الفاشر تحت النار.. الأمم المتحدة تصف ما يحدث بـ«وصمة عار» والصليب الأحمر يحذر: الوضع مأساوي ويهدد المدنيين كل ساعة

الخميس، 20 نوفمبر 2025 11:08 ص
الفاشر تحت النار.. الأمم المتحدة تصف ما يحدث بـ«وصمة عار» والصليب الأحمر يحذر: الوضع مأساوي ويهدد المدنيين كل ساعة

تعيش مدينة الفاشر واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ السودان، بعدما تصاعدت الهجمات والحصار وعمليات القتل خلال الأشهر الأخيرة، لتبلغ حدّ المجازر الجماعية وتدمير المرافق الطبية والبنية التحتية، وصولًا إلى قتل العاملين الإنسانيين لمنعهم من مساعدة المدنيين.
 
وأكدت تقارير دولية أن ما يجري في المدينة تجاوز حدود الأزمة، ليصل إلى مستوى الفظائع والانتهاكات الممنهجة. وقال باتريك يوسف، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في أفريقيا، إن اللجنة كانت تحذر منذ أشهر من خطورة الأوضاع المتفاقمة في الفاشر، مشددًا على أن الوضع أصبح «مأساويًا للغاية».
 
وأوضح يوسف أن كل يوم يمر دون وصول المساعدات الإنسانية يُعد «يومًا ضائعًا» بالنسبة للمدنيين المحاصرين، مؤكدًا أن الأمر لا يتعلق فقط بإيصال الدعم، بل بفهم حقيقة ما يعانيه السكان على الأرض والاستماع إلى شهاداتهم المباشرة.
 
وكشف المسؤول الدولي أن الهلال الأحمر السوداني فقد 27 من متطوعيه منذ بداية النزاع، أثناء محاولتهم الوصول للضحايا وتقديم المساعدة، ووصف عملهم بأنه «شجاع واستثنائي»، مطالبًا بتغيير طريقة التعامل مع الأزمة عبر نهج يشمل كامل السودان، وليس الفاشر وحدها.
 
وفي السياق نفسه، أصدر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بيانًا شديد اللهجة أعرب فيه عن صدمته من الجرائم المرتكبة في الفاشر، مؤكدًا أنها كانت «متوقعة وكان بالإمكان منعها لو تحرك العالم في الوقت المناسب».
 
وقال تورك إن التقارير تشير إلى قتل جماعي للمدنيين، وإعدامات ذات طابع قبلي، وعمليات خطف مقابل فدية، واعتقالات تعسفية واسعة، إلى جانب الهجمات على المنشآت الطبية والطواقم العاملة في القطاع الصحي والإنساني.
 
ووصف المفوض الأممي ما يجري بأنه «أخطر الجرائم» و«وصمة عار مسجلة في تاريخ المجتمع الدولي»، مؤكدًا أن نمط هذه الانتهاكات تكرر مرارًا عبر مراحل الصراع في السودان.
 
وشدد تورك على ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته، عبر ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في الفاشر، والتحرك لوقف الجرائم التي تُستخدم — على حد قوله — «لإخضاع شعب بأكمله والسيطرة عليه بالقوة».
 
وتستمر التقارير الدولية في التحذير من أن الفاشر تقف على حافة كارثة إنسانية كبرى ما لم يتم التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق