الدكتور محمد الجندى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لـ"صوت الأمة": هدفنا بناء واعظ معاصر يستخدم أدوات التواصل الحديثة ويحمل رسالة الأزهر الوسطية إلى كل بيت

السبت، 08 نوفمبر 2025 11:50 م
الدكتور محمد الجندى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لـ"صوت الأمة":  هدفنا بناء واعظ معاصر يستخدم أدوات التواصل الحديثة ويحمل رسالة الأزهر الوسطية إلى كل بيت
حوار منال القاضي

 

الواعظات شريكات في حمل الرسالة الدعوية.. ونؤمن أن الدعوة للمرأة لا تقل أهمية عن الدعوة للرجل

لجان المصالحات أنهت نزاعات قبلية وأسرية واستطاعت إعادة الود بين المتخاصمين بالحكمة والموعظة الحسنة

 

أدوار عدة يقوم بها مجمع البحوث الإسلامية، منها قيامه مؤخراً بتدريب الوعاظ والوعاظات الجدد، ليكونوا واعيين بمتغيرات العصر، وأيضاً التدريب الإعلامي والتكنولوجي، واستخدام أدوات التواصل الحديثة، كما يقوم المجمع في الوقت الراهن بتطوير شامل للجان الفتوى في المحافظات، من حيث تأهيل أعضائها، وتوفير التدريب المستمر لهم، وتفعيل آليات الرد الإلكتروني عبر المنصات الرقمية للمجمع.

"صوت الأمة" التقت الدكتور محمد عبد الدايم الجندى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وتحدثت معه عن الأدوار والمهام التي يقوم بها المجمع، وقضايا أخرى معاصرة.. وإلى نص الحوار..

 

بداية، كيف يقوم المجمع بتدريب الوعاظ الجدد خاصة في مسألة تجديد لغة الخطاب الديني بما يتناسب مع التطور التكنولوجي؟

نحن في مجمع البحوث الإسلامية نؤمن أن الواعظ اليوم يجب أن يكون واعيًا بمتغيرات العصر، وقادرًا على مخاطبة الناس بلغة قريبة من قلوبهم وعقولهم، لذلك فقد طوّرنا منظومة تدريب متكاملة للوعاظ والواعظات الجدد، تجمع بين التأهيل الشرعي العميق، والتدريب الإعلامي والتكنولوجي، واستخدام أدوات التواصل الحديثة.

كما أن هدفنا أن نُخرّج واعظًا معاصرًا يعرف لغة الجمهور، ويقدم الرسالة الدينية بلغة سهلة، بعيدة عن التعقيد، تفتح القلوب وتبني العقول.

 

هل معنى ذلك أن لدى المجمع خطط دعوية وعلمية في المرحلة المقبلة؟

نعمل حاليًا على تنفيذ خطة دعوية متكاملة تشمل تطوير اللقاءات الميدانية والرقمية في آنٍ واحد، بحيث تصل الرسالة الدعوية إلى الناس حيثما كانوا، في الشارع أو عبر الهاتف، كما نركز على المحاور الأخلاقية والاجتماعية مثل تعزيز قيم التسامح، وصلة الرحم، والرحمة بالناس، وهي رسائل يحتاجها المجتمع الآن أكثر من أي وقت مضى.

إلى جانب ذلك، نواصل تطوير الخطاب العلمي والفكري داخل المجمع من خلال البرامج البحثية والمؤتمرات والدراسات التي تسهم في تجديد الفكر الديني في ضوء مقاصد الشريعة.

بالحديث عن الوعاظ والدعاة الجدد، ما الدور الذي يقوم به العالم الديني في نشر روح التسامح والمحبة بين الناس؟

العالِم الأزهري الحقيقي هو رسول رحمة وسلام، لا يحمل أحكامًا بل يحمل قيمًا، وهنا دوره أن يغرس في النفوس أن الإسلام ليس دين تشدد ولا عزلة، بل هو دين بناء وعمران ورحمة بالخلق، لهذا نحرص في مجمع البحوث الإسلامية على أن تكون جميع أنشطتنا ومبادراتنا الدعوية مبنية على تعزيز روح التسامح والتعايش، لأننا نؤمن أن المجتمع المتسامح هو المجتمع الأكثر أمنًا واستقرارًا.

وكيف يكون السلام ضرورة وجودية وسنة كونية كما ذكرتم في خطبة الجمعة الأخيرة بالجامع الأزهر؟

السلام هو الأصل الذي به تستقيم الحياة، والله سبحانه وتعالى سمّى نفسه «السلام»، وجعل التحية بين عباده «السلام»، وجعل الجنة دار سلام، فمن يبتعد عن السلام يبتعد عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولهذا فإشاعة السلام ليست مجرد قيمة أخلاقية، بل هي سنة كونية تحفظ استقرار الوجود الإنساني، ومن يتنكر لها إنما يشذ عن طبيعة الحياة.

ماذا عن حقوق المسنين وكبار السن في الإسلام؟ وهل ينظم المجمع برامج توعية في هذا الشأن؟

الإسلام كرّم الكبير وأوصى به خيرًا، وجعل احترامه من تمام الإيمان وكماله، ولتحقيق هذا النوع من القيم فإن المجمع لديه خطة عمل في هذا الشأن، حيث أطلق بالفعل عدة برامج توعوية في هذا المجال، منها: دروس ميدانية ولقاءات داخل المؤسسات الاجتماعية ودور الرعاية، إلى جانب محتوى رقمي مخصص على صفحاتنا للتذكير بحقوق كبار السن وواجب المجتمع نحوهم.

نريد أن نعيد للمجتمع ثقافة التوقير، فالكبير له حق الاحترام والرعاية والمكانة، كما كان في القيم الأصيلة للمجتمع المصري.

وما دور الوعاظ في نشر الأخلاق الحسنة من خلال الخطب واللقاءات الدينية؟

الوعاظ هم خط الدفاع الأول عن القيم، لذلك نوجههم دائمًا إلى أن تكون خطبهم ودروسهم منصبة على السلوك اليومي، والخلق العملي، لا على الجدل النظري. فالناس تتأثر بما يرونه من القدوة، وليس بما يسمعونه من الشعارات، ولهذا نغرس في الوعاظ أن كل كلمة يلقونها هي رسالة أمانة ومسؤولية أمام الله.

وما أبرز القضايا التي يجب أن يركز عليها الخطاب الديني الآن؟

القضية الأهم هي إعادة بناء الإنسان بالوعي والانتماء والأخلاق، وهي رسالة خالدة للأزهر الشريف وتوجيه دائم من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ولذا نسعي دائما أن يتناول الخطاب الديني قضايا الأسرة، وحماية الشباب من التطرف، وترشيد استخدام التكنولوجيا، ومواجهة الشائعات، بغية تقديم خطاب يربي الضمير، ويزرع روح العمل، ويقرب الناس من الدين لا أن ينفرهم منه.

وماذا عن التوسع في عمل لجان الفتوى بالمحافظات وتطوير أدائها؟

نعم، نعمل على تطوير شامل للجان الفتوى في المحافظات، من حيث تأهيل أعضائها، وتوفير التدريب المستمر لهم، وتفعيل آليات الرد الإلكتروني عبر المنصات الرقمية للمجمع، وهدفنا أن تصل الفتوى الصحيحة إلى كل مواطن بسهولة، وأن تكون واضحة ومبسطة ومبنية على الدليل والرحمة، بعيدًا عن التعقيد أو الغلو، وهو ما يحقق دور الأزهر في مواجهة الفتاوى الضالة وغير المنضبطة بميزان الشرع، ويحفظ على المجتمع دينه واستقراره.

وكيف يمكن تفعيل الدعوة الإلكترونية لتصحيح المفاهيم في ظل انتشار وسائل التواصل؟

الدعوة الإلكترونية أصبحت من أهم أدواتنا اليوم، ونعمل على تطويرها باستمرار، نحن نحاور الشباب بلغتهم، على المنصات التي يتواجدون عليها، من خلال محتوى قصير ومؤثر يعالج القضايا الفكرية والاجتماعية التي تهمهم.

كما نعمل على دعم المحتوى المقدم من خلال منصاتنا التفاعلية على شبكة الإنترنت، بما يناسب جيل الشباب الحالي ويتوافق مع لغتهم واهتماماتهم، ليكون الخطاب الديني حاضرًا في الفضاء الرقمي بنفس قوة حضوره في المساجد.

وما دور المجمع من خلال لجان المصالحات؟

مجمع البحوث الإسلامية يولي العمل في لجان المصالحات اهتمامًا كبيرًا، لأنها تجسد القيم الإسلامية في إصلاح ذات البين، وقد شارك وعاظ المجمع في العديد من الجلسات التي أنهت نزاعات قبلية وأسرية، ونجحوا بفضل الله في إعادة الود بين المتخاصمين بالحكمة والموعظة الحسنة، حيث يولي الإمام الأكبر اهتمامًا خاصة بهذا النوع من الجهود، وخاصة وأنه قد شهد تحقيق الكثير من الإنجازات خلال الفترة الأخيرة.

وماذا عن تدريب الواعظات وشروط اختيارهن؟

نعتز بدور الواعظات، فهنّ شريكات في حمل الرسالة الدعوية، حيث تُختار الواعظات وفق معايير دقيقة تشمل الكفاءة العلمية، وحسن التواصل، والقدرة على التأثير في الجمهور النسائي، كما يخضعن لدورات تدريبية متخصصة في مهارات العرض، والإلقاء، والتعامل مع قضايا الأسرة والمجتمع، لأننا نؤمن أن الدعوة للمرأة لا تقل أهمية عن الدعوة للرجل.

أخيرًا.. ماذا عن مكتبة الأزهر والمؤلفات بها؟

مكتبة الأزهر تمثل ذاكرة الأمة الإسلامية، ونحن نعمل على رقمنة تراثها لتيسير الوصول إليه، حيث تحتوي المكتبة على تراث علمي عظيم وآلاف المخطوطات النادرة التي تعكس جزءًا مهما من حضارتنا المصرية والإسلامية، وقد شهدت المكتبة مراحل تطور متنوعة آخرها المقر الجديد الذي سيفتح أبوابه للباحثين قريبا إن شاء الله.

محمد الجندى
محمد عبد الديام الجندى 1
محمد عبد الديام الجندى 2
محمد عبد الديام الجندى

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة