السيدة نفيسة تتزين بأحدث تكايا الطرق الصوفية
الأربعاء، 03 ديسمبر 2025 05:36 م
منال القاضي
شارك عدد من محبي ومريدي السيدة نفيسة المنتمين للطريقة الصديقية الشاذلية صورا تظهر إنشاء «تكية السيدة نفيسة»، معبرين عن سعادتهم بهذه الخطوة وهي الثانية من نوعها بعد ما يُقال عنه «تكية الشيخ الشعراوي».
في حب بنت سيدنا الحسن بن علي
ورأى المريدون في التكية الجديدة تجسيدًا لروح الصوفية ، ومكانًا للذكر، والتراث الروحي، تجمعًا للمريدين والزائرين، وإحياءً لتراث التكايا التي عرفتها مصر منذ قرون.
وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه التكايا إحياءً تدريجيا كجزء من تراث الصوفية في مصر، حيث كانت التكايا منذ العصور الوسطى مراكز للعبادة والذكر والتعليم والخدمة الاجتماعية.
ويستحضر البعض تجربة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي كانت له «تكية» خاصة في محيط مسجد مرتبط بالسيدة نفيسة، وكان يدير نشاطًا دعويًا وخيريًا، ما يضيف بُعدًا تاريخيًا للمشروع الجديد ويُقرِّبه إلى ذاكرة الروحانية المصرية.
وحملت الصور المتداولة شعار الطريقة الصديقية الشاذلية لشيخا الدكتور علي جمعة بجانب شعار محافظة القاهرة.
مولد السيدة نفيسة 2025 | لقلوب تتجمع الليلة في حب بنت سيدنا الحسن بن علي
وتختتم الطرق الصوفية ومحبو آل البيت مساء الأربعاء 3 نوفمبر فعاليات الاحتفال السنوي بالسيدة نفيسة لعام 2025، حيث تشهد منطقة مسجد وضريح السيدة نفيسة بالقاهرة أجواءً روحانية حاشدة، مع توافد آلاف المريدين والزوّار من مختلف المحافظات لإحياء الليلة الختامية في مشهد يجمع بين الابتهال وتلاوة القرآن والمديح النبوي.
وتشارك في الاحتفال عشرات الطرق الصوفية التي تنصب سرادقاتها حول المسجد، فيما تُقام حلقات الذكر حتى الساعات الأولى من الفجر.
وفي هذه الأجواء المفعمة بالروحانية، يتجدد استحضار سيرة السيدة نفيسة، إحدى أعلام آل البيت، التي مثّلت حياتها صفحة مضيئة في تاريخ العلم والزهد والتقوى.
من هي السيدة نفيسة؟
السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وُلدت في المدينة المنورة عام 145هـ، ونشأت في بيت امتلأ بالعلم والعبادة. لُقبت بـ "نفيسة العلم" لما اشتهرت به من فقه ومعرفة، حتى كان كبار العلماء يجلسون إليها ويستمعون لعلومها، ومنهم الإمام الشافعي الذي كان يُجلّها ويحرص على زيارتها.
مكانتها العلمية والدينية
برعت السيدة نفيسة في علوم الشريعة والحديث والفقه، وقصدها طلاب العلم من الرجال والنساء. وعُرفت بورعها وزهدها وكثرة تلاوتها للقرآن، كما اشتهرت بجودها وإنفاقها على المحتاجين.
وكانت منارات بيتها العلمية مفتوحة للناس، مما زاد من مكانتها بين أهل العلم والمتصوفة على السواء.
قدومها إلى مصر واستقبال المصريين لها
دخلت السيدة نفيسة مصر عام 193هـ بصحبة زوجها إسحاق المؤتمن، فاستقبلها المصريون بحفاوة كبيرة تقديرًا لمكانتها من آل البيت. ولما عزمت على العودة إلى المدينة ألحّ عليها أهل مصر بالبقاء، فوافقت، وظلت مقيمة حتى وفاتها.