المونوريل خطوة مصرية نحو المستقبل

الجمعة، 07 نوفمبر 2025 04:04 م
المونوريل خطوة مصرية نحو المستقبل
خالد عامر

من يتأمل المشهد وما يحدث في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، يدرك أن ما يجري ليس مجرد سلسلة مشروعات، بل هو تحول جذري في مفهوم الدولة نفسها. دولة قررت أن تضع مواطنيها على طريق المستقبل الحقيقي، وأن تصنع واقعًا جديدًا يليق بتاريخها ومكانتها.
 
وفي هذا السياق يأتي مشروع المونوريل الذي تستعد مصر لافتتاحه خلال ساعات، ليكون شاهدًا جديدًا على أن التنمية في الجمهورية الجديدة لا تعرف التوقف، ولا تعرف المستحيل. فقبل أيام افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، المتحف المصري الكبير بحضور رؤساء وزعماء العالم، ونحن على موعد آخر خلال ساعات لافتتاح المونوريل، الحلم المصري الجديد.
 
المونوريل ليس مجرد وسيلة مواصلات عصرية، بل هو تعبير صريح عن رؤية مصر نحو الغد، فالدولة التي ربطت المدن الجديدة بالعاصمة الإدارية وفتحت شرايين التنمية في كل الاتجاهات، تدرك أن المواصلات ليست رفاهية بل أساس للبناء والتقدم، وعندما تسافر اليوم من مدينة السادس من أكتوبر إلى العاصمة الإدارية بخط واحد سريع ومريح، فأنت لا تنتقل من مكان إلى آخر، بل تنتقل من زمن إلى زمن آخر أكثر حداثة وتنظيمًا.
 
هذه الفكرة تتوافق مع ما تقوم به الدولة المصرية من تغيير شاملة في شبكات الطرق والمحاور والأنفاق، فبعد الطريق الدائري الإقليمي والطريق الحر وعدد من المحاور الجديدة، لم يعد الانتقال في مصر كما كان من قبل.
 
أصبحت المسافات أقصر، والوقت أكثر قيمة، والحياة اليومية أكثر سلاسة.
 
هذه هي فلسفة الجمهورية الجديدة التي تسعى لبناء مستقبل مختلف يقوم على الكفاءة والجودة والتكامل.
 
ولأن مصر تنظر دائمًا إلى الصورة الكاملة، جاء الاهتمام بإنشاء شبكة الأنفاق العملاقة مثل نفق الإسماعيلية الذي اختصر المسافات بين ضفتي قناة السويس، وفتح آفاقًا جديدة للتنمية في سيناء، ليصبح التنقل في مصر بنية متكاملة لا تعتمد على وسيلة واحدة، بل على تكاملها جميعًا في منظومة واحدة.
 
ومع كل مشروع جديد، يتأكد لي ولكل مراقب للمشهد منصف لما تشهده مصر في الفترة الأخيرة، أن التنمية في مصر رؤية لا تعرف التراجع، فمشروعات النقل ليست أهدافًا تقليدية، بل وسائل لتوسيع نطاق العمل والإنتاج والاستثمار، وتهيئة حياة كريمة لملايين المواطنين.
 
حين تنجز مصر مشروع المونوريل، فإنها ترسل رسالة واضحة للعالم مفادها أن الدولة المصرية بكل أجهزتها، وعلى رأسها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إحدى الهيئات التابعة للقوات المسلحة المصرية، درع الوطن، قادرة على امتلاك أدوات التطور، وأن المصريين قادرون على تنفيذ مشروعات توازي ما يُقام في كبريات العواصم العالمية.
 
وما يميز التجربة المصرية أن كل مشروع يولد من رحم مشروع آخر، فبينما تفتتح الدولة المونوريل، تستمر في تنفيذ مترو الإسكندرية ليكتمل مشهد التطوير في كل ربوع الوطن.
 
إنها شبكة من الجهود البشرية التي لا تعرف التوقف ولا الانقطاع، وملحمة بناء تشهدها كل مدينة وقرية مصرية، يقودها فكر واعٍ وإرادة سياسية تعرف أين تضع قدمها.
 
فالمونوريل ليس فقط وسيلة نقل جديدة، بل إعلان جديد بأن الحلم المصري مستمر.
 
فالتطوير لم يعد شعارًا، بل أسلوب حياة نعيشه منذ آلاف السنين، تفرضه الآن الدولة المصرية التي تدرك قيمتها وتؤمن أن طريقها إلى المستقبل يُصنع بخطوات ثابتة على الأرض، لا بخطط مكتوبة على الورق ومؤجلة تظل لعقود حبيسة الأدراج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق