الأزمة السودانية تتفاقم.. واشنطن تضغط لوقف النار في السودان ثلاثة أشهر وسط فظائع غير مسبوقة يرتكبها الدعم السريع فى الفاشر
الأحد، 16 نوفمبر 2025 01:40 م
هانم التمساح
دعا مبعوث الرئيس الأمريكي إلى إفريقيا، مسعد بولس، أطراف النزاع في السودان، إلى القبول بـ"هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر"، مؤكداً أن ما يعيشه البلد حالياً، يمثل "أكبر أزمة إنسانية في العالم".
وقال بولس، إن الحرب الدائرة تسببت في كارثة غير مسبوقة من حيث حجم المعاناة الإنسانية، مشيرًا إلى أن ما شهدته مدينة الفاشر خلال الأسابيع الأخيرة يعكس مستوى "الفظائع غير المقبولة" التي يتعرض لها المدنيون.
وأضاف: "لقد شاهد العالم التقارير والفيديوهات، وهذه الفظائع يجب أن تتوقف فوراً".
وأوضح المبعوث الأمريكي، أن واشنطن وشركاءها في مسار الوساطة، يضغطون على طرفي النزاع للموافقة على هدنة تمتد لثلاثة أشهر، قائلاً: "نحث الجانبين على قبول هذا المقترح وتنفيذه دون تأخير".
دعوات أمريكية دولية لوقف القتال
وأوضح بولس، أن الولايات المتحدة، بالتنسيق مع شركائها في مسار الوساطة الإقليمية والدولية، تسعى إلى الضغط على طرفي الصراع للقبول بوقف إطلاق نار إنساني شامل، مضيفًا:"نحثّ الجانبين على قبول هذا الاقتراح وتنفيذه فورًا".
وتأتي المبادرة في ظل تصاعد القلق الدولي من:تدهور الوضع الصحي في مناطق النزاع وانهيار الخدمات الطبية ،وتفاقم أزمة الغذاء ووصول ملايين الأشخاص إلى مستويات حرجة من الجوع ،ونزوح داخلي واسع يُعدّ الأكبر في إفريقيا خلال العقد الأخير.
وتتزايد التقارير الحقوقية حول عمليات قتل وتشريد وحصار واستهداف للمدنيين، خصوصًا في دارفور.
وبحسب المبعوث الأمريكي، فإن استمرار القتال دون تدخل عاجل قد يقود السودان إلى مزيد من التفكك والفوضى، مؤكدًا أن أي تسوية إنسانية هي "خطوة أولى ضرورية" قبل الحديث عن أي مسار سياسي لاحق.
كما شدد على أن واشنطن ترى أن الحل الإنساني العاجل هو السبيل الوحيد لإنقاذ ما تبقّى من مؤسسات الدولة ومنع امتداد النزاع إلى بلدان الجوار.
مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وثّق ما وصفه بـ "فظائع جسيمة"، ارتكبتها قوات الدعم السريع، منها إعدامات خارج الإجراءات القانونية وعمليات ترهيب في مدن مثل الفاشر (شمال دارفور) و بارا (شمال كردفان).
جرائم الدعم السريع
وبحسب محقّقي الأمم المتحدة، هناك أدلة على عمليات قتل وتعذيب وتهجير قسري واضطهاد على أسس عرقية بحق مدنيين ،وأفاد تقرير الأممي بمفوضية حقوق الإنسان أن قوات الدعم السريع أسّست نحو 39 مركزًا للاحتجاز في ولاية الخرطوم، واحتُجز فيها حوالي 10 آلاف شخص ما بين أبريل 2023 ويونيو 2024.
و في الفاشر بدارفور، تقول الحكومة السودانية ومنظمات حقوقية إن الدعم السريع ارتكب مجازر ممنهجة بعد استعادة المدينة، مستهدفة جماعات عرقية مثل الزغاوة، الفور، البرتي، وغيرها، وتطالب عدد من الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية، بمحاسبة قادة الدعم السريع على جرائمهم، في ظل شكوك أن بعض هذه الأفعال ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب.
وتفيد تقارير من النيابة العامة السودانية، بوجود بلاغات عن قرابة 500 شخص مفقود، و20 حالة اعتداء جنسي تم التبليغ عنها بحق قوات الدعم السريع.