الطلاب، وعلى الرغم من حدثة تلك الوسائل على عقل الطالب المصري، إلا أنه أصبح حاليا أكثر قدرة على البحث الذاتي، وأصبح المعلم على قدر من المرونة في استخدام أدوات العرض والشرح التفاعلي.