497 خرقاً إسرائيلياً لوقف إطلاق النار في غزة منذ سريانه.. وتصاعد التحذيرات من انهيار الاتفاق وسط أزمة إنسانية خانقة

الأحد، 23 نوفمبر 2025 10:29 ص
497 خرقاً إسرائيلياً لوقف إطلاق النار في غزة منذ سريانه.. وتصاعد التحذيرات من انهيار الاتفاق وسط أزمة إنسانية خانقة
هانم التمساح

 
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن القوات الإسرائيلية تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم برعاية دولية، مؤكداً تسجيل 497 خرقاً موثّقاً منذ بدء تنفيذ الاتفاق. وجاء في بيان المكتب، والذي نقلته قناة القاهرة الإخبارية، أن الانتهاكات الإسرائيلية تنوعت بين قصف مدفعي وجوي محدود، وعمليات توغل برية، واقتحامات، واستهداف مباشر لمناطق سكنية، إلى جانب اعتقالات وعمليات إطلاق نار متفرقة.
 
وبيّن المكتب أن 27 خرقاً وقعت اليوم السبت فقط، أدّت إلى استشهاد 24 فلسطينياً وإصابة 87 آخرين، في وقت يرى فيه مسؤولون محليون أن وتيرة الخروقات في تصاعد رغم الضغط الدولي للحفاظ على استقرار الوضع الميداني.
 
حصيلة بشرية ثقيلة منذ بدء وقف النار
 
وبحسب البيان، فقد ارتفعت حصيلة الضحايا الناتجة عن الخروقات منذ بدء الاتفاق إلى 342 شهيداً، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى 875 إصابة متفاوتة الخطورة، في ظل استمرار النقص الحاد في الإمكانات الطبية وتعطل عدد كبير من المستشفيات عن العمل. كما أشار المكتب إلى اعتقال 35 فلسطينياً خلال عمليات توغل واقتحام وُصفت بأنها تعسفية ومخالفة للقانون الدولي.
 
 
يأتي الإعلان عن هذه الخروقات في ظل واقع ميداني شديد التعقيد يعيشه قطاع غزة منذ أشهر من التصعيد العسكري. وعلى الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بوساطة دولية وإقليمية، فإن المناطق الحدودية وعدداً من الأحياء السكنية داخل القطاع ما تزال تشهد اشتباكات محدودة أو استهدافات متقطعة، ما يهدد بتقويض الاتفاق .
 
ويُنظر إلى وقف إطلاق النار على أنه خطوة اضطرارية جاءت بعد ضغوط دولية واسعة بسبب التدهور الإنساني غير المسبوق في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، مع استمرار تقييد حركة المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية.
 
أبعاد قانونية وإنسانية
 
ويعتبر المكتب الإعلامي الحكومي أن الخروقات الإسرائيلية تمثل "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني"، ولا سيما بنود اتفاقيات جنيف والبروتوكول الإنساني الملحق بوقف إطلاق النار ،وأشار إلى أن استهداف المدنيين والبنى السكنية يُعد مخالفاً لأحكام حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، مؤكداً أن "الانتهاكات لا تعكس فقط خرقاً فنياً للاتفاق، بل هي تعمّق الأزمة الإنسانية وتعرّض حياة ملايين السكان لمزيد من المخاطر".
 
مخاوف من انهيار الاتفاق
 
وتحذر جهات فلسطينية ودولية من أن استمرار الخروقات قد يقود إلى انهيار كامل لاتفاق وقف النار، ما يعني عودة واسعة للتصعيد العسكري في وقت يعاني فيه القطاع من هشاشة غير مسبوقة على المستويات الصحية والغذائية والأمنية. كما تؤكد جهات فلسطينية أن الالتزام الصارم بوقف النار هو شرط أساسي لبدء أي مسار سياسي أو تفاوضي مستقبلي، وللسماح بعمليات إعادة الإعمار وعودة الخدمات الأساسية.
 
دعوات لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات
 
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها فوراً، داعياً إلى إرسال لجان دولية مستقلة للتحقيق في الخروقات وتوثيق الانتهاكات بحق المدنيين. ويؤكد أن محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم تمثل خطوة ضرورية لضمان عدم تكرارها ولحماية الاتفاق.
 وثمنت  حركة المقاومة الإسلامية حماس  جهود الإخوة الوسطاء وجميع الدول والمنظمات الدولية والإنسانية وأحرار العالم الذين وقفوا موقفًا أخلاقيًا وإنسانيًا شجاعًا برفض الإبادة الجماعية التي نفّذها الاحتلال   في غزة، ونثمن جهود الوسطاء الذين ساهموا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار،داعيتا  الوسطاء والضامنين والدول والمنظمات الدولية إلى مواصلة العمل للضغط على الاحتلال وإلزامه بوقف تجاوزاته وخروقاته المتكرّرة التي تهدف إلى نسف الاتفاق وتقويض الجهود الرامية إلى تثبيته واستدامته، والتي كانت على النحو التالي:
 
التزام  قوى المقاومة  الكامل والدقيق بالاتفاق
 
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في شرم الشيخ، التزمت قوى المقاومة التزامًا كاملاً ودقيقًا وبحسن نية بتنفيذ الاتفاق، حيث قامت بتسليم جنود الاحتلال الأسرى العشرين الأحياء خلال 72 ساعة من بدء التنفيذ، كما واصلت عمليات البحث الدقيقة رغم كل التعقيدات عن جثامين الأسرى الإسرائيليين بالتنسيق اليومي مع الوسطاء والصليب الأحمر الدولي، ورغم الظروف الميدانية بالغة الصعوبة التي أحدثتها الحرب وتغييرها الكامل لمعالم القطاع ودمار بنيته التحتية، وسيطرة الاحتلال على 60% من مساحة القطاع، والعمل وسط مئات الأطنان من المتفجرات التي صبّها الاحتلال على غزة ولم تنفجر، وعدم توفر آليات ومعدات الحفر ورفع الركام الكافية التي ما زال الاحتلال يعيق دخولها، واستشهاد عدد كبير من المقاومين الذين كانوا يحرسون أسرى الاحتلال، وتبخّر جثث المئات من المقاومين والمدنيين الفلسطينيين، واحتمال ذلك لبعض أسرى الاحتلال، وتمكّنت حماس  من الوصول إلى (24 جثة من أصل 28)، وقامت عبر الوسطاء والصليب الأحمر بتسليم إحداثيات لأماكن جثث أخرى في مناطق تحت سيطرة الاحتلال، فيما تواصل الحركة جهودها المكثفة للعثور على بقية الجثث. ولم تترك الحركة ذريعة حاول الاحتلال اختلاقها إلا عملت على سدها، مؤكدة بالأفعال والوقائع الميدانية التزامها الكامل بنص الاتفاق وروحه.
 
ونؤكد  حركات المقاومة  الفلسطينية  التزامها الكامل بالاتفاق الموقع في شرم الشيخ، وبمسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية تجاه شعبها، وتحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار خروقاته وانتهاكاته الجسيمة. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق