ليس من حق العصافير التحليق بين النسور

الأحد، 16 نوفمبر 2025 09:00 ص
ليس من حق العصافير التحليق بين النسور
حمدي عبد الرحيم يكتب:

ما الذي يريده كيان الاحتلال من لبنان الشقيق؟.. للإجابة الهادئة أضع بين يديك كلمة ساخرة، يظنها الكيان طرفة من الطرائف المضحكة، تظهر الرؤية الصهيونية للبنان.

تقول الطرفة: إن رئيس أركان جيش الكيان دخل على وزير حربه وقال له: لو حدثت مشكلة مع مصر، ماذا سنفعل؟

فرد الوزير: طبعًا سنرسل فورًا إلى الجبهة كل فرق الجيش.

عاد رئيس الأركان للسؤال: ولو كانت المشكلة مع سوريا؟

رد الوزير: سنرسل عشر فرق.

سأل رئيس الأركان: ولو كانت المشكلة مع الأردن؟

أجاب الوزير: تكفينا خمس فرق.

تنهد رئيس الأركان وطرح سؤاله الأخير: ولو كانت المشكلة مع لبنان؟

ضحك الوزير ثم قال: آه لبنان، ستكفينا فرقة موسيقى!

هذه السخرية تخلص خير تلخيص رؤية الكيان للبنان، هو يرى أن لبنان عصفوري البنية، يمكن هزيمته بفرقة موسيقى، ولكن إذا تمرد وحلم بالتحليق بين النسور والصقور، أصبح واجبًا علينا نسف حلمه فورًا والعودة به إلى المربع صفر!

للأسف يوجد فريق لا يستهان به من خاصة اللبنانيين يتبنون الرؤية الصهيونية رافعين شعار مخجل ومخزي يقول: "قوة لبنان في ضعفه!".. كيف يكون ضعفك من أسباب وعوامل قوتك؟ هذا ما لا أفهمه!

في السابع والعشرين من نوفمبر من العام 2024 دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال حيز التنفيذ.

طبعًا كان الاتفاق من بنات أفكار الإدارة الأمريكية التي كان على رأسها الرئيس بايدن، وكانت الوساطة الأمريكية والضمانات الأمريكية مطروحة على الطرقات!

التزم الحزب بكل بنود الاتفاق التزامًا حديديًا، وعض على جراحه وهو يرى في كل يوم الشهيد والشهيدين بل والشهداء من قواته وهم يرتقون بفعل غارات لا تتوقف إلا لتبدأ.

خرق الكيان الاتفاق قرابة الخمسة آلاف مرة في أقل من عام واحد، بمعدل يزيد على ثلاثة عشر خرقًا في اليوم الواحد، ومع كل خرق تسمع حجة جديدة لتخفي السبب الوحيد والرئيس وهو: تدمير أي سبب من أسباب القوة والعودة إلى تنفيذ إمكانية هزيمة لبنان بفرقة موسيقية.

أين ذهبت الضمانات الأمريكية؟

يا رجل كن عاقلًا ودع عنك هذه الأسئلة الطيبة في زمن شرير!

كل الغارات لم تفعل فعلها الذي يريده الكيان، فقال وزير حربه: يجب الذهاب إلى مرحلة قطع الرأس.

الجملة تعني جر الحزب إلى معركة صفرية يتم خلالها تدمير قوته أو ما تبقى منها تدميرًا كاملا تامًا غير منقوص بحيث لا تقوم له أو للبنان قائمة بعدها ابدًا!

من أجل الذهاب إلى معركة قطع الرأس، عاد جيش الاحتلال إلى سياسة الإخلاء، فقبل أسبوع أصدر جيش الاحتلال بيانًا جاء فيه: "إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان وتحديدًا في قرية عيتا الجبل (الزط) سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي، وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة. نتوجه إلى سكان المبنى المحدد بالأحمر في الخريطة المرفقة والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من مبنى يستخدمه حزب الله الإرهابي فمن أجل سلامتكم أنتم مضطرون لإخلاء المباني فورًا، البقاء في منطقة المبنى المحدد يعرضكم للخطر".

خرائط وألوان وتحذير جاد، كل هذا من أجل تأليب الحاضنة الشعبية على قوى المقاومة، فليس معقولًا ولا مقبولًا أن يتم تهجير الناس مرة كل ثلاثة أيام، قوات اليونيفيل تدخلت وأصدرت بيانًا طيبًا يدعو إلى الالتزام ببنود الاتفاق!

ماذا تعني دعوة بلطجي إلى الالتزام بالقانون وبمواد الدستور؟

نفذ الكيان تهديده وقصف الموقع الذي كان في محيط معسكر لجيش لبنان، وهو ذاته الجيش الذي يعمل ليل نهار على ضبط الأمور في الجنوب، وتلك هي مكافأة الاحتلال له!

هل في كل هذا الأمر رسالة؟

وأي رسالة أبلغ وأفصح من رسالة يرسلها الكيان إلى الجميع: إذا لم تكن قويًا فسنستبيحك وندمر كل قدراتك.

وأي رسالة أبلغ وأفصح من رسالة تقول: من حقك العصافير الحلم بمجاورة النسور.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق