غارات إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان.. والرئيس اللبناني يصفها بـ"جريمة مكتملة الأركان"
السبت، 08 نوفمبر 2025 10:55 ص
هانم التمساح
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية مكثفة على قرية بليدا ومحيطها، مستهدفة منازل ومواقع قريبة من الخط الحدودي، في وقت سمع فيه دوي انفجارات في بلدات عيترون ومارون الراس ورميش، وسط تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي في أجواء النبطية وبنت جبيل ومرجعيون.
تجدد التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية صباح اليوم، بعد أن استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي سيارة مدنية بصاروخين موجهين قرب مستشفى صلاح غندور في مدينة بنت جبيل جنوب لبنان، ما أدى إلى سقوط عدد من المصابين وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
استهداف مباشر وموجة غارات جديدة
وبحسب المصادر الميدانية، أطلق الجيش الإسرائيلي صاروخين موجهين من طائرة مسيّرة نحو سيارة كانت تمر بالقرب من المستشفى في حي السرايا ببنت جبيل، ما أسفر عن احتراق السيارة بالكامل وإصابة من كانوا بداخلها بجروح متفاوتة، نُقلوا على إثرها إلى المستشفى ذاته ،وتُعد هذه العملية واحدة من سلسلة هجمات إسرائيلية متصاعدة منذ فجر اليوم على مناطق الجنوب اللبناني.
كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية مكثفة على قرية بليدا ومحيطها، مستهدفة منازل ومواقع قريبة من الخط الحدودي، في وقت سمع فيه دوي انفجارات في بلدات عيترون ومارون الراس ورميش، وسط تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي في أجواء النبطية وبنت جبيل ومرجعيون.
وتأتي هذه الغارات بعد أن وجّه الجيش الإسرائيلي تحذيرات وإخطارات إخلاء إلى سكان عدد من القرى الجنوبية، في ما وصفته مصادر أمنية لبنانية بأنه "أوسع إنذار إسرائيلي منذ سريان اتفاق التهدئة غير المعلن"، ما يشير إلى تصعيد ميداني خطير واحتمال توسع العمليات خلال الساعات المقبلة.
عدوان مكتمل الأركان
وفي أول تعليق رسمي، وصف الرئيس اللبناني جوزيف عون الغارات الإسرائيلية بأنها "جريمة مكتملة الأركان ضد السيادة اللبنانية"، مؤكداً أن "إسرائيل تمعن في عدوانها كلما عبّر لبنان عن استعداده للحوار الدبلوماسي أو الانفتاح على التفاوض غير المباشر" ،وأضاف عون أن هذه الاعتداءات "تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، خصوصًا القرار 1701 الذي ينص على وقف الأعمال العدائية"، مشدداً على أن لبنان "لن يقف مكتوف الأيدي أمام استباحة أراضيه".
ومن جانبه، دان رئيس مجلس النواب نبيه بري الهجمات الإسرائيلية، قائلاً:"لا حرب ولا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، ولبنان ملتزم تمامًا باتفاق وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل حولت الجنوب اللبناني إلى ميدان مفتوح لعدوانها المستمر."
استهداف “أنشطة حزب الله”
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن غاراته "استهدفت مواقع عسكرية تابعة لحزب الله" في جنوب لبنان، زاعمًا أنها جاءت "ردًا على محاولات الحزب إعادة بناء أنشطته العسكرية قرب الحدود".
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع قوله إن تل أبيب "لن تتردد في توسيع عملياتها داخل الأراضي اللبنانية إذا لم يتدخل الجيش اللبناني لوقف نشاط حزب الله"، مضيفًا:
"إذا لم يتحرك الجيش اللبناني لتفكيك البنية العسكرية للحزب، فإن إسرائيل، بدعم أمريكي، ستضرب مواقع الحزب في كافة أنحاء لبنان، بما في ذلك بيروت."
مطالب إسرائيلية وتصاعد التوتر الدبلوماسي
وتسعى إسرائيل – بحسب تقارير دبلوماسية – إلى فتح مفاوضات مباشرة مع الدولة اللبنانية بشأن ترتيبات أمنية جديدة على الحدود، غير أن الحكومة اللبنانية ترفض بشدة هذا الطرح، مؤكدة أن أي تفاوض لن يتم إلا برعاية الأمم المتحدة وضمن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 2006.
كما تطالب إسرائيل لبنان بـ نزع سلاح حزب الله بالكامل، وهو مطلب يرفضه الحزب، مؤكداً أنه "سلاح مقاومة مشروع في مواجهة الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية".
هذا التباين بين الموقفين يُنذر – بحسب مراقبين – بـ"مزيد من التصعيد في الأسابيع المقبلة"، في ظل استمرار الغارات اليومية واستمرار حزب الله في الرد المحدود على بعض المواقع العسكرية الإسرائيلية قرب الحدود.
الحدود على صفيح ساخن
ومنذ أكتوبر الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترات متقطعة واشتباكات محدودة، ازدادت حدتها خلال الأسبوعين الأخيرين بعد استهداف مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى، وردّ تل أبيب بغارات عميقة داخل الأراضي اللبنانية.
ويرى محللون أن التطورات الأخيرة تعكس تحولاً في قواعد الاشتباك المعمول بها منذ حرب 2006، خاصة مع توسع نطاق الغارات لتشمل مناطق مدنية مأهولة، مما يرفع احتمالات اندلاع مواجهة شاملة في الجنوب اللبناني إذا استمر التصعيد على الوتيرة الحالية