تشويه ممنهج.. كيف تحاول جماعة الإخوان التأثير على المشهد الانتخابي؟
الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 02:30 م
مع اقتراب الساعات الحاسمة في العملية الانتخابية، تتصاعد محاولات جماعة الإخوان الإرهابية لاستغلال الأجواء السياسية في بث رسائل تشكيك واتهامات مضللة تتكرر مع كل استحقاق انتخابي.
ورغم أن تلك الحملات تبدو متجددة في ظاهرها، إلا أنها من الناحية التحليلية ليست سوى امتداد لمنهج ثابت تتبناه الجماعة منذ سقوطها الشعبي والدستوري؛ منهج يهدف إلى ضرب ثقة المواطن في مؤسسات الدولة، وتشويه صورة الانتخابات، ومحاولة خلق فراغ في الشرعية لا وجود له إلا في خيال المنصات المحسوبة عليهم.
يؤكد الدكتور عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن: «أي محاولات للتشكيك في العملية الانتخابية خلال اليومين القادمين تأتي في سياق المعركة الانتخابية التي يسعى بعض المرشحين الضعفاء الذين ليس لديهم أي فرص للفوز، كما أن جماعة الإخوان تقوم بمثل هذا الأمر من أجل الإضرار بالعملية الانتخابية.. الهدف هو إثارة البلبلة وتقليل الثقة في الانتخابات».
وأضاف أن العملية الانتخابية تتم وفق ضوابط الهيئة الوطنية للانتخابات والقوانين المنظمة للاستحقاقات الدستورية، مشددًا على أن أي اعتراض يجب أن يلجأ إلى القنوات القانونية والرسمية وليس عبر بث فيديوهات أو محتوى إعلامي خارج الإطار القانوني.
وأوضح أن وعي المواطنين ومشاركتهم المكثفة في التصويت يمثل الدرع الأساسي ضد أي محاولات للتشكيك أو التشويش، داعيًا الجميع إلى الالتزام بالقواعد القانونية والمشاركة الإيجابية لضمان نجاح الانتخابات.
تصريحات مشابهة جاءت على لسان الدكتور جمال أبو الفتوح، وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، الذي أكد أن الجماعة تسعى لإحداث بلبلة وتشويه الانتخابات بنفس الآليات المتكررة، وقال: «أي محاولات للتشكيك تأتي في سياق المعركة الانتخابية.. وجماعة الإخوان تقوم بمثل هذا الأمر من أجل الإضرار بالعملية الانتخابية».
وأضاف أن الإجراءات القانونية واضحة، وأن المشاركة الشعبية قادرة على إسقاط أي حملة خارج القانون، مؤكدًا أن وعي الناخبين يحمي العملية الانتخابية من أي تشويه.
هذا السلوك العدائي ليس جديدًا على الجماعة، كما يوضح الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب الناصري، الذي أكد أن: «كراهية جماعة الإخوان لأجهزة الدولة ليست أمرًا جديدًا، بل هى نتيجة مباشرة لفشل مخططاتهم ومحاولاتهم المستمرة لإسقاط الدولة المصرية»، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية كانت دائمًا في صدارة المؤسسات المستهدفة لأن الأجهزة الأمنية كشفت جرائم الجماعة وأحبطت مخططاتها مرارًا، وهو ما جعلها في مرمى حملات التشويه.
وأضاف أبو العلا أن الجماعة تعمل ليل نهار على تشويه مؤسسات الدولة من خلال نشر الأكاذيب وبث الشائعات عبر منصاتها المختلفة، مشيرًا إلى أن هذا النهج مستمر رغم فقدان الجماعة لأرضيتها الشعبية.
وشدد على أن الشعب بات أكثر وعيًا وأصبح يدرك حقيقة هذه الحملات التي لا هدف لها سوى إسقاط الدولة وزعزعة استقرارها، مؤكدًا أن الدولة المصرية قوية بمؤسساتها وستظل ركيزة أساسية في الحفاظ على الأمن والاستقرار مهما حاولت الجماعة وأذرعها الإعلامية النيل منها.
وفي السياق الدولي، يكشف اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، بُعدًا آخر في محاولات الجماعة قائلاً: «توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية يمثل ضربة قاصمة للتنظيم وإقرارًا دوليًا صريحًا بأن الإخوان خطر عابر للحدود».
وأضاف أن إدراك الولايات المتحدة لحقيقة التنظيم يعكس نجاحًا للرؤية المصرية التي حذرت منذ سنوات من خطورة الجماعة وأذرعها التي تبث الفوضى وتستغل الدين لتبرير العنف، مشددًا على أن تصنيف الإخوان سيغلق أمامهم مساحات المناورة ويكشف حقيقتهم أمام العالم، مؤكّدًا أن مصر كانت دائمًا في مقدمة الدول التي واجهت التنظيم وقدمت الأدلة التي فضحت دوره في تمويل الإرهاب وإدارة الفوضى في المنطقة، وأن التعاون الأمني الدولي ضرورة لمواجهة التهديدات العابرة للحدود.
ويرى مراقبون، أن جماعة الإخوان تعتمد منذ عقود على استراتيجية خلق الخصومة مع الدولة، حيث تصور المؤسسات الوطنية باعتبارها خصمًا سياسيًا وليس مؤسسات عامة، ويظهر ذلك بوضوح في لحظات الانتخابات حيث تُستغل أي معلومة أو حدث بسيط لخلق رواية مضللة عن عدم نزاهة العملية الانتخابية.
كما أصبحت الجماعة تعتمد بشكل أكبر على الهجمات الرقمية عبر منصات خارجية وحسابات وهمية تستهدف الناخبين بمحتوى مُصمم لإثارة البلبلة وانعدام الثقة، وهو سلوك متكرر منذ عام 2013 لكنه اليوم أقل تأثيرًا بسبب تراجع الحاضنة الشعبية للجماعة.
وتؤكد مجمل التصريحات والتحليلات أن ما تقوم به جماعة الإخوان في اللحظة الانتخابية ليس سوى تكرار لنفس مخطط التشويه الذي تمارسه منذ سنوات، ومع ذلك، باتت أدواتها مكشوفة، ورواياتها مستهلكة، وقدرتها على التأثير تراجعت أمام وعي المواطن ومتانة مؤسسات الدولة.
وبينما تستمر عمليات التصويت وفق الضوابط القانونية، تظل محاولات الإخوان مجرد ضوضاء سياسية هدفها إرباك المشهد دون قدرة حقيقية على تغييره، والرد الحقيقي يكمن في المشاركة الشعبية الفاعلة التي تعكس ثقة المجتمع في مسار الدولة وحماية خيارات المواطنين.