بالأرقام..كيف تسفيد مصر من مشروع الضبعة النووى؟
الأربعاء، 19 نوفمبر 2025 02:09 م
محطة الضبعة النووية
هبة جعفر
يعد مشروع محطة الضبعة النووي هو أحد أهم ثمار التعاون بين مصر وروسيا في العقد الأخير، فإن العلاقات الثنائية تحمل تاريخاً من المشروعات الاقتصادية المهمة، وتشهد العلاقات المصرية الروسية اليوم فصلا جديدا من التعاون الاقتصادي بعدما شهد الرئيسين السيسي وبوتين مراسم وضع هيكل الاحتواء للوحدة الأولى بمفاعل محطة الضبعة النووية، في خطوة مهمة ضمن مراحل إنشاء المحطة التي تهدف لتوليد الطاقة الكهربائية بطريقة آمنة ومستدامة.
أوضح بوتين خلال مراسم وضع هيكل الاحتواء للوحدة الأولى بمفاعل محطة الضبعة النووية، أن محطة الضبعة النووية تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة في مصر، بما يساهم في دعم التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
جاءت البداية خلال عام 2017 بدأت الدولة فى تصميم مشروع محطة الضبعة النووية جاءت المرحلة الأولى وهي المرحلة التحضيرية للمشروع، وتُغطى الأنشطة التي تعمل على تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية، واستمرت هذه المرحلة من عام إلى أربعة أعوام، والثانية تبدأ بعد الحصول على إذن الإنشاء، ويتم في هذه المرحلة تجهيز البنية التحتية للمحطة وتدريب العاملين والبدء في اختبارات ما قبل التشغيل، وتستمر هذه المرحلة لمدة 5 سنوات ونصف السنة، وتختص المرحلة الأخيرة باختبارات ما قبل التشغيل التي تصل مدتها إلى 11 شهرًا، وبدء التشغيل الفعلي، وتستمر هذه المرحلة حتى إصدار ترخيص التشغيل.
وتبلغ الطاقة الحرارية في المحطة 3200 ميجاوات، بينما تبلغ الطاقة الكهربائية 1194 ميجاوات، وأوضح الرئيس الروسي" فلاديمير بوتين" أن المحطة تنتج سنويًا 4800 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، أي نحو 10% من الاستهلاك المحلي، وهو ما يوضح القدرة الإنتاجية المُتعاظمة لمحطة الضبعة النووية.
تتكون محطة الضبعة النووية من 4 وحدات من مفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي (VVER-1200)، بقدرة إنتاجية 1200 ميجاوات لكل وحدة، كما يبلغ العمر التصميمي للمحطة أكثر من 60 عامًا، وصُمِمَت محطة الضبعة النووية من مجموعة من المباني الأساسية، هي مبنى التوربينات، مبنى التحكم، مبنى الملحقات، غرفة البخار، مبنى المفاعل، مبنى الأمان. الجدير بالذكر هنا أن المحطة صُممت وفقًا لمعايير الأمان العالمية، حيث تم اختيار نوع المفاعل والتكنولوجيا المستخدمة في بناء المحطة النووية وفقًا لعنصري الأمان والموثوقية، حيث جاءت التكنولوجيا المُستخدمة من نوعية الجيل الثالث التي تتوافق مع المتطلبات التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما يؤكد ذلك اختيار المشروع من قبل الوكالة ضمن أفضل 3 مشروعات نووية من حيث البدء والانطلاق على مستوى العالم.
وعن الععائد الاقتصادي من المحطة فانها ستساهم فى تحقيق أمن الطاقة فالمتوقع أن تبلغ الطاقة الإجمالية للمحطة عند التشغيل 4800 ميجا وات، ما يعني إنتاج سنويا 35 مليار كيلو وات في الساعة، وتوفير 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، كان يمكن استخدامها في محطات توليد الكهرباء المعتمدة على الوقود الأحفوري.
إحدى أهم مميزات المحطة النووية، هي الفوائد البيئية نظرا لتصنيف الطاقة النووية كطاقة نظيفة لا تسبب أية انبعاثات كربوية، ودعم الشبكة القومية للكهرباء، فإن المحطة توفر طاقة مستدامة ونظيفة، وتتيح للدولة استخدام كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في الصناعات البتروكيماوية بدلا من استخدامها في محطات الكهرباء الأخرى.
ستساهم المحطة فى تقليل نسبة البطالة إذ صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فى وقت سابق، بأن هناك 16 ألف عامل يعملون في المحطة، أغلبهم من المصريين، وهو الأمر الذي سيعمل على زيادة معدلات التشغيل داخل الدولة المصرية، مما سيُخفض معدلات البطالة ونسب الإعالة في الدولة بشكل كبير، وستساعد فى التعليم والتدريب في هذه المجالات سيساعد على تطوير مهارات جديدة للمهندسين والعلماء المصريين، ويعزز من تنافسية مصر على المستوى الدولي في قطاعات الطاقة المتقدمة