دراسة حديثة: تناول الباراسيتامول أثناء الحمل لا يسبب التوحد للأطفال
الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 04:15 م
كشفت دراسة بريطانية موسّعة عن عدم وجود أي دليل علمي قوي يربط بين تناول النساء الحوامل لدواء الباراسيتامول – أحد أشهر مسكنات الألم وخافضات الحرارة – وزيادة احتمالات إصابة أطفالهن باضطراب التوحد أو فرط الحركة ونقص الانتباه لاحقًا.
وأكد الباحثون أن معظم الدراسات السابقة التي أثارت الجدل حول هذا الموضوع كانت ضعيفة الجودة أو متأثرة بعوامل وراثية وبيئية أخرى، وليست بسبب الدواء نفسه.
وقالت البروفيسور شاكيلا ثانجاراتينام، الباحثة الرئيسية من جامعة ليفربول:
“الأدلة الحالية لا تدعم وجود صلة بين الباراسيتامول والتوحد أو اضطراب فرط الحركة. وإذا احتاجت المرأة الحامل لتناوله لعلاج الحمى أو الألم، فننصحها بذلك، لأن ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل قد يضر بالجنين أكثر من الدواء نفسه.”
وأوضحت أن استخدام مسكنات بديلة مثل الإيبوبروفين غير آمن أثناء الحمل، مما يجعل الباراسيتامول الخيار الأفضل والأكثر أمانًا في هذه الحالات.
تفاصيل الدراسة
قام الباحثون بتحليل تسع مراجعات علمية منهجية شملت أكثر من 40 دراسة تناولت العلاقة بين استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل واضطرابات النمو العصبي لدى الأطفال.
وتبيّن أن سبع مراجعات منها حذّرت من المبالغة في تفسير أي ارتباط، نظرًا لوجود عوامل وراثية وصحية مشتركة داخل العائلة قد تؤثر على النتائج.
وأشارت إحدى الدراسات الكبرى في السويد إلى أن الارتفاع الطفيف في معدلات التوحد وفرط الحركة لدى الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الباراسيتامول اختفى تمامًا عند مقارنة الأشقاء داخل نفس العائلة، ما يعني أن السبب يعود للجينات أو البيئة المشتركة وليس للدواء.
خلصت الدراسة إلى أن الباراسيتامول يظل الدواء الأكثر أمانًا للحوامل، خاصة في حالات الحمى أو الألم، بينما عدم علاج الحرارة المرتفعة قد يشكل خطرًا أكبر على الجنين من تناول الدواء نفسه.