معارك عنيفة في بابنوسة.. الجيش السوداني يتصدى لهجوم قوات الدعم السريع ويستعيد السيطرة على الفرقة 22
الإثنين، 24 نوفمبر 2025 12:57 م
هانم التمساح
تحتدم المعارك في مدينة بابنوسة، بولاية غرب كردفان السودانية، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد هجمات شنتها الأخيرة، على محيط الفرقة 22 التابعة للجيش.
وأسفرت المواجهات عن تراجع القوات المهاجمة بعد تصدي الجيش السوداني للهجوم، وشن غارات جوية مكثفة باستخدام طيرانه المقاتل.
وفي ولاية شمال كردفان، تواصل القوات السودانية عمليات خاطفة منذ أسبوعين، وتركزت على المناطق الغربية لمدينة الأبيض، عاصمة الولاية، بهدف تعزيز السيطرة على الطرق الحيوية وتأمين المناطق الشرقية والشمالية الغربية للإقليم.
وتمكنت القوات المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش من تدمير أكثر من 20 مركبة عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع، مع استمرار عمليات التمشيط وتحقيق تقدم مستمر في كافة المحاور.
وتسعى العمليات العسكرية السودانية إلى تأمين المنطقة الشرقية لإقليم كردفان وضمان حماية مدينة الأبيض، التي تمثل قاعدة للعمليات ،وقطع خطوط الإمداد لقوات الدعم السريع ومنع تعزيز مواقعها في الغرب والجنوب، وفتح طرق جديدة تمكن الجيش من التقدم نحو جنوب وغرب كردفان، وتقليل قدرات المهاجمين على شن هجمات مستقبلية.
وتشهد ولايتي غرب وشمال كردفان تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، مع تكثيف الجيش لهجماته في شمال كردفان، بعد دفعه بقوات كبيرة وتنفيذ ضربات في المناطق الشرقية والغربية والشمالية الغربية للولاية، في إطار خطة شاملة لتأمين الإقليم واستعادة السيطرة على المناطق الحيوية.
خلفية الأحداث في بابنوسة وغرب وشمال كردفان
ويسيطر الجيش السوداني (القوة الرسمية للدولة ) على أغلب المدن الكبرى ويهدف إلى تأمين الحدود الداخلية وحماية المدنيين والمرافق الحيوية ،كما تشكل
قوات الدعم السريع (الجنجويد سابقًا) تشكيل عصابي شبه عسكري، أسسه المجلس العسكري الانتقالي، ويعمل أحيانًا بصورة مستقلة عن الجيش، ويخوض مواجهات مسلحة للسيطرة على مناطق استراتيجية، خاصة في ولايات غرب وشمال كردفان.
وتقع مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان وتعد موقعًا حساسًا عسكريًا، خصوصًا أن الفرقة 22 للجيش تتواجد فيها، وهي إحدى القواعد الرئيسية للتحكم في المنطقة ،وهى مركز إداري ولوجستي مهم، وتعتبر قاعدة للجيش السوداني للعمليات العسكرية في شمال الإقليم، كما تعد محور طرق إمداد رئيسي.
ويستمر الصراع بين القوتين على السيطرة على الطرق الحيوية والمناطق الاستراتيجية التي تسمح بتأمين الإمدادات والسيطرة على الإقليم، وسط محاولات الدعم السريع لتوسيع نفوذها في غرب وشمال كردفان، خاصة بعد عمليات الجيش المكثفة في الأسابيع الماضية.
الجيش السوداني بدوره، نفذ ضربات جوية وغارات مكثفة على قوات الدعم السريع في بابنوسة، لإجبارها على التراجع، وقد يؤدى استمرار هذه المعارك إلى نزوح المدنيين من المناطق المتأثرة.
ويعقد تصعيد العنف بين الجيش والدعم السريع الاستقرار السياسي والأمني في الإقليم، ويزيد من حدة الصراع بين المكونات العسكرية المختلفة في السودان، كما نجاح الجيش في تأمين هذه المناطق قد يعزز موقف الحكومة السودانية، في السيطرة على غرب وشمال كردفان، ويقلل من قدرة الدعم السريع على تنفيذ هجمات مفاجئة.