ما الذى يجنيه مرشح البرلمان من الفوز بعضوية المجلس؟
الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 09:29 م
هناك بعض الأسئلة المتكررة، التى تتجدد كل دورة انتخابية، منها: ماذا يكسب المرشّح فعليًا من الفوز بمقعد داخل مجلس النواب؟ ولماذا يخوض البعض معارك انتخابية شرسة، قد تمتد إلى دائرة من الخصومات العائلية والسياسية؟ وهل يستحق المقعد البرلمانى كل هذا القدر من الجهد والإنفاق؟.
فى الواقع، تحمل عضوية مجلس النواب فى مصر مجموعة من المزايا، تجعلها موضع تنافس شديد، لكن قيمة المنصب تختلف بين من ينظر إليه كـ«خدمة عامة»، وبين من يراه «استثمارًا سياسيًا واجتماعيًا».
مكانة الاجتماعية..
المكانة الاجتماعية والنفوذ الواسع، تأتى فى مقدمة المكاسب التى يجنيها مرشّح البرلمان، عند فوزه بعضوية المجلس.
فبمجرد فوز المرشح بعضوية المجلس، يحصل على مكانة اعتبارية كبيرة داخل دائرته وفى المجتمع، تجعله على اتصال مباشر بالمسئولين التنفيذيين، وهو ما يمنحه قدرة على التأثير وحل المشكلات بدرجة أكبر من المواطن العادى.
حصانة برلمانية..
كما يمنحه الفوز بالعضوية، حصانة وحماية قانونية أثناء أداء مهامه، ما يضيف وزنًا سياسيًا وشعورًا بالاستقلال، وإن كان استخدامها مضبوطًا بقواعد دستورية.
مزايا مالية..
مقارنة برواتب رجال الأعمال، ومن يعمل بالمناصب التنفيذية الكبيرة، فإن راتب عضو مجلس النواب ليس ضخما، لكنه يحصل على مكافأة شهرية وبدلات حضور جلسات ولجان وغيرها.
دور تشريعى..
بالإضافة إلى المزايا السابقة، يكون للعضو دور سياسى مؤثر، حيث يمتلك النائب سلطة حقيقية فى سنّ القوانين، ومناقشة التشريعات. والرقابة على الحكومة، وطرح الاستجوابات. ومناقشة الموازنة العامة، وخطط التنمية.
شبكة علاقات..
كما يعد المقعد البرلمانى بوابة لنسج علاقات مع رجال أعمال ومسئولين ومؤسسات وهيئات، وهو ما يفتح مجالات سياسية أو اقتصادية مستقبلية لعضو البرلمان.
كل هذه المزايا التى يحصل عليها مرشح البرلمان بمجرد فوزه بالمقعد، تمنحه نفوذًا كبيرا داخل دائرته.
والسؤال الأهم، والذى يفرض نفسه هنا، هل يستحق المنصب كل هذا التنافس؟.
فى رأيى المتواضع، أن المنصب فى جوهره تكليف وليس تشريفًا، وهو مسئولية تجاه الناس والقانون والدولة. ومن حيث المسئولية العامة، فإن العضوية لا تستحق مشاحنات أو خصومات أو إنفاق مبالغ طائلة.
لكن من حيث الواقع السياسى والاجتماعى، فإن تداخل النفوذ والمكانة والعلاقات حول المقعد البرلمانى، يجعل المنافسة عليه شديدة فى بعض الدوائر.
وتظل الحقيقة الأهم، أن المقعد البرلمانى، يفقد قيمته حين يتحول من وسيلة لخدمة الناس إلى هدف شخصى، يُشعل الانقسام والتحزب.
والإنفاق الكبير الذى يُلاحظ فى بعض الدوائر المصرية، لا يرتبط فقط بالمكاسب الرسمية للمنصب، بل بعوامل اجتماعية وسياسية متشابكة، حيث يُنظر للمقعد كعنوان للهيبة والمكانة، وليس مجرد منصب سياسي.