دينا الحسيني تكتب: مصر والسعودية.. شراكة تاريخية في مواجهة التضليل الرقمى للإخوان الإرهابية
الأحد، 09 نوفمبر 2025 04:16 م
على الرغم من الروابط التاريخية العميقة بين مصر والمملكة العربية السعودية والتي تمتد لعقود طويلة، إلا أن هناك محاولات متكررة لزعزعة هذه العلاقة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي ولجان إلكترونية مغرضة تسعى تقودها وتحركها جماعة الإخوان الإرهابية، لخلق توتر بين شعبي البلدين، تستند هذه الحملات إلى نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة وإبراز أي خلاف صغير على أنه أزمة كبيرة، مما يثير القلق والاستياء بين الجمهور.
في الوقت نفسه، يبقى التنسيق السياسي والاقتصادي بين القاهرة والرياض مثالاً على مدى عمق العلاقة بينهما، تشترك الدولتان في رؤية واحدة تجاه العديد من الملفات الإقليمية والدولية مثل القضية الفلسطينية وغزة، يظهر التعاون والتوافق الواضح في السياسات الإنسانية والسياسية، مما يجعل أي محاولة لخلق انقسام تبدو بلا جدوى.
التضليل الرقمي ومحاولات الانقسام
شهدت السنوات الأخيرة استخدام الحسابات الوهمية والصفحات المغرضة على منصات التواصل الاجتماعي لنشر أخبار مزيفة وتشويه صورة المسؤولين في كلا البلدين، بهدف إشاعة الانقسام بين الشعوب، ويضاف إلى ذلك التضليل الإعلامي من خلال الصور، والفيديوهات المفبركة، والمحتوى المزيف الذي يعمل على زرع الانقسام واستهداف العلاقات بين مصر والسعودية.
تستغل هذه الحملات الأحداث العادية أو التصريحات السياسية الصغيرة لتضخيمها على أنها أزمات كبيرة، وهو ما يخلق انطباعاً خاطئاً لدى الجمهور، ويؤثر على الرأي العام بطريقة سلبية، لكن قوة التنسيق والتفاهم بين البلدين تجعل مثل هذه المحاولات غير فعالة في النهاية.
التنسيق والتوافق بين البلدين
يظهر التنسيق المستمر بين مصر والسعودية في الملفات الحساسة ويعكس توافقاً حقيقياً يجعل أي تضليل رقمي غير مؤثر، يظهر هذا بوضوح في سياسات البلدين تجاه المنطقة العربية، حيث تتشارك الدولتان في دعم الاستقرار ومواجهة التهديدات المشتركة سواء على المستوى الأمني أو السياسي.
تتجلى هذه الشراكة في الدعم المتبادل للمبادرات الإقليمية ومتابعة الأزمات الإنسانية والسياسية مع ضمان عدم تأثر العلاقات الثنائية بأي محاولة لزرع الانقسام، كما يضمن التنسيق بين البلدين قدرة كل طرف على مواجهة أي تهديدات إعلامية أو سياسية قد تظهر.
التعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي
يشمل التعاون الاقتصادي والمشاريع التنموية المشتركة التي تعكس التكامل بين البلدين، وكذلك دعم المبادرات العربية والدولية التي تعزز التضامن العربي والإسلامي، ويؤكد ذلك المواقف المتعددة التي تتخذها مصر والسعودية تجاه غزة والقضايا الفلسطينية بشكل عام، حيث يتم التنسيق والتعاون لإيصال المساعدات الإنسانية ومتابعة الأوضاع السياسية بما يحقق الاستقرار ويخفف من معاناة المدنيين.
في الجانب الاقتصادي، تدعم البلدين المشاريع المشتركة التي تهدف إلى تعزيز التكامل وتوفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة، كما تظهر قوة العلاقات الثقافية والاجتماعية بين الشعبين في مقاومة محاولات الانقسام الرقمية، ويعتبر الإعلام التوعوي جزءاً من الاستراتيجية التي تهدف لمواجهة التضليل والشائعات وحماية الرأي العام من الحملات المغرضة.
قوة العلاقة التاريخية أمام الضغوط
يعكس كل ذلك قدرة الدولتين على الحفاظ على شراكتهما التاريخية رغم الضغوط الخارجية والموجات الرقمية السلبية، ويظل التنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي بين مصر والسعودية نموذجاً حياً للشراكة الاستراتيجية القائمة على مصالح مشتركة وتوافق في الرؤى.
حتى في مواجهة محاولات استغلال أي موقف لإشاعة الفتنة بين شعوب البلدين، يبقى التفاهم المشترك والوحدة التاريخية بين مصر والسعودية قوة حقيقية تمنع أي محاولات لزعزعة العلاقات، ويؤكد هذا التاريخ الطويل من التعاون أن الشراكة بين القاهرة والرياض ليست مجرد اتفاقات مؤقتة، بل هي تحالف استراتيجي متين يستند إلى رؤية واضحة لمستقبل المنطقة العربية والإسلامية.
الوحدة والتعاون كدرع ضد الانقسام
يظهر جلياً مدى التوافق في المواقف تجاه القضايا العربية الكبرى، وفي كيفية إدارة الأزمات الإنسانية والسياسية، كما أن القدرة على مواجهة التضليل الإعلامي والشائعات الرقمية تعكس الوعي المشترك بين البلدين وقوة الروابط الاجتماعية والثقافية بين شعبيهما.
في نهاية المطاف، فإن محاولات شق الصف بين مصر والسعودية تظل بلا تأثير فعلي طالما استمر التعاون والتنسيق بين البلدين، ويؤكد هذا أن العلاقات التاريخية بينهما أقوى من أي حملة تضليلية رقمية، وأن الشراكة بين مصر والسعودية تمثل نموذجاً حياً للوحدة العربية وقدرة الدول على مواجهة محاولات الانقسام سواء على مستوى الإعلام أو السياسة أو المجتمع.