تعاون مصرى ألمانى ورؤية مشتركة لإعادة إعمار غزة.. ألمانيا تشيد بالدور المحورى لمصر فى وقف إطلاق النار وتعلن دعمها لإعادة الإعمار

الإثنين، 03 نوفمبر 2025 02:31 م
تعاون مصرى ألمانى ورؤية مشتركة لإعادة إعمار غزة.. ألمانيا تشيد بالدور المحورى لمصر فى وقف إطلاق النار وتعلن دعمها لإعادة الإعمار
هانم التمساح

تُعد العلاقة بين مصر وألمانيا نموذجًا للتعاون المستدام في  ملفات القضايا المحورية بمنطقة الشرق الأوسط ، حيث تشمل التعاون الدبلوماسي والأمني، والإنساني، والتنمية الاقتصادية، وتأتي الجهود المصرية ضمن سياسة القاهرة لتعزيز الاستقرار الإقليمي، حيث تجمع بين الدبلوماسية، الوساطة السياسية، ودعم إعادة الإعمار بعد أي تصعيد عسكري.
 
وقد لاقت هذه الجهود تقديرًا دوليًا واسعًا من قبل دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وتعتبر ألمانيا  من الداعمين الرئيسيين للجهود المصرية المقدمة لغزة، حيث ساهمت برلين في دعم القطاع الإنساني في غزة، حيث قدمت منذ أكتوبر 2023 مساعدات تتجاوز 374 مليون يورو، معظمها موجه لسكان غزة، وتشمل الغذاء، الأدوية، المعدات الطبية، ودعم المستشفيات المصرية التي تستقبل الجرحى.
 
ووجه الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، الشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ما قامت به مصر من جهود للوساطة والتي أسفرت عن التوصل لاتفاق وقف الحرب في غزة وعقد قمة شرم الشيخ للسلام، وأكد الرئيسان على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للتوصل الى السلام الدائم والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، حيث أكد الرئيس الألماني في هذا الصدد على أن الحكومات الالمانية المتعاقبة سعت للدفع بحل الدولتين.

جاء ذلك خلال استقبال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، وصرح السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس رحّب بالرئيس الألماني في زيارته إلى مصر، معرباً عن تقديره البالغ لمشاركته في مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير، ومثمّناً حرصه على تلبية الدعوة، بما يجسّد عمق العلاقات التاريخية والروابط الوثيقة التي تجمع بين مصر وألمانيا. من جانبه، عبّر الرئيس الألماني عن تهنئته للسيد الرئيس وللشعب المصري بمناسبة افتتاح المتحف، مؤكداً أن هذا الإنجاز الحضاري يعكس عظمة التاريخ المصري ومكانة مصر الراسخة في سجل الإنسانية، ومعرباً عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي البارز.

وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن السيد الرئيس أكد التزام مصر بمواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع ألمانيا، لا سيما في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية، إلى جانب التعاون الاقتصادي والاستثماري وفي مجال التعليم والنقل، مع التركيز على قطاعات التصنيع والطاقة، بما في ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة. كما شدد السيد الرئيس على أهمية البناء على الزخم الذي أفرزته القمة المصرية الأوروبية الأولى، باعتبارها محطة محورية في مسار التعاون المتنامي بين مصر والاتحاد الأوروبي.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول كذلك سبل التعاون في التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية وتنظيم انتقال العمالة، فضلاً عن مناقشة مستجدات عدد من مشروعات البنية التحتية المشتركة، حيث تم الاتفاق على مواصلة التنسيق والعمل المشترك، بما يلبي تطلعات الشعبين نحو تحقيق التنمية المستدامة والرخاء المشترك.

وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تبادلاً للرؤى حول تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث شدد السيد الرئيس على ضرورة البناء على نتائج قمة شرم الشيخ للسلام، وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والإسراع في إطلاق عملية إعادة الإعمار. وأعرب سيادته عن تطلع مصر للتنسيق الوثيق مع الجانب الألماني في إطار التحضير للمؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع، والمقرر انعقاده في نوفمبر ٢٠٢٥.

وكان للسفير الألماني يورجن شولتس زيارة إلى العريش جاءت ضمن تعزيز التعاون بين مصروألمانيا في هذا السياق، وتهدف إلى متابعة معبر رفح والتنسيق الإنساني، وإطلاق مشاريع مشتركة لدعم إعادة الإعمار والرعاية الصحية للأطفال الفلسطينيين.
 
وجاءت تصريحات  السفير الألماني في القاهرة، يورجن شولتس، لتؤكد على متانة هذه العلاقة، حيث أعرب "شولتس" عن تقدير بلاده للدور المحوري الذي تقوم به مصر في تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الوساطات المصرية والإقليمية كانت حاسمة في تثبيت الهدنة وتحسين الأوضاع الإنسانية على الفور.
 
وأكد السفير الألمانى خلال زيارته  لمدينة العريش التي تستمر يومين، والتى التقى خلالها محافظ شمال سيناء على متانة العلاقات وتوحيد الرؤى المتعلقة بمسألة إعادة إعمار غزة، وتأتى زيارته للعريش لبحث آخر التطورات المتعلقة بمعبر رفح وسبل تعزيز التعاون الإنساني بين مصر وألمانيا، في إطار الجهود المشتركة لدعم قطاع غزة.
 
التعاون الإنساني الألماني المصري
 
وأوضح السفير أن ألمانيا ملتزمة بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة، بالإضافة إلى دعم جهود إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن الحكومة الألمانية تركز على توفير الطعام والأدوية والسلع الأساسية للمتضررين.
 
وفي هذا السياق، قدمت ألمانيا مساعدات طبية بقيمة 3.1 مليون يورو لدعم المستشفيات المصرية التي تستقبل الجرحى والمرضى القادمين من غزة، تشمل أجهزة تنفس صناعي وحاضنات للأطفال. كما دعمت جمعية إغاثة الأطفال الفلسطينيين بمبلغ 120 ألف يورو لتقديم الرعاية الطبية للأطفال الفلسطينيين وأسرهم، مع بدء المرحلة الثانية من المشروع بالفعل.
 
كما خصصت ألمانيا 29.3 مليون يورو إضافية لمنظمات الأمم المتحدة مثل برنامج الأغذية العالمي واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية لتغطية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في غزة. منذ أكتوبر 2023، تجاوزت المساعدات الألمانية للأراضي الفلسطينية 374 مليون يورو، خُصص نحو 90% منها لسكان غزة.
 
رؤية مشتركة لإعادة الإعمار
 
وأكد السفير أن ألمانيا ستشارك في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي ستنظمه مصر قريبًا، بهدف تحديد الاحتياجات الإنسانية وجمع التمويلات اللازمة لإعادة بناء القطاع، مشيرًا إلى التعاون السابق بين البلدين في فعالية تمهيدية بنيويورك خلال أسبوع الأمم المتحدة الرفيع المستوى لحشد الدعم الدولي، مشددا على ضرورة تمكين منظمات الإغاثة والأمم المتحدة من الوصول الكامل إلى غزة لتسريع إيصال المساعدات للسكان المحتاجين دون تأخير.
 
العلاقة الاستراتيجية بين مصر وألمانيا
 
وأوضح السفير أن برلين تعمل مع القاهرة على تعزيز الاستقرار في المنطقة، ودعم جهود الأمن العام وسيادة القانون وتطوير الإدارة الفلسطينية على المدى الطويل، مشيرا  إلى أن ألمانيا تؤيد نزع سلاح حركة حماس وإرسال بعثة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة بتفويض من مجلس الأمن الدولي، مؤكداً استمرار التنسيق الوثيق مع مصر لتعزيز السلام والاستقرار وتحسين الظروف الإنسانية في القطاع.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق