يونس مخيون رئيس مجلس شيوخ حزب النور لـ"صوت الأمة": لسنا جمعية خيرية بل حزب يقدم رؤية سياسية لحل المشاكل.. وطرحنا رؤى إصلاحية في الحوار الوطني

السبت، 08 نوفمبر 2025 06:54 م
يونس مخيون رئيس مجلس شيوخ حزب النور لـ"صوت الأمة": لسنا جمعية خيرية بل حزب يقدم رؤية سياسية لحل المشاكل.. وطرحنا رؤى إصلاحية في الحوار الوطني
حوار دينا الحسيني


الإخوان لا يمثلون الإسلام وتجربتهم لا تُحسب في تاريخ السياسة المصرية.. وانشغلوا بالهيمنة على الدولة

نخوض انتخابات مجلس النواب على المقاعد الفردية.. ولدينا قواعد جماهيرية قادرة على الحشد لصالح الوطن

في 2011 استشعرنا خطورة وضع الشريعة في الدستور فقررنا المشاركة بحزب سياسى.. وتميزنا عن الإخوان في السلوك والعمل

رفضنا صفقات الإخوان المشبوهة مع نظام مبارك.. و"الجماعة" قدمت مصلحتها على الثوابت والمبادئ

ياسر برهامي مسئول الدعوة السلفية التي ننتمي إليها.. ونادر بكار يقيم بين مصر والخارج وما زال مرتبطًا بنا

عماد عبد الغفور خالف مبادئنا وتبنى أفكارًا تميل للإخوان فاعتبرناه خطرًا.. والخلافات معه فكرية وليست شخصية

الدولة نجحت في بناء قوة عسكرية تحمي حدودها.. ودعمنا الدولة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وقضية غزة

 

لا زال حزب النور يمثل رقما مهما في الحياة السياسية المصرية، نعم تراجع دوره مؤخراً، لكنه موجود ولديه قواعد شعبية. ومنذ تأسيسه في 2011 وحتى اليوم، وهو قلب كل الأحداث السياسية، والاستحقاقات الانتخابية.

اليوم ومع بدء الدعاية للمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2025، وإعلان "النور" ترشحه على عدداً من المقاعد الفردية، أختارت "صوت الأمة" أن تحاور الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور السابق، ورئيس مجلس شيوخ الحزب، انطلاقاً من تأسيس الحزب في 2011، وأول مشاركة سياسية له في الانتخابات في 2012 ووصولاً إلى اليوم، فضلاً عن كيف يرى جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة أن "النور" كان قريباً منهم، لكنه أنفصل عن "الجماعة" سياسياً، لخلافات في المنهج والفكر، وأيضاً كما قال "مخيون": فضلوا مصلحة الجماعة على مصلحة البلد ورفضوا الاستماع لنصائحنا".

في هذا الحوار، يتحدث "مخيون" عن أمور كثيرة مرتبطة بالحزب، وأهم المواقف التي عايشها، وتقييمه لتجربة الإسلاميين في الحكم، ورؤيته لأسباب تراجع أداء حزب النور في السنوات الأخيرة، وموقفه من القضايا الإقليمية الراهنة.. وإلى نص الحوار..

 

نعود إلى 2012، وهو العام الذى شهد أول مشاركة لحزب النور في انتخابات مجلس النواب.. كيف تنظر لهذه التجرية اليوم؟

مجلس النواب في 2012 لم يستمر إلا بضعة شهور قبل أن يُحل، وبالتالي لم نحصل على فرصتنا الكاملة لخوض التجربة. كانت تجربة ناقصة، خاصة أنها جاءت في مرحلة لم تستقر فيها الأوضاع بعد ثورة 25 يناير، وسط حالة من التجاذب والاستقطاب بين القوى السياسية التي لم تتعرّف على بعضها من قبل نتيجة غياب الممارسة السياسية خلال عهد حسني مبارك، فقبل 2011 لم يكن هناك  عمل سياسى أو مشاركة حقيقية، وإنما كان هناك نوع من التوجس والتخوف والتعامل بين القوى السياسية.

ورغم قِصر التجربة في برلمان 2012 إلا أننا حققنا نجاحات كبيرة تفوق في مجملها الإخوان المسلمين في الأداء والطرح.

ولماذا لم يكن لكم مشاركة فى انتخابات 2010 قبل الثورة؟

برلمان 2010 كان معروف بانه برلمان أحمد عز، وكان يمثل ذروة الحزب الواحد المهيمن على الحياة السياسية، وهو الحزب الوطني الذي كان يترأسه رئيس الجمهورية. ولم يكن هناك مجال لمشاركة حقيقية أو منافسة نزيهة، فالأغلبية كانت مضمونة مسبقًا لحزب واحد.

وكنا نرى أن المشاركة في مثل هذه الأجواء ستدخلنا في صدام مع الدولة وأجهزتها، ولن تحقق أي مكاسب. ومع ذلك، كنا حاضرين بالرأي من خلال الخطب والندوات ووسائل التواصل، لكننا لم نشارك انتخابيًا.

بعد ثورة يناير، تغيّر المشهد تمامًا، وانحل الحزب الوطني، وأصبح هناك مناخ من الحرية والتعددية، وأصبحنا أمام حياة سياسية جديدة بها مساحه كبيرة من الحرية والتعبير عن الرأي  والسماح بتكوين الأحزاب، فشعرنا أن الوقت حان للمساهمة في بناء الدولة برؤية إصلاحية، خاصة بعدما ظهرت مطالب بإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، كما أن جزء رئيسى لدخولنا المجال السياسي هو خوفنا على الدستور، بعدما طالبت القوى العلمانية بإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، فاستشعرنا وقتها خطورة بالغة على الشريعة الإسلامية ووضعها في الدستور.

حينها صدر الإعلان الدستورى عن المجلس العسكرى، وتم الاستفتاء عليه وأن تكون هناك جمعية تأسيسه لوضع الدستور الجديد، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس حزب النور، للحفاظ على الهوية والشريعة، فخضنا الانتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة وحصلنا على ربع مقاعد البرلمان، في نتيجة كانت مفاجأة للجميع، وتميزنا عن الإخوان في السلوك والعمل السياسي.

 

وما هي المبادئ التي تأسس عليها حزب النور؟

مرجعيتنا الأولى هي مبادئ الشريعة الإسلامية، لكن في إطار أخلاقي وسياسي واضح، وكانت مبادئنا هي، أولًا: عدم التخلي عن الأخلاق في العمل السياسي وعدم المراوغة أو الخداع. ثانيًا: إعلاء المصلحة العليا للوطن. ثالثًا: الحفاظ على مؤسسات الدولة وقوتها. رابعًا: حسن العلاقة مع مؤسسات الدولة والأحزاب وتجنب الصدام. خامسًا: ممارسة معارضة بنّاءة، نؤيد أي قرار صائب أيًا كان مصدره، ونعارض الخطأ بهدوء مع طرح البديل.

 

قلت إن العمل السياسي كان صعبًا قبل 2011 بسبب هيمنة الحزب الوطني، لكن الإخوان تحالفوا معه وحصدوا مقاعد.. لماذا لم تتحالفوا أنتم؟

الإخوان عقدوا صفقات مع نظام مبارك مقابل السماح لهم بعدد من المقاعد، وكان نتاج هذه الصفقة السماح لهم في برلمان 2005 بـ 88 مقعد في مجلس النواب مقابل مباركة الإخوان لعملية التوريث، فالإخوان كانوا يقدّمون مصلحة الجماعة على الثوابت والمبادئ. ونحن رفضنا تلك الصفقات المشبوهة، لأننا لا نساوم على مبادئنا.

 

هل شارك حزب النور في ثورة 25 يناير؟

شاركنا بشكل مختلف. نحن ركزنا على حماية الجبهة الداخلية، فقمنا بتأمين المنشآت العامة ومرافق الدولة، وشكلنا لجانًا شعبية لمواجهة البلطجة، حفاظًا على استقرار البلاد.

 

وكيف تقيّم أداء برلمان الإخوان عام 2012؟

كانت الانتخابات نزيهة، والمجلس العسكري أدارها بشفافية وبمنتهى النزاهة ولم يتدخل، وتولى الإخوان رئاسة المجلس، وكان أدائهم سيئ للغاية، لأنهم انشغلوا بالهيمنة على الدولة والدخول في صدام مع حكومة الدكتور كمال الجنزوري والمطالبة باسقاطها، ثم صدام مع مع القضاء والجيش، وهو ما أفقدهم ثقة الشارع سريعًا.

 

بعد تولي محمد مرسي الحكم.. هل حاول الإخوان استمالة حزب النور؟

نعم، حاولوا، لكننا كنا نعرف فكرهم جيدًا وأهدافهم وماذا يريدون، لذلك أخذنا منهم مسافة لأنهم منذ البداية لم يستمعوا لنصائحنا، في البداية اتفقوا معنا على عدم خوض الانتخابات الرئاسية لمدة دورتين، ومرشد الجماعة محمد بديع، ورئيس مجلس النواب وقتها سعد الكتاتنى تعهدوا لنا بذلك، لكن تفاجئنا في الانتخابات الرئاسية بدفعهم لمرشخ، وكان أكبر خطأ وقعوا فيه انهم داخلوا انتخابات الرئاسية لأنهم أدخلوا البلاد في انقسام كاد يتحول إلى حرب أهلية.

وبعد 30 يونيو وقبلها كانوا يدعوننا للمشاركة معهم في الفعاليات مثل مليونيه رابعة ومليونيه القضاء وغيرها من أحداث العنف التي ارتكبوها، لكننا رفضنا دعواتهم تماما، وكان لدينا وجهة نظر وهي حل الأزمة لا خلق أزمة ورفضنا مواجهة الحشود واجتمعنا مع مكتب الارشاد وعقدنا لقاء مع محمد مرسي بالاتحادية وأبلغناهم بموقفنا وقدمنا لهم النصائح لكن لم يستمعوا لنا.

 

شهد حزب النور انقسامات داخلية خلال السنوات الماضية.. ما السبب الحقيقي وراءها؟

السلفية تيارات متعددة. نحن في حزب النور ننتمي إلى الدعوة السلفية في الإسكندرية، ذات منهج واضح وثابت، والشيخ ياسر برهامي هو مسئول الدعوة السلفية التي ننتمي إليها، لكن بعض من يُحسبون على السلفية في القاهرة وغيرهم اتخذوا مواقف عاطفية وشاركوا في اعتصامي رابعة والنهضة، وهؤلاء لا يمثلوننا.

أما بالنسبة لانشقاق الدكتور عماد عبد الغفور، فكان سببه أنه انتهج خطأ يخالف مبادئ الحزب التى قام عليها، وتبنّى أفكارًا تميل للإخوان، ما اعتبرناه خطرًا على الحزب، فعقدنا جمعية عمومية اختارتني رئيسًا بالإجماع. لذلك فإن الخلافات كانت فكرية بحتة وليست شخصية، فقد حاول تطبيق أفكار الإخوان على الحزب فضلاً عن  الانفراد بالقرارات دون الرجوع الي الحزب.

 

يرى البعض أن حزب النور فقد بريقه وتراجع دوره السياسي.. ما تفسيرك لذلك؟

ليس حزب النور وحده، كل الأحزاب تراجعت. أين حزب الوفد أو الناصري أو الأحرار؟.. هناك من يرى أن المناخ وسيطرة المال السياسى والنظام الانتخابى، كلها أمور لا تساعد الأحزاب على النشاط بقوة، وهى أمور طرحناها وتحدثنا عنها في الحوار الوطنى.

 

لكن هناك من يرى أنكم فقدتم التواصل مع الشارع؟

بالعكس، نحن أكثر الأحزاب تواجدًا في الشارع، ونشارك في كل الفعاليات الوطنية. شاركنا في دعم الدولة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وفي مواقف قومية مثل قضية غزة. ولدينا قواعد جماهيرية قادرة على الحشد متى كان الأمر في صالح الوطن.

 

كيف يمكن لحزب النور استعادة مكانته السياسية؟

يجب أولًا تعديل النظام الانتخابي ليتيح مشاركة أوسع، والحد من سيطرة المال السياسي على المشهد.

 

هناك من يتحدث عن ضعف المشاركة المجتمعية للحزب في قضايا مثل التعليم والبطالة والخدمات؟

نحن لسنا جمعية خيرية، بل حزب سياسي يقدم رؤية سياسية لحل المشاكل، بالفعل طرحنا رؤى إصلاحية في الحوار الوطني حول التعليم والصحة والزراعة، لكن التنفيذ مسؤولية الدولة، ونحن لا نملك الإمكانيات التنفيذية.

 

إذا قرر الحزب الدخول في تحالف انتخابي.. مع من قد يتحالف؟

منذ البداية كل الأحزاب تحالفت مع بعضها باستثناء حزب النور. هم من أقصونا، وليس العكس.

 

هل تعتبرون تجربة القائمة الوطنية من اجل مصر التي اندمجت فيها عدة أحزاب تجربة ناجحة؟

ليست بالضرورة ناجحة من وجهة نظرنا. نحن ننظر إليها كقائمة واحدة لا تعبّر عن التعددية المطلوبة.

 

ما ترتيباتكم للمشاركة في انتخابات مجلس النواب؟

سنخوض الانتخابات عبر المرشحين الأفراد، بدعم من الحزب، وليس ضمن قوائم.

 

كيف ترد على من يتهمكم بتوظيف الدين في السياسة مثل الإخوان؟

هذا غير صحيح. مرجعيتنا الإسلامية هي تطبيق للمادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع. الدستور لا يمنع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، كما توجد أحزاب ذات خلفيات فكرية اشتراكية أو قومية مثل الحزب العربى الناصرى والتجمع، ونحن نفخر بمرجعيتنا الدينية المنصوص عليها في الدستور.

 

لكن المصريين لديهم تجربة سلبية مع شعار الإخوان “الإسلام هو الحل”؟

الإخوان لا يمثلون الإسلام، وتجربتهم لا تُحسب في تاريخ السياسة المصرية. هم يرفعون شعارات دعوية سلمية، لكن عندما يُضيّق عليهم، يلجؤون للعنف. وهذا عكس منهجنا تمامًا.

 

هل يفكر الحزب في تجديد خطابه السياسي ليتماشى مع المرحلة؟

خطابنا يتماشى مع كل المراحل ولا يحتاج تجديد، ونتعامل به منذ النشأة ولم يحصل اي صدام بيننا وبين الدوله أو مؤسساتها، ولم نسبب اي مشاكل لا مع المجتمع ولا الدوله، فالثوابت لا تتغيير لكن المناخ السياسي ومشكلات المجتمع هي التي تتغير.

 

كيف تقيّم السياسة الخارجية المصرية في السنوات الأخيرة؟

السياسة المصرية تتسم بالحكمة والذكاء، خاصة في إدارة ملف غزة مؤخرًا، وقبلها في ليبيا والسودان. القيادة المصرية تمسكت بمواقفها الرافضة للتهجير أو التفريط في الثوابت، وأثبتت قدرتها على حماية الأمن القومي، رغم الضغوط الدولية، فالموقف المصري الرافض للتهجير ظل ثابت رغم التهديدات، ولم ترضخ مصر وصممت على موقفها، ورأينا نتيجة ثبات الموقف المصرى ما حدث في شرم الشيخ بالاتفاق على وقف الحرب ورفض ضم الضفه الغربية، فالرؤية المصرية من ملف غزة وفلسطين عموما تحققت، والرئيس عبد الفتاح السيسي رفض الامتثال لكافة الضغوط، وكان له مواقف صلبه وتمسك بها، فمصر أصبحت محور الأحداث، وموقفها في اتفاق شرم الشيخ الأخير خير دليل على نجاح دبلوماسيتها.

 

هل ترى أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بأمنها القومي؟

بكل تأكيد. الدولة نجحت في بناء قوة عسكرية تحمي حدودها من مختلف الجهات، ولولا الجيش المصري لكنا في وضع مشابه لسوريا الآن.

 

ما موقف الحزب من ثورة 30 يونيو؟

رفضنا إسقاط محمد مرسي في البداية، ورفضنا أيضًا الوقوف إلى جانبه، لأننا كنا نؤمن بمبدأ من أتى بالصندوق يرحل بالصندوق، ونصحنا الإخوان بالاستجابة للشارع ورفضوا، فآل الأمر إلى العنف، لكن عندما أعلن المشير السيسى وقتها خارطة الطريق، استجبنا لها وشاركنا فيها بعد أن أدركنا أن الإخوان قدّموا مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن.

 

سؤال أخير.. أين نادر بكار الآن وما علاقته بالحزب؟

نادر بكار كان المتحدث الرسمي باسم الحزب، وهو ما زال مرتبطًا بنا، وإن كان يقيم بين مصر والخارج حاليًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة