خبير دولى: زيارة رئيس كوريا الجنوبية لمصر ذات دلالات مهمة

في مداخلة هاتفية مع برنامج "اليوم" على قناة dmc، وصف الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، زيارة رئيس كوريا الجنوبية لمصر بأنها "تكتسب أهمية كبيرة من حيث الدلالات والمخرجات والتوقيت"، مؤكداً أنها تمثل طفرة كبيرة في مسار العلاقات الثنائية وتعكس نجاح سياسة مصر الخارجية القائمة على تنويع الشراكات.

 

وأوضح الدكتور أحمد أن الزيارة تأتي تتويجاً لمرحلة جديدة من العلاقات المزدهرة التي أسست لها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سول عام 2016، والتي تم خلالها رفع مستوى العلاقات إلى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة".

مساران رئيسيان للتعاون

 

وقسّم خبير العلاقات الدولية أهمية الزيارة إلى مسارين رئيسيين:

 

المسار الثنائي وتطوير العلاقات الاقتصادية:

 

أشار الدكتور أحمد إلى أن مخرجات القمة تدفع بالعلاقات الاقتصادية إلى الأمام، مستشهداً بحجم التبادل التجاري الذي يتجاوز 3 مليارات دولار، والاستثمارات الكورية الضخمة في مصر التي تتجاوز 6 مليارات دولار عبر 135 شركة. وأكد أن مصر تمثل بوابة لكوريا الجنوبية نحو أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة مع البيئة الاستثمارية الواعدة التي توفرها المشروعات القومية العملاقة مثل محور تنمية قناة السويس.

 

وأضاف أن التعاون يمتد ليشمل توطين التكنولوجيا وتبادل الخبرات في مجالات حيوية كالصناعة، الإلكترونيات، السيارات، الطاقة النظيفة (الهيدروجين الأخضر)، والنقل واللوجستيات.

 

المسار السياسي والقضايا الإقليمية:

 

شدد الدكتور أحمد على أهمية توقيت الزيارة في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية، سواء في الشرق الأوسط أو الأزمة الروسية الأوكرانية أو التوترات في آسيا. وأكد أن هناك تطابقاً في سياسات البلدين الخارجية القائمة على احترام القانون الدولي، سيادة الدول، عدم التدخل في شؤون الآخرين، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية.

 

وفي هذا السياق، نوه بموقف كوريا الجنوبية الداعم للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وتصويتها لصالح القرارات الداعمة لحل الدولتين ووقف العدوان الإسرائيلي، وهو ما يدعم الجهود المصرية الرامية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

واختتم الدكتور أحمد مداخلته بالتأكيد على أن الزيارة تمثل تشابكاً بين اقتصادين مهمين، وتجسد سياسة "الحياد الإيجابي" والانفتاح التي تنتهجها مصر لتعظيم مصالحها الوطنية وتعزيز دورها كقوة استقرار إقليمية.