البدايات.. نشأة ضابط استثنائي
وُلد الشهيد المقدم محمد مبروك عام 1974، ونشأ في بيئة غرست فيه قيم الانضباط والالتزام. التحق بكلية الشرطة وتخرج عام 1995، ليبدأ مساره المهني في جهاز أمن الدولة عام 1997، حيث أثبت منذ خطواته الأولى امتلاكه قدرات تحليلية ومهارات ميدانية جعلته أحد العناصر المتميزة في الجهاز.
لم يكن مبروك مجرد ضابط يؤدي مهامه اليومية، بل كان نموذجًا في الإخلاص، يعمل بصمت ويجتهد في جمع الحقائق، مدركًا أن معركته ليست مع أفراد، بل مع تنظيم يسعى لهدم الدولة وتقويض مؤسساتها.
قضية التخابر.. شهادة كلّفت حياته
برز اسم المقدم محمد مبروك بقوة عندما قدّم شهادته في القضية الشهيرة المعروفة بـ قضية التخابر، حيث كان الشاهد الرئيسي الذي امتلك الوثائق والأدلة التي كشفت تورط قيادات الجماعة الإرهابية في التنسيق مع جهات خارجية للإضرار بأمن البلاد. هذه الشهادة جعلته هدفًا مباشرًا للجماعة، التي رأت في صوته خطرًا على مخططاتها.
كشف مخططات الهروب من السجون
كما أشرف مبروك على التحريات المتعلقة بقضية هروب محمد مرسي وآخرين من سجن وادي النطرون، وهي القضية التي مثّلت فصلًا مهمًا من فصول الفوضى المنظمة التي سعت الجماعة لإشعالها خلال تلك الفترة. وواصل جهوده في كشف تفاصيل أحداث مكتب الإرشاد بالمقطم، وغيرها من الملفات التي كانت تمثل صميم المخطط الإرهابي.
بعد 30 يونيو.. مواجهة التنظيم على الأرض
مع اندلاع ثورة 30 يونيو، كان مبروك في الصفوف الأمامية لعمليات القبض على القيادات التنظيمية للجماعة، بدءًا من خيرت الشاطر وصولًا إلى محمد بديع. لم يتراجع أو يتخاذل، رغم علمه بأن كل خطوة يخطوها تضعه في مرمى نيران جماعة لا تعرف سوى لغة الانتقام.
النهاية التي صنعت بدايات جديدة
في مثل هذا اليوم، اغتالت يد الإرهاب الشهيد البطل أمام منزله، معتقدة أنها ستُسكت صوت الحقيقة. لكن سيرة محمد مبروك بقيت حيّة، تُروى وتُدرّس وتُجسد معنى الوفاء للوطن. لم يمت مبروك حين رحل، فالبطل الذي يحمل الوطن في قلبه لا يغيب، بل يظل حاضرًا في ذاكرة المصريين جيلاً بعد جيل.