5000 حالة بتر أطراف منذ بداية الحرب...غزة أصبحت موطناً لأكبر عدد من أطفال مبتوري الأطراف في العصر الحديث
الأربعاء، 05 نوفمبر 2025 02:34 م
هانم التمساح
تضاعفت حالات بتر الأطراف في قطاع غزة بنسبة تتجاوز 225% منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023، وفق مصادر طبية فلسطينية ،وتتجاوز
معاناة مبتوري الأطراف في القطاع حدود الإصابة الجسدية لتلامس كافة تفاصيل حياتهم اليومية، حيث يواجه المصابون واقعًا جديدًا صعبًا يختلف تمامًا عمّا كانوا عليه قبل الإصابة، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يعيشها القطاع.
و تسببت الحرب الإسرائيلية في أكثر من 5000 حالة بتر جديدة منذ أكتوبر 2023، من بينها نحو 20% لأطفال غزة وفق آخر إحصائية صادرة عن منظمة الصحة العالمية، مقارنة بـ 2000 حالة قبل الحرب، ليصل العدد الإجمالي إلى حوالي 7000 حالة بتر.
ويعانى المصابين بالبتر صعوبة في الوصول إلى الخدمات الصحية المتخصصة، وفقدان القدرة على العمل، إلى جانب تحديات يومية بسبب النزوح المتكرر، وندرة المياه والغذاء، وانعدام وسائل النقل نتيجة الدمار الكبير في البنية التحتية.
وأدى العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة ، إلى دمار واسع النطاق في البُنى التحتية الصحية والمدنية ، ومن بين تبعات الحرب ، ظهور عدد متزايد من الإصابات التي تستوجب البتر، سواء للأطراف العُليا أو السفلى، نتيجة القصف، الانهيارات، أو الحوادث المرتبطة بالحرب.
وحتى نهاية عام 2024، سجلت وزارة الصحة في غزة نحو 500 حالة بتر للأطراف منذ بداية الصراع ،ضمن هذه الحالات، حوالي 800 حالة هي من الأطفال (نحو 18%) ،ما يزيد عن 540 حالة هي من النساء (نحو 12%).
الحاجة إلى أطراف صناعية تُقدّر بآلاف الأجهزة ، وتُشير منظمة "الإنسانية والإدماج " إلى أن ما يربو على 6000 طرف صناعي مطلوبة لتغطية الاحتياجات العاجلة ،وكثير من المصابين لا يصلون إلى مرافق علاجية أو تأهيلية ملائمة بسبب تدمير البنية التحتية، نقص وسائل النقل، وانقطاع المواصلات.
كما هناك نقص حاد في المواد الخام لصناعة الأطراف الصناعية، وأيضاً في الكوادر المتخصصة. مثال: مركز تأهيل أطراف صناعية يقدّر أن المواد المتاحة تكفي لتغطية “شهرين فقط” في ظل الحصار.
وفي بعض الحالات، يتم البتر تحت ظروف طارئة جداً، مع احتمال أن تكون الجودة العلاجية أقل مما هو مطلوب ، ولا يقتصرالتأهيل على تركيب طرف صناعي أو جراحة، بل يحتاج إلى:إعادة تأهيل حركي ، ودعم نفسي واجتماعى ، خاصة للمصابين من الأطفال والنساء،ويمثل الأطفال نسبة كبيرة من مبتوري الأطراف، حيث يُشير البعض إلى أن غزة أصبحت موطناً لأكبر عدد من أطفال مبتوري الأطراف في العصر الحديث
وتمثل حالة مبتوري الأطراف في غزة أحد أبرز وجوه الأزمة الإنسانية الناتجة عن النزاع ، مع وجود عدد كبير من الإصابات التي تغير حياة الأشخاص، في ظل نظام صحي وتأهيلي منهك، ومجتمع يعاني أصلاً من شحّ الخدمات والفرص. وتتطلب معالجة هذا الأمر استجابة شاملة وسريعة، لا تكتفي بجانب تركيب الأطراف بل تشمل إعادة تمكين المصابين للحياة اليومية، والنظر إلى المستقبل وتحقيق الدمج الكامل لهم.
ويُعدّ مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية أحد أبرز المراكز المتخصصة في غزة، إذ قدّم منذ افتتاحه في أبريل 2019 خدمات تأهيلية متكاملة لأكثر من 50 ألف مستفيد من ذوي الإعاقة الحركية والعصبية والسمعية.
وتتطلب عملية إعادة دمج مبتوري الأطراف في المجتمع جهودًا متكاملة تشمل الدعم التأهيلي والنفسي والاجتماعي والمهني، لضمان استعادة المصاب لثقته بنفسه وقدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي قدر الإمكان.