هل الامتناع عن الإدلاء بالصوت في الانتخابات يُعد إثمًا شرعيًا؟.. الإفتاء تجيب

الجمعة، 07 نوفمبر 2025 11:42 ص
هل الامتناع عن الإدلاء بالصوت في الانتخابات يُعد إثمًا شرعيًا؟.. الإفتاء تجيب
منال القاضي

أكدت دار الإفتاء المصرية  عبر موقعها الإليكترونى أن الامتناع عن الإدلاء بالصوت في الانتخابات يُعد إثمًا شرعيًا، لأنه كتمانٌ للشهادة التي أمر الله تعالى بأدائها، مشددةً على أن التصويت في الانتخابات واجب وطني وديني في آنٍ واحد، وهو من صميم الأمانة التى دعا الإسلام إلى حفظها وأدائها بالحق والعدل.
 
وجاء ذلك في الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء ردًا على طلب مقدم من أحد الصحفيين بشأن ما نُشر في إحدى الجرائد تحت عنوان «البحث عن فتوى»، حول ما إذا كان من لا يذهب للإدلاء بصوته في الانتخابات يُعد آثمًا شرعًا.
 
وأوضحت الفتوى أن الإسلام حثّ المسلمين في كل زمان ومكان على التحلي بالصدق والأمانة والتخلي عن الكذب والخيانة، مؤكدةً أن أداء الأمانة يشمل كل ما وُكل إلى الإنسان من مسؤوليات، ومنها الإدلاء بالصوت الانتخابي باعتباره شهادة لا يجوز كتمانها.
واستشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى:
 
﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]
 
كما ذكرت بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
 
«إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ...»
 
مشيرةً إلى أن المسلم الصادق لا يمكن أن يُقصّر في أداء واجبه تجاه وطنه أو يتخلى عن مسؤوليته في الشهادة بالحق.
 
وأوضحت الفتوى أن الشورى في الإسلام هي الديمقراطية الحقَّة، وأنها واجبة بين أفراد الأمة لاختيار من يمثلهم في السلطات التشريعية، مؤكدة أن هذا الاختيار هو من الأمانات التي أمر الله بأدائها إلى أهلها، وأن أداء الصوت الانتخابي هو ممارسة لهذه الشورى في إطار من الصدق والنزاهة والموضوعية.
وأضافت أن على الناخب أن يكون دقيقًا في اختياره، بعيدًا عن المجاملات أو العصبيات أو المصالح الشخصية، وأن يجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
 
 
وشددت دار الإفتاء على أن من يمتنع عن أداء صوته الانتخابي آثم شرعًا، وأن امتناعه يُعد كتمانًا للشهادة التي أمر الله بأدائها، معتبرةً أن السلبية في المشاركة السياسية تُنافي مبادئ الإسلام الذي يحثّ على الفاعلية والإيجابية في خدمة الصالح العام.
واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
 
«لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً؛ تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا...»
 
وأكدت الفتوى أن السكوت عن أداء الواجب الانتخابي جريمة سلبية تؤدي إلى نتائج تماثل في خطورتها شهادة الزور، لما يترتب عليها من ضياع للحقوق وإفساد في حياة الناس، موضحة أن هذه السلبية قد تؤول إلى تولية غير الأكفّاء المسؤولية العامة، وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
 
«إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ».
 
وختمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن المسلم الذي يراقب ربه ويخشاه يجب أن يبتعد عن السلبية، وأن يضع الأمانة في موضعها الصحيح، فيدلي بصوته للمرشح الذي يرى فيه الأهلية والقدرة على خدمة الوطن.
 
وبيّنت أن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد حق، بل واجب ديني وأخلاقي، يُسهم في بناء مؤسسات الدولة على أسس من العدالة والشورى، ويُعد من صور الشهادة بالحق التي يُحاسَب الإنسان عليها أمام الله.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة