المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يحى ذكر وفاة القارئ الشيخ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي أحد أعلام التلاوة
الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 02:19 م
منال القاضي
احتفى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقارئ الشيخ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي أحد أعلام التلاوة المصرية والإسلامية في القرن العشرين، وهو من الشخصيات البارزة التي جمعت بين حفظ القرآن الكريم وإتقان علم التجويد وفن الأداء الصوتي الندي الذي يثير خشوع المستمعين.
وقال المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن القارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي تعلم علم القراءات بالأزهر الشريف ,وتميز بصوت خاشع عذب يلامس القلوب حتى صار من أعلام التلاوة في عصره.
ولد الشيخ الشعشاعي في قرية شعشاع بمحافظة المنوفية في مصر، وذلك في 21 مارس، وتذكر السنة بأنها 1890م أو 1891م.
والده كان الشيخ محمود إبراهيم الشعشاعي – قارئاً ومحفظاً للقرآن في القرية، وكانت الأسرة متدينة ومُهيّأة لطلب العلم,حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة (في عمر العاشرة تقريباً) تحت إشراف والده.
التعليم والبداية في التلاوة
بعد حفظ القرآن انتقل الشيخ الشعشاعي إلى مدينة طنطا، وتحديداً إلى مسجد الأحمدي، ليتعلّم علم التجويد وقراءة القرآن بطرقها وقواعدها, وانتقل إلى العاصمة القاهرة والتحق بالأزهر الشريف، حيث تتلمذ على عدد من علماء القراءات مثل الشيخ بيومي والشيخ علي سبيع.
مسيرته في التلاوة والإذاعة
لطالما عُرف بشدة إتقانه، وصوته «النديّ» الذي خُصّ به، حتى أطلق عليه بعض المعاصرين لقب "عمدة فن التلاوة"
في عام 1934م تقريباً، ومنذ انطلاق الإذاعة المصرية، انضم الشيخ الشعشاعي إلى الإذاعة كقارئ، وكان ثاني قارئ يلتحق بالإذاعة بعد الشيخ محمد رفعت, كان يتقاضى راتباً سنوياً آنذاك حوالي 500 جنيه مصري, وسجّل الشيخ أكثر من 400 تلاوة مسجلة محفوظة لدى الإذاعة أو جهات أرشيفية.
مواقف مميزة
أحد أبرز إنجازاته أنه أول قارئ يُذاع قراءته بمكبرات الصوت في الحرمين الشريفين (المسجد الحرام والمسجد النبوي) ووقفة عرفات، وذلك عام 1948م تقريباً, وشكلت قراءته في المناسبات الكبرى علامة مميزة لسيرته , وترك أثراً كبيراً في ميدان التجويد والتلاوة، وأثنى عليه علماء كبار، معتبرينه من أبرز القرّاء المصريين في القرن العشرين.
وصف بصاحب الصوت الندي و«مدرسة في التلاوة»فلم يقلد القراء السابقين له وجعل لنفسه مدرسة خاصة في التلاوة القرآنية, فتميز الشيخ الشعشاعي بصوته المميز وأسلوبه الفريد في التلاوة، الذي جمع بين الأصالة والروحانية، وكان له دور رائد في نشر القرآن الكريم من خلال الإذاعة المصرية، بل وذاع صيته حتى خارج مصر، إذ وصل صوته إلى الحرمين الشريفين، ليكون أحد القرّاء الذين أُتيح لهم أداء القرآن في أقدس الأماكن الإسلامية.
و ترك إرثاً ضخماً من التسجيلات الصوتية، التي لا تزال تُستخدم مرجعاً للمحافظة على فن التلاوة، وتعليم علوم التجويد، كما خلد اسمه بين كبار قراء العصر الحديث، ليصبح مثالاً يُحتذى به في الجمع بين الإتقان العلمي والروحانية الفنية في أداء القرآن الكريم.
وفاته
توفي الشيخ الشعشاعي في 11 نوفمبر 1962م عن عمر يُناهز 72 عاماً، بعد حياة قضى معظمها في خدمة القرآن الكريم.
وبعد وفاته لا يزال يُحتفى به في ذكرى رحيله، وتُبث تلاواته بانتظام في إذاعة القرآن وغيرها من الوسائط.