الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025 10:59 ص
الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج
منال القاضي

عقد الجامع الأزهر ، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان: "الصداق رؤية فقهية" بحضور أ.د إسماعيل محمد الشنديدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وأ.د محمد صلاح حلمي سعد، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وأدار الملتقى الأستاذ سمير شهاب المذيع بالتلفزيون المصري.
 
في مستهل الملتقى، أوضح الدكتور محمد صلاح، أن الأصل في الصداق أنه هدية وتكريم خالص للمرأة، يعطيه الرجل بـطيب نفس وسماحة كدليل عملي على بداية تحمل المسؤولية قال تعالى: " وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً"، ولا لا ينبغي أن الصداق أن يكون باباً للخلاف أو مزايدة بين الأسر، فجوهر الحكمة التشريعية منه هو التكريم ورفع القيمة المعنوية للمرأة وليس المغالاة المادية المرهقة، وفي المقابل، فإن من جميل الخلق وكمال الشراكة أن تتنازل الزوجة عن جزء منه لزوجها بـطيب خاطر وعون، خاصة إذا كان ذلك لغرض المساعدة والتخفيف عنه في بداية حياتهما، وهو ما يرسخ المودة ويؤكد أن القيمة الحقيقية للزواج تكمن في السكن والمعاشرة الحسنة، لا في مقدار الصداق.
 
وأكد فضيلته على خطورة المبالغة في متطلبات الزواج التي يفرضها أولياء الأمور اليوم، مستدلاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في تيسير الصداق؛ حيث لم يزد صداقه في أغلب زيجاته على ما يعادل تقريباً 500 جرام، بل وغضب عندما زاد أحد أصحابه عن هذا المقدار، وقال كلمته المعروفة: "كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل"، مشدداً بذلك على نبذ التكلف والتعقيد، ويشهد على هذا التيسير تزويج النبي لسيدنا علي رضي الله عنه بدرعه الحطمية فقط، لعدم امتلاكه شيئاً آخر يقدمه، والعلة هنا أن يقدم الرجل شيئاً له قيمة تعبر عن صدقه ورغبته في بناء الأسرة، لا قيمته المادية المطلقة، لأن الصداق رمز الأكرم، لذا، ينبغي علينا أن نؤسس بيوتنا على قيم الود، والحب، والرحمة المتبادلة، داعيا أولياء الأمور بضرورة العمل على تيسير أمور الزواج وعدم المغالاة في المتطلبات، وذلك صوناً لعفة الشباب وحماية لهم، وتسهيلاً عليهم لبناء مجتمع سليم، مقتدي بقوله صلى الله عليه وسلم: "أقلهن مهراً أكثرهن بركة"، كما حذر من خطورة مقارنة ما يأتي به شاب بآخر، أو ما تحصل عليه فتاة دون أخرى، لأن هذه المقارنات هي الوقود الذي يشعل نيران التكلف ويعسر الحلال.
 
من جانبه أكد فضيلة الدكتور إسماعيل محمد الشنديدي أن الضمانة الحقيقية لاستمرار الزواج ونجاحه تكمن في حسن النية وصفاء القصد بين الزوجين، وفي قياس كل طرف للآخر على أساس الأخلاق الفاضلة والدين القويم، وليس على ما قدمه من مهر أو ما يملكه من مال، ويجب أن يفهم شبابنا أن المهر هو في جوهره نوع من التكريم والتقدير للمرأة، وليس أبداً باباً للمفاخرة أو المباهاة بين العائلات، لذلك المهر يعد واجباً على التراخي في السداد، وهو من باب التخفيف والتيسير على الزوج، ويمكن للزوجة أن تبرئ ذمة زوجها منه كلياً بـطيب نفس، وفي كل الأحوال، يجب ألا يكون المهر عائقاً أمام إقامة البيت المسلم على دعائم المودة والرحمة.
 
 
يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد أ سبوع من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة
4c5c9d47-b25e-429a-95d9-30416b801406
 
8b42faf5-fa33-4acb-8cb5-b5bfc50e6e47
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق