عبد الحليم قنديل: مقترح تجنيس سكان غزة "بالونة اختبار" لإخفاء الهدف الحقيقى

الخميس، 20 نوفمبر 2025 09:52 م
عبد الحليم قنديل: مقترح تجنيس سكان غزة "بالونة اختبار" لإخفاء الهدف الحقيقى

في حلقة خاصة من برنامج «إسرائيل من الداخل» على قناة إكسترا نيوز، قدم الكاتب الصحفي الدكتور عبد الحليم قنديل تحليلاً معمقًا للمقترح الذي أثاره الإعلام الإسرائيلي مؤخرًا بشأن منح الجنسية الإسرائيلية لقسم من سكان قطاع غزة، معتبراً إياه بالونة اختبار لا تخفي وراءها نوايا حقيقية بقدر ما تهدف إلى إخفاء الهدف الأساسي المتمثل في التهجير.
 
وردًا على تساؤل حول ما إذا كان هذا المقترح جديًا، أوضح الدكتور قنديل، أن دولة الاحتلال لديها خطط متعددة لمستقبل قطاع غزة، محورها الرئيسي هو تهجير أو ترحيل السكان، ووصف فكرة التجنيس بأنها أخف الخطط وزناً وأقلها جدية، معتبراً إياها مجرد لعبة لتمرير الوقت وجس النبض.
 
الخوف من القنبلة الديموغرافية
وأرجع قنديل طرح مثل هذه الأفكار إلى الخوف الغريزي الذي يسيطر على العقل الصهيوني من التكاثر الفلسطيني، موضحا أن المشروع الصهيوني قائم على فكرة دولة يهودية نقية، وهو ما يتعارض مع الواقع الديموغرافي على الأرض، وقال: عدد الفلسطينيين على أرض فلسطين التاريخية، من النهر إلى البحر، زاد بالفعل عن عدد اليهود منذ ثلاث سنوات. وفي غضون 20 عاماً، قد تصل نسبتهم إلى الثلثين.
 
وأضاف قنديل أن هذا الواقع الديموغرافي يضع إسرائيل أمام خيارين أحلاهما مر: إما "حل الدولة الواحدة" الذي يرفضونه لأنه يعني نهاية "الدولة اليهودية"، أو الاستمرار في سياسة "الإفناء والتهجير" التي يمارسونها حالياً.
 
أرشيف في "هارفارد" خشية الزوال
وأشار الدكتور قنديل إلى أن القلق الوجودي أصبح سمة أساسية في الداخل الإسرائيلي، مستشهداً بـ"لعنة الـ 80 عاماً"، وهي فكرة متداولة في إسرائيل تشير إلى عدم استمرار أي دولة يهودية في التاريخ لأكثر من 80 عاماً. وقال: "هذا القلق وصل إلى درجة أن جامعة هارفارد أنشأت أرشيفاً خاصاً لدولة إسرائيل خشية زوالها في المستقبل".
 
كما لفت إلى أن المشروع الصهيوني يعاني من أزمة بنيوية في جلب المهاجرين اليهود، حيث استنفد "مخازن اليهود في العالم"، في حين تتزايد ظاهرة "الهجرة العكسية" لليهود من إسرائيل إلى الخارج، والتي قدرها المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي بـ 500 ألف شخص.
 
طرح عنصري.. ومصير العملاء
وفي سياق متصل، استنكر قنديل القانون الذي يناقشه الكنيست حالياً لإعدام الأسرى الفلسطينيين، والذي ينص على إعدام من يقتل "يهودياً" فقط، متسائلاً: "ماذا لو كان القتيل درزياً أو عربياً يخدم في جيش الاحتلال؟ هذا يؤكد الطبيعة العنصرية للدولة".
 
واعتبر أن فكرة منح الجنسية لبعض الفلسطينيين قد تكون محاولة لتجنيد عملاء جدد، مذكراً بمصير العملاء السابقين مثل جيش لبنان الجنوبي، الذي "ذهب حيث ذهب الاحتلال".
 
وفي الختام، أكد الدكتور قنديل أن كل هذه المقترحات، بما فيها التجنيس، لا تعدو كونها "مناورات" و"بالونات اختبار" تخفي وراءها الهدف الحقيقي والأخطر، وهو إفراغ الأرض من سكانها الأصليين.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق