وأكد وزير الأوقاف أن دار الإفتاء المصرية لم تكن يومًا مؤسسةً عابرة في تاريخ الدولة المصرية، بل كانت -وما تزال- مدرسة رائدة في التجديد، وصرحًا علميًا يزاوج بين قوة الدليل ونبل المقصد وبصيرة قراءة الواقع، حتى غدت نموذجًا عالميًّا يُحتذى به في المواءمة بين ثوابت الشريعة وقضايا العصر، وفي صناعة خطاب ديني رصين يواجه التطرف والإلحاد، ويقدّم للعالم صورة مصر المتفردة في قيادة الفكر الديني وتجديده، وعلى مدار تاريخها كانت الحارس الأمين على الفتوى في مواجهة الغلو والتشدد، وترسيخ وسطية الإسلام وسماحته.
وأشار الوزير إلى أن الدار أسهمت بدور محوري في بناء الوعي الديني الصحيح، وصون الهوية المصرية، من خلال منهج إفتائي مؤسسي منضبط، يراعي اختلاف البيئات والسياقات، ويستوعب تحديات الواقع المحلي والدولي بفقه واسع النظر، وعلم عميق، واتزان يحفظ مقاصد الشريعة وحقوق المجتمع.
كما أعرب الوزير عن اعتزازه العميق بالشراكة العلمية والدعوية الوثيقة بين وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، والتي تمثّل ركيزة أساسية في جهود الدولة لبناء وعي مستنير، وترسيخ السلم المجتمعي، ودعم مسيرة الوطن في مواجهة الفكر المتطرف، مؤكدًا استمرار التعاون في كل ما يخدم مصلحة البلاد ويصون مسارها.
سائلًا الله تعالى لدار الإفتاء وعلمائها مزيدًا من التوفيق والريادة، وأن يظل عطاؤها الممتد منارة للهدى والرشاد، وحصنًا للعقل والدين، ورايتها خفّاقة في العالمين.