الإخوان والإرهاب.. هل تنهي أمريكا سنوات التردد؟

الأحد، 23 نوفمبر 2025 07:47 م
الإخوان والإرهاب.. هل تنهي أمريكا سنوات التردد؟
أحمد سامي يكتب:

بعد سنوات من التردد السياسي والإداري، يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أعتاب خطوة تاريخية، وهي تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، القرار المرتقب ليس مجرد إجراء إداري أو رمزي، بل يعكس تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه تنظيمات وجماعات لطالما شكلت تهديدًا أمنيًا وسياسيًا في المنطقة العربية والعالم.
 
على مدى عقود، ترددت الإدارة الأمريكية في اتخاذ هذا القرار بشكل رسمي، بالرغم من إدراجها فروع الإخوان ومنظمات مرتبطة بهم ضمن قوائم الإرهاب، مثل مؤسسة الأرض المقدسة وحماس وحسم ولواء الثورة، لكن تصنيف الجماعة نفسها كان غائبًا عن المعادلة، ما أعطى الإخوان هامشًا واسعًا لمواصلة أنشطتهم في الخارج، تحت مظلة سياسية مضبوطة.
 
الجهود التشريعية المتكررة داخل الكونجرس الأمريكي، وعلى رأسها مبادرات السيناتور تيد كروز وعضو الكونجرس ماريو دياز بالارت، أثبتت وجود إرادة أمريكية واضحة للضغط على الإخوان، لكنها اصطدمت بعقبات بيروقراطية وسياسية على مدى السنوات الماضية، قرار ترامب المرتقب يأتي اليوم ليغلق هذا الملف الطويل، ويضع الجماعة تحت تصنيف يوازي أهم تنظيمات الإرهاب في العالم.
 
الأهمية الاستراتيجية لهذا القرار تتجاوز الحدود الأمريكية، لتصل إلى المنطقة العربية بالكامل، فتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية سيؤثر على سياسات التمويل والدعم الدولي لهم، ويحد من قدراتهم على التدخل في شؤون دول الشرق الأوسط، بما فيها مصر ودول الخليج، كما سيشكل رسالة واضحة لكل التنظيمات المماثلة في المنطقة بأن الإرادة الدولية متجهة لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله، مهما كانت التبريرات السياسية أو الدينية.
 
في النهاية، هذه الخطوة الأمريكية ليست فقط ملفًا أمنيًا، بل إشارة قوية للشرق الأوسط بأن محاربة التطرف والإرهاب يجب أن تكون شاملة، وأن الوقت قد حان للحد من تأثير الجماعات التي أساءت لسمعة الإسلام والمسلمين عبر سياسات عنف وتطرف، تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية هو تأكيد على أن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام التنظيمات التي تهدد الاستقرار والأمن العالمي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة