كيف تحولت أركان مدرسة دولية إلى مصيدة للأطفال مع ممرات بلا كاميرات
الجمعة، 28 نوفمبر 2025 05:36 م
مدرسة دولية في منطقة سوق العبور تحولت من مجرّد مؤسسة تعليمية يذهب إليها الأطفال كل صباح بثقة آبائهم وطمأنينتهم، إلى مسرح خفي لهتك العرض، وفق ما كشفته تحقيقات النيابة، نُفّذت أحداثه في أماكن معزولة داخل أروقتها، بعيدًا عن الكاميرات، وفي لحظات لم يكن يتوقع أحد أن تُصبح جزءًا من كابوس.
بدأت خيوط القضية تتكشّف عندما استمعت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية إلى أقوال الأطفال، وهم في السنة الخامسة من عمرهم، ليشيروا ببراءتهم المرتجفة إلى "أماكن بعيدة جوّا المدرسة"، حيث كان يتم استدراجهم بعيدًا عن أعين المشرفين والعدسات.
أماكن لم تكن ضمن خط سيرهم المعتاد، غرف خلفية، مخازن، وممرات جانبية لا ترصدها الكاميرات، وهنا، أدركت النيابة أنّ الأمر لم يكن لحظة عابرة، بل فعل مُخطّط له بعناية.
وخلال المعاينة التي أجرتها النيابة داخل المدرسة، اتضح أنّ المتهمين الأربعة—وجميعهم من عمال المؤسسة التعليمية—كانوا يختارون تلك المناطق بدقة. صُدمت جهات التحقيق حين رأت رسومات الصغار وإشاراتهم تقود إلى المساحات التي لا تغطيها كاميرات المراقبة.
الأطفال لم ينسوا شيئًا… حتى الطريق الذي أُخذوا إليه
فالتحقيقات كشفت أنّ المتهم الأول رجل مسن يبلغ 63 عامًا، والثاني 58 عامًا، والثالث 37 عامًا، أما الأصغر بينهم فيبلغ 29 عامًا، أربعة رجال من فئات عمرية مختلفة، يجمعهم عمل واحد، وتهمة واحدة ثقيلة لا تشبه أعمارهم ولا مواقعهم داخل المدرسة.
وتواصل النيابة تحقيقاتها لكشف كيفية نفاذ هؤلاء المتهمين إلى الأطفال، ولماذا لم ترصد كاميرات المدرسة تحركاتهم، وكيف يمكن أن تتحوّل مؤسسة تعليمية إلى مساحة آمنة للجناة بدلًا من أن تكون حصنًا للأطفال.