قائد القوات البحرية لمساء DMC: عقود من التطوير ترسخ قوة الأسطولين الشمالي والجنوبي
الخميس، 06 نوفمبر 2025 10:27 م
من على متن السفينة الحربية، أكد اللواء بحري أركان حرب محمود عادل فوزي، قائد القوات البحرية، خلال لقائه ببرنامج "مساء DMC" مع الإعلامي أسامة كمال، أن تاريخ البحرية المصرية يمتد لأكثر من 200 عام في صيغته الحديثة، مع جذور أعمق تعود إلى عصر الفراعنة الذين امتلكوا بحريّة نشطة أدركت منذ القدم أهمية السواحل المصرية.
وأوضح فوزي أن تأسيس القوات البحرية بصورتها الحديثة بدأ عام 1829 في عهد محمد علي، بينما اتخذت مسمى "السلاح البحري الملكي" عام 1946، مشيرًا إلى أن هذا الإرث التاريخي الطويل يعكس إدراك الدولة لأهمية موقعها البحري الممتد عبر المتوسط والبحر الأحمر.
معارك خالدة صنعت عيد البحرية
توقف قائد القوات البحرية أمام أحداث صنعت تاريخ البحرية المصرية، مؤكدًا أن تدمير المدمرة إيلات عام 1967 كان نقطة تحوّل صنعت عيد القوات البحرية في 21 أكتوبر من كل عام.
وأوضح أن العملية تمت باستخدام أربعة صواريخ سطح–سطح أطلقتها وحدات صاروخية مصرية ذات توازن قتالي عالٍ، ما أدى إلى إغراق المدمرة بعد فترة قصيرة من دخولها الخدمة لدى إسرائيل.
كما أشار إلى عمليات أخرى لا تقل أهمية، منها معركة رأس العش التي شاركت فيها المدفعية الساحلية ووحدات بحرية، وكذلك عملية إغراق الغواصة سادكار أمام ميناء إيلات، مؤكدًا أن هذه العمليات وضعت البحرية المصرية في مكانة متقدمة إقليميًا وعالميًا.
انتشار استراتيجي من السلوم حتى خط عرض 22
كشف اللواء فوزي عن خريطة الانتشار الكامل للأسطولين الشمالي والجنوبي، موضحًا أن الأسطول الشمالي مسؤول عن القطاع الممتد من السلوم غربًا إلى رفح شرقًا، بينما يغطي الأسطول الجنوبي مساحة البحر الأحمر حتى خط عرض 22.
ولفت إلى أن البحرية المصرية تنتشر عبر ست قواعد كبرى:
قاعدة 3 يوليو، قاعدة الإسكندرية، قاعدة بورسعيد (شمالًا)، وقاعدة السويس، قاعدة البحر الأحمر، وقاعدة برنيس (جنوبًا).
وأكد أن هذا الانتشار يسمح بتواجد الوحدات على مدار 24 ساعة لحماية الحدود الاستراتيجية في الاتجاهات الغربية والشمالية والشرقية والجنوبية.
مهن بحرية قاسية… 48 يومًا في عرض البحر
ورغم الصورة الذهنية اللامعة عن الضباط بزيهم الأبيض، شدد قائد القوات البحرية على أن العمل البحري من أصعب المهن عالميًا، إذ قد يبقى الطاقم في عرض البحر لمدة تتجاوز 30 إلى 48 يومًا متواصلة، بنظام مناوبات لا يسمح بأكثر من خمس ساعات نوم يوميًا، بينما يتم تحديد المياه والوجبات وفق حصص دقيقة تضمن استمرار الكفاءة القتالية.
المسترال… قدرات عابرة للحدود
وفي سياق الحديث عن القدرات النوعية الحديثة، أكد اللواء فوزي أن حاملة المروحيات "المسترال" تُعد من أكبر الوحدات البحرية في الشرق الأوسط، وتتمتع بقدرات واسعة تشمل الإخلاء، والإنزال البرمائي، ونقل القوات والمدرعات، والقيادة والسيطرة البحرية.
وأضاف أن المسترال تتحرك دائمًا ضمن مجموعة حماية تضم فرقاطة ووحدات صاروخية لتأمينها جوًا وبحرًا.
لافتا الى أن الفرقاطات المصرية وحدات ذات توازن قتالي مستقل لا تحتاج لمرافقة، ما يعكس مستوى التطوير والتسليح الذي وصلت إليه القوات البحرية خلال السنوات الأخيرة.