توازنات في انتخابات النواب.. مؤشرات تُظهر صعود معارضة ومستقلين في دوائر مهمة
الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 11:57 ص
بينما تستمر عمليات جمع المؤشرات الأولية لانتخابات مجلس النواب 2025، بدأت خريطة المنافسة تكشف عن مساحات جديدة للمعارضة والمستقلين داخل البرلمان المقبل.
فمع بدء ظهور نتائج فرز المرحلة الثانية وتصاعد مشاهد الإعادة في بعض الدوائر، تتشكل ملامح مختلفة للمشهد الانتخابي، تحمل إشارات واضحة بأن الناخب المصري اتجه في عدد من المناطق إلى خيارات أخرى تحقق متطلباته.
أبرز المفاجآت جاءت من دائرة دار السلام والبساتين بالقاهرة، حيث تقدّم إسلام أكمل قرطام المرشح المحسوب على المعارضة بأرقام قوية تخطت حاجز 15 ألف صوت، متفوقًا على أقرب منافسيه بفارق ملحوظ. هذا التفوق وضعه في مقدمة الأسماء المعارضة التي حققت حضورًا فعليًا في المرحلة الثانية، ليكون أحد أبرز الوجوه في المشهد الانتخابي.
وبالتوازي مع هذا الفوز، تُظهر المؤشرات الأولية تقدّم أسماء معارضة أخرى في دوائر مختلفة، سواء ممن خاضوا الانتخابات تحت رايات حزبية مستقلة أو عبر تحالفات مدنية، وكذلك من بين المستقلين الذين خاضوا معارك انتخابية معقّدة، واستطاعوا تحريك قواعدهم بصورة لافتة.
في المشهد ذاته، برزت أسماء معارضة تخوض جولة الإعادة وسط فرص قوية للفوز، من بينها مرشّحون في محافظات الدلتا والقاهرة والشرقية، ما يعكس ميل عدد من الناخبين للمراهنة على الأصوات الفردية القريبة منهم، وليس فقط على الكتل الحزبية الكبيرة.
ما يميز هذه الجولة أن عمليات الفرز جرت في أجواء منظمة، من دون تسجيل مشكلات جوهرية داخل اللجان الفرعية. غرف المتابعة لم ترصد شكاوى مؤثرة، والنتائج خرجت تباعًا بشكل سريع ومنضبط، الأمر الذي عزز الثقة العامة في دقة المحاضر المعلنة وأزال الكثير من الضوضاء المعتادة مع نهاية الأيام الانتخابية.
هدوء الفرز أتاح للشارع أن يتلقى النتائج كما هي دون ضبابية، وأن يرى لأول مرة منذ سنوات توازناً ملحوظاً بين مرشحين من تيارات مختلفة، وهو ما جعل الأرقام القادمة من اللجان أكثر قبولًا لدى الناخبين بمختلف انتماءاتهم.
مع تقدم أسماء مثل إسلام أكمل قرطام، وبروز مؤشرات قوة لبعض المرشحين المعارضين والمستقلين في جولات الإعادة، يظهر أن البرلمان الجديد قد يضم مساحة أكبر لأصوات نقدية أو مستقلة، خاصة في الدوائر التي شهدت صراعًا انتخابيًا حقيقيًا.
الكثير من الدوائر قدّمت صورة مغايرة عن الانتخابات السابقة؛ النتائج أفرزت ما يشبه “توزيعًا جديدًا” للثقل الانتخابي، يتلاقى فيه الناخبون مع مرشحين لديهم حضور شعبي أو خطاب مغاير للسائد.
بصورة عامة، تعكس النتائج الأولية أن جزءًا من الشارع المصري اختار أن يبتعد عن النمط المكرر. ليس رفضًا للمسار العام، بل بحثًا عن وجوه جديدة أو أصوات لديها ارتباط مباشر بالحياة اليومية للناس.
المرحلة المقبلة خاصة جولات الإعادة ستحسم بصورة نهائية حجم تمثيل المعارضة والمستقلين داخل البرلمان. ومع تقدم عدد منهم، قد يجد المجلس المقبل نفسه أمام كتلة غير تقليدية من النواب، بعضها يحمل مواقف سياسية واضحة، وبعضها يمثل أصواتًا محلية خرجت من قلب الناس.