نتائج الانتخابات.. نزاهة واضحة وأسماء محسوبة على المعارضة تفرض توازنات في دوائرها
الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 11:47 ص
طلال رسلان
تشير النتائج الأولية لانتخابات مجلس النواب 2025 إلى بروز ملف «مرشّحين مستقلّين ومعارضين» حقّقوا مكاسب ملموسة في عدد من الدوائر، رغم أن المشهد العام ظلّ مهيأً لمرشّحين محسوبين على التحالفات السائدة.
شهدت الأجواء الانتخابية فوزا للمحسوبين على المعارضة مثل ضياء داوود وأحمد فرغل وعبدالمنعم إمام وإسلام قرطام، ومنهم من دخل جولة الإعادة مثل أحمد الشرقاوي ومحمد عبدالعليم وأحمد بلال.
في دوائر عدّة من بينها محافظة بورسعيد ودائرة الزهور تمكن مرشح مستقل في مواجهة مرشح حزبي بارز من الظفر بالمقعد، في مؤشر إلى أن التصويت ليس محصورا بالحزبيات وحدها. كذلك أظهر بعض مرشحين مستقلّين أو معارضين قدرة على تحريك قواعد انتخابية محلية وفرض حضور فعلي، ما أعاد إلى الواجهة فكرة المنافسة الفردية بعيداً عن القوائم الكبرى.
في الوقت نفسه، يُلاحظ أن صيغة الفرز وإعلان النتائج الأولى خضعت إلى آليات رسمية واضحة: لم تُسجَّل على نطاق واسع شكاوى عن تجاوزات خلال عمليات الفرز في معظم الدوائر التي صدرت نتائجها. هذا الأمر عزّز من مصداقية النتائج وأتاح لها أن تنعكس نسبياً كـ«صورة أولية» للنية الشعبية بعيداً عن ضغوط سياسية أو تأثيرات خارجية.
المشهد الانتخابي شكّل مزيجاً من: انتخاب مرشحين تابعين للأحزاب، عبر قوائم أو دعم مؤسّسي، نجاح عدد من المستقلّين والمعارضين في دوائرهم بفضل ارتباطهم المباشر بقاعدة شعبية محلية، عملية فرز شفافة نسبياً تُقلل من جدوى الادعاءات حول تلاعب واسع.
من الواضح أن الناخب المصري في هذه الجولة لم يكتفِ بالخيارات المعروفة، بل بحث عن نوّاب يشكّلون مفاجأة على مستوى الأداء الشخصي أو الوجود المحلي، وما ذلك إلا تأكيد على أن الإرادة الشعبية قادرة في دوائر حاسمة أن تفرض نفسها.
في خضم المنافسة، تبقى النتائج النهائية بعد الإعلان الرسمي للجولة الثانية وإعادة الفرز في بعض المحافظات المعنية هي الفيصل، لكن ما أظهرته المؤشرات الأولى يؤكد أن الانتخابات قد تفتح نافذة تمثيل أوسع ليست محصورة بالأحزاب الكبرى وأن المستقلّ/المعارض لديه فرصة طالما ارتبط بالعمل الشعبي.