أزمة إنسانية كارثية في الفاشر.. مئات القتلى وآلاف النازحين ومجاعة تهدد 21 مليون سودانى

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 03:32 م
أزمة إنسانية كارثية في الفاشر.. مئات القتلى وآلاف النازحين ومجاعة تهدد 21 مليون سودانى
هانم التمساح

تواصل قوات الدعم السريع ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، منذ سيطرتها على العاصمة الإقليمية، وسط تصاعد عمليات الإعدام الميداني والعنف الجنسي وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
 
ووفق تقارير أممية، أسفرت الهجمات المتواصلة عن مقتل المئات، بينهم عاملون في المجال الإنساني، بينما لا يزال عدد كبير من المدنيين محاصرين داخل المدينة دون قدرة على المغادرة أو التواصل مع العالم الخارجي، في ظل انقطاع شبه تام للمساعدات.
 
وحذّرت الأمم المتحدة من أن استمرار منع إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى الفاشر أمر «غير مقبول»، داعية إلى فتح ممرات إنسانية فورية وآمنة، وتطبيق وقف لإطلاق النار بهدف حماية المدنيين.
 
من جانبها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 71 ألف شخص فرّوا من الفاشر والمناطق المحيطة منذ 26 أكتوبر 2025، بعد تعرضهم لأعمال قتل واختطاف وعنف جنسي أثناء محاولاتهم الفرار. كما كشفت بيانات المنظمة أن أكثر من 62 ألف شخص نُزحوا من المدينة خلال أربعة أيام فقط، بين 26 و29 أكتوبر الماضي، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
 
وفيما يتعلق بالأمن الغذائي، أكدت لجنة تصنيف الأمن الغذائي المتكامل أن أجزاء من السودان، بينها الفاشر وكادقلي، تشهد حالة مجاعة (المرحلة الخامسة)، مع أكثر من 21 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى سبتمبر 2025.
 
وأفاد مكتب المحكمة الجنائية الدولية بأنه يحقق في الجرائم المرتكبة في دارفور منذ أبريل 2023، مشيرًا إلى أن الانتهاكات في الفاشر قد تُصنف كجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي.
 
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان الفاشر انخفض من نحو 1.11 مليون شخص قبل النزاع إلى 413 ألفًا فقط، أي بتراجع يقارب 62%، نتيجة موجات النزوح الجماعي. وبحسب يونيسف، لا يزال داخل المدينة نحو 260 ألف شخص محاصرين، بينهم 130 ألف طفل، يعيشون منذ أكثر من 16 شهرًا تحت الحصار، في ظروف إنسانية بالغة القسوة.
 
كما أسفرت الهجمات على مخيمات النازحين القريبة مثل زمزم وأبو شوك عن مقتل العشرات، بينهم أطفال وعاملون في الإغاثة، في ظل تصاعد غير مسبوق للعنف ضد المدنيين. وأعرب الاتحاد الإفريقي عن قلقه من تكدس الأسلحة والمقاتلين قرب المدينة، محذرًا من خطر اندلاع تصعيد كبير قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة.
 
ويكشف الانخفاض الحاد في عدد السكان والحصار المتواصل عن وضع كارثي يعاني فيه المحاصرون من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب، ما يجعل النساء والأطفال الأكثر عرضة للموت جوعًا ومرضًا.
 
وبينما تستمر التحقيقات الدولية حول الانتهاكات في دارفور، تؤكد التقييمات الميدانية أن الفاشر تشهد مجاعة فعلية وانهيارًا كاملًا لسبل العيش، فيما لا تزال الأوضاع تتدهور دون مؤشرات واضحة على قرب انتهائها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق