أكرم القصاص: البرلمان الحالي هو الأخطر في تاريخ مصر الحديث والمرحلة الحالية تتطلب تغييراً جذرياً في الأداء السياسي
الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 05:54 م
وصف الكاتب الصحفي أكرم القصاص، الانتخابات البرلمانية المقبلة وبرلمان 2026 بأنه سيكون "الأخطر" في تاريخ مصر الحديث، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب تغييراً جذرياً في الأداء السياسي والتشريعي ليتناسب مع مفهوم "الجمهورية الجديدة".
طبيعة المنافسة الانتخابية
وفي تحليله للمشهد الانتخابي، أوضح القصاص خلال لقاء على قناة دي ام سي، خلال التغطية المفتوحة لانتخابات مجلس النواب، أن المنافسة في نظام "القوائم" تكاد تكون منعدمة نظراً لطبيعة التحالفات الانتخابية ووجود قائمة واحدة غالباً، مما يحولها إلى تحالف انتخابي لا سياسي ينتهي دوره بدخول البرلمان، في المقابل، أشار إلى أن المنافسة الحقيقية والشرسة تكمن في "المقاعد الفردية"، حيث يلعب الحشد والخدمات الجماهيرية وتاريخ النواب دوراً حاسماً في اختيار الناخبين.
تقييم المراحل السابقة
وقسّم القصاص أداء البرلمانات السابقة بناءً على ظروف الدولة، مشيراً إلى أن برلمان (2015-2020) جاء في مرحلة مواجهة الإرهاب وتثبيت أركان الدولة، بينما شهد برلمان (2020-2025) حجماً كبيراً من التشريعات وعمليات البناء.
وعن البرلمان القادم (2026)، شدد القصاص على أنه يجب أن يختلف جذرياً، معللاً ذلك بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه أعلن عن "جمهورية جديدة"، والتي يجب ألا تكون تكراراً للجمهورية القديمة، لا في السياسات ولا في طريقة عمل البرلمان أو الرقابة على الحكومة.
نقد الأداء الحزبي والحكومي
ووجّه القصاص نقداً لاذعاً للأداء الحزبي، قائلاً إن "الأحزاب لا تزال في الحضانة"، وتنتظر من الدولة أن تقوم بدورها أو تدعمها، بدلاً من أن تنزل إلى الشارع وتمارس دورها السياسي، وأضاف أن الحوار الوطني استمر لمدة عامين وخرج بتوصيات جاهزة للتنفيذ، لكن الأحزاب والسياسيين أضاعوا وقتاً طويلاً دون فاعلية حقيقية على الأرض.
كما انتقد القصاص غياب الدور الرقابي الحقيقي في البرلمانات السابقة، مشيراً إلى أن التشريعات كانت تأتي من الحكومة للبرلمان وليس العكس، وأن الحكومة لم تخضع لمحاسبة سياسية حقيقية تتناسب مع التحديات الاقتصادية، داعياً البرلمان المقبل لاستعادة دوره في التشريع والرقابة الفاعلة.
الطبقة الوسطى والإسكان
وفي الشأن الاقتصادي والاجتماعي، طالب القصاص بضرورة الالتفات لمطالب الطبقة الوسطى، منتقداً التركيز المفرط على الإسكان الفاخر (الكومباوندات)، ومشدداً على ضرورة توفير نماذج إسكان اجتماعي ومتوسط تناسب السواد الأعظم من المصريين وبشروط سداد عادلة، معتبراً أن المواطن المصري الذي صبر طويلاً يحتاج أن يرى ثمار الإصلاح الاقتصادي ملموسة في حياته اليومية.
الرئيس والشارع
واختتم القصاص تصريحاته بالتأكيد على أن الرئيس السيسي يُعد الطرف الأكثر استجابة وتواصلاً مع نبض الشارع، وأنه يمتلك "ترموستات" سياسي دقيق، في حين أن النخبة السياسية والحكومة كثيراً ما تكون متأخرة عن رؤية الرئيس وطموحات المواطنين، داعياً الحكومة المقبلة إلى إقامة علاقة سياسية حقيقية مع الأحزاب والبرلمان، وليس مجرد علاقات شكلية.