من شوارع كوينز إلى قاعة بلدية نيويورك..زهران ممدانى: اشتراكي مسلم مهاجر يقود نيويورك ويتعهد بمحاربة الإسلاموفوبيا والتمييز ضد الفلسطينيين

الأربعاء، 05 نوفمبر 2025 10:03 ص
من شوارع كوينز إلى قاعة بلدية نيويورك..زهران ممدانى: اشتراكي مسلم مهاجر يقود نيويورك ويتعهد بمحاربة الإسلاموفوبيا والتمييز ضد الفلسطينيين
هانم التمساح

 
حقق زهران ممداني  المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية ومعارضته الشرسة للرئيس الامريكى دونالد ترامب إنجازاً تاريخياً بفوزه بمنصب  "عمدة مدينة نيويورك "، ليصبح بذلك  أول مسلم يتولى رئاسة أكبر مدينة في الولايات المتحدة ، في لحظة وُصفت بأنها من أكثر التحولات السياسية جرأة في تاريخ المدينة.
ويُنظر إلى فوزه على أنه تحول سياسي عميق في الولايات المتحدة، خصوصاً داخل الحزب الديمقراطي، إذ يعكس صعود التيار التقدمي المناهض لهيمنة النخبة الاقتصادية والسياسية التقليدية.
وفي أول تصريح له بعد إعلان فوزه، عبّر ممداني عن امتنانه لسكان نيويورك كافة، سواء ممن صوّتوا له أو لمنافسيه، مؤكداً أن هذا الفوز هو  "فرصة لإثبات أنه يستحق ثقة الناس " وقال:  "هدفي أن أجعل مدينة نيويورك أفضل مما كانت عليه بالأمس. انتصارنا يثبت أن السياسة لم تعد تُفرض علينا من فوق، بل نصنعها نحن من الأسفل"
 
وقال ممداني في خطابه بعد إعلان النتائج: "هذا النصر ليس فوزي وحدي، بل هو انتصار لكل من رفض أن تُفرض عليه السياسة من فوق. اليوم نعيدها إلى الناس، إلى الشوارع، إلى العائلات التي تكافح من أجل البقاء ".
 
دعم زهران ممداني للقضية الفلسطينية
 
يُعدّ ممداني من أبرز الأصوات المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني داخل الحزب الديمقراطي الأميركي ،وقد عُرف منذ سنوات بمواقفه الصريحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ودعمه القوي لحركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، رغم محاولات متكررة لإسكاته في الإعلام الأميركي.
 
وفي عام 2021، أطلق حملة في مجلس الولاية ضد تمويل الشركات المتعاونة مع جيش الاحتلال، ودعا إلى «إنهاء التواطؤ الأميركي مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ".
كما شارك في مظاهرات داعمة لغزة، وقال في إحدى كلماته:«لا يمكننا الحديث عن العدالة في نيويورك ونحن نصمت عن الظلم في فلسطين. الحرية لا تتجزأ» ،وبعد فوزه، أكّد أنه سيبقى ملتزماً بمواقفه 
وقال ممدانى : "كوني مسلماً يعني أن أؤمن بالعدالة لكل الناس. وسأستمر في الدفاع عن الفلسطينيين، كما أدافع عن المظلومين هنا في نيويورك "
 
مواقفه هذه جعلته عرضة لهجوم من وسائل إعلام مؤيدة لإسرائيل، إلا أنه أكد أن  "الضغط لن يغيّر الحقيقة "
 من هو زهران ممداني؟ 
 
ولد  زهران كوامي ممداني  1991 في كمبالا، بأوغندا ، لأبوين من أصول  هندية-أوغندية . والده هو المؤرخ الشهير  محمود ممداني ، وأمه  ميريام نابونغو ممداني  وهي مخرجة ومنتجة أفلام. انتقلت عائلته إلى  "نيويورك " وهو في سن صغيرة، حيث نشأ في حي كوينز وتشرّب روح التنوع التي تميّز المدينة.
 
درس العلوم السياسية، وعُرف بنشاطه في  العمل الاجتماعي والتنظيم السياسي التقدمي . قبل أن يصبح عمدة، كان ممداني نائباً في  "جمعية ولاية نيويورك " عن الدائرة 36 في كوينز منذ عام 2021، حيث اشتهر بمواقفه الجريئة ضد الفقر، والتهميش، والعنصرية النظامية.
 
سياسياً، يُصنّف ممداني ضمن  التيار الاشتراكي الديمقراطي ، وعضو في حركة  الديمقراطيين الاشتراكيين في أميركا (DSA) ، التي تضم أيضاً شخصيات مثل  ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز  و بيرني ساندرز .
 
  أولويات برنامجه السياسي 
 
وأعلن ممداني أن رؤيته لإدارة نيويورك ستركّز على:معالجة أزمة تكلفة المعيشة عبر سياسات إسكان عادلة ،جعل الحافلات العامة مجانية  لتخفيف العبء عن ذوي الدخل المحدود ،توفير رعاية أطفال شاملة وميسّرة  لجميع الأسر ،محاربة الفساد الإداري والمالي  الذي  "حوّل المدينة إلى ملعب للأثرياء والمضاربين "حسب تعبيره .
 
وأكد أن عهده سيكون  "نقطة نهاية لثقافة الإفلات من العقاب التي سمحت للمليارديرات أمثال ترامب بالتهرب من الضرائب واستغلال الإعفاءات لصالحهم ".
 
 موقفه من دونالد ترامب 
 
ولا يُخفي ممداني انتقاده العلني للرئيس الأميركي   دونالد ترامب ، الذي وُلد وترعرع في نيويورك نفسها. ويعتبره رمزاً لـ "الفساد السياسي والاستغلال الطبقي "وفي كلمته بعد الفوز، قال ممداني:"إذا كان هناك مكان يمكنه أن يُري هذه الأمة التي خذلها ترامب كيف تُهزمه، فهي المدينة التي أنجبته ".
 
خلال حملته الانتخابية، وعد ممداني بأن يجعل من نيويورك نموذجاً مضاداً لسياسات ترامب، مؤكداً أن المدينة  "لن تكن بعد اليوم مكاناً يُتاجر فيه بالإسلاموفوبيا أو الخوف من الآخر لتحقيق مكاسب انتخابية ".
 
 
 ردود الفعل  الأمريكية  
 
وهنّأ المرشح المستقل  أندرو كومو ممداني على فوزه، فيما وصف  "بيرني ساندرز " انتصاره بأنه  "إحدى أكبر المفاجآت السياسية في التاريخ الأميركي الحديث ". أما منافسه الجمهوري  "كورتيس سليوا "، فحذّر من أن ممداني  "سيحوّل المدينة إلى مختبر للاشتراكية ".
 
ويرى مراقبون أن فوز ممداني يعكس تحوّلاً كبيراً في المشهد السياسي الأميركي، حيث باتت  "الأقليات والشباب التقدميون  في طليعة القوى المؤثرة في المدن الكبرى".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق