«الأونروا» تحذر : 75 ألف نازح في غزة يحتمون داخل مبانٍ متضررة و90% يعانون من سوء التغذية

 

 تعاني غزة اليوم من انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية  انقطاع الكهرباء والمياه، تعطل شبكات الصرف الصحي، نقص حاد في الوقود، وقيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية.وأدى ذلك إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق، حيث تُقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من 1.7 مليون شخص   أي نحو 80% من سكان القطاع  اضطروا للنزوح من منازلهم منذ بدء الحرب. 

 

ويشهد قطاع غزة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير واحدة من أكبر موجات النزوح الداخلي في تاريخه، حيث اضطر مئات الآلاف من السكان إلى مغادرة منازلهم بسبب العمليات العسكرية المكثفة والقصف الجوي والبري الذي طال مناطق واسعة من القطاع، بما في ذلك الأحياء السكنية والبنى التحتية والمرافق العامة.

 

وبدأت موجات النزوح الكبرى مع اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حين تصاعدت المواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وتوسعت العمليات العسكرية لتشمل معظم مناطق القطاع،وأصدرت السلطات الإسرائيلية تعليمات متكررة للسكان بمغادرة مناطق معينة، خصوصًا في شمال ووسط غزة، مما أجبر مئات الآلاف على التحرك نحو الجنوب، لا سيما إلى مدينة خان يونس ورفح.

 

 

ومع استمرار القصف وتدمير المنازل، لجأ مئات الآلاف من النازحين إلى مدارس ومراكز تابعة للأونروا بحثًا عن مأوى مؤقت.

لكن مع طول أمد الحرب، تحولت هذه الملاجئ إلى أماكن مكتظة تفتقر للمياه والغذاء والرعاية الصحية، خصوصًا مع تضرر العديد منها جراء القصف، ما جعلها غير آمنة أو صالحة للسكن.

  

 

وتُعد الأونروا الجهة الرئيسية التي تقدم الدعم والمأوى للنازحين الفلسطينيين، إلى جانب منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة. إلا أن القيود المفروضة على إدخال المساعدات، وتعرض مكاتب ومخازن الأونروا للقصف، جعلت عمليات الإغاثة بالغة الصعوبة.

 

وفي ظل هذا الواقع، تواصل الوكالة توجيه نداءات عاجلة للمجتمع الدولي لتأمين التمويل وضمان وصول الإمدادات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن ما يقرب من 75 ألف نازح فلسطيني في قطاع غزة يحتمون حاليًا داخل أكثر من 100 مبنى تابع للوكالة، على الرغم من أن معظم تلك المنشآت تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، وتفتقر إلى المقومات الأساسية للحياة.

 

وأوضحت الأونروا، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) اليوم الثلاثاء، أن الظروف داخل هذه الملاجئ أصبحت قاسية للغاية، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب والغذاء والمستلزمات الأساسية، إلى جانب تدهور الأوضاع الصحية بسبب الاكتظاظ الشديد وسوء شبكات الصرف الصحي.

 

وأضافت الوكالة أن فرقها الميدانية تواصل العمل رغم محدودية الإمكانات والموارد، لتقديم المساعدات العاجلة للنازحين وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الإنسانية، مؤكدة أن الوضع يزداد سوءًا يوماً بعد يوم في ظل انقطاع الإمدادات ومنع دخول المساعدات بشكل كافٍ إلى القطاع.

 

كما حذّرت الأونروا من مخاطر تفشي الأمراض في أوساط النازحين، خاصة الأطفال وكبار السن، مشيرة إلى أن ما يقارب 90% من سكان غزة يعانون من سوء التغذية بسبب النقص المستمر في المواد الغذائية الأساسية وانهيار منظومة الإمدادات الإنسانية.

 

ودعت الأونروا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مؤكدة أن استمرار الأوضاع الحالية يهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر.