الجلوكوما أشهرها.. أسباب الصداع في الجانب الأيسر من الرأس وطرق علاجه
السبت، 06 ديسمبر 2025 02:47 م
يشكّل الصداع في الجانب الأيسر من الرأس لغزًا صحيًا لدى كثير من المرضى، إذ يرتبط في أذهان أغلب الناس بالصداع النصفي فقط، بينما تؤكد الأبحاث الحديثة أن هناك مجموعة من الأسباب غير المعتادة قد تُفسِّر هذا الألم المحدود من جهة واحدة.
وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde، فإن فهم طبيعة الألم وموقعه وارتباطه بأعراض أخرى مثل الدوخة أو اضطراب الرؤية يساعد الأطباء على التمييز بين الأسباب البسيطة وتلك التي تستدعي تدخلاً عاجلًا.
التهاب الشريان الصدغي.. ألم نابض لا يُحتمل
يُعد التهاب الشريان الصدغي أحد الأسباب الأقل شيوعًا ولكن الأكثر خطورة. وهو التهاب يصيب الأوعية الدموية القريبة من الصدغ، وغالبًا ما يظهر بعد سن الخمسين. يشعر المريض بألم نابض في جانب الرأس يزداد مع مضغ الطعام أو لمس فروة الرأس.
في هذه الحالة، يحتاج الطبيب إلى تشخيص فوري عبر فحص الدم أو الموجات فوق الصوتية، ويبدأ العلاج عادة بالكورتيزون لتقليل الالتهاب ومنع تلف الأوعية الدموية أو فقدان البصر المؤقت.
اضطرابات مفصل الفك.. ألم يمتد إلى الأذن والعين
يظن البعض أن آلام الفك أو صعوبة المضغ لا علاقة لها بالصداع، لكن اضطرابات المفصل الفكي الصدغي من الأسباب الشائعة للألم في أحد جانبي الرأس.
يحدث ذلك بسبب توتر عضلات الفك أو صرير الأسنان أثناء النوم، ما يؤدي إلى ضغط يمتد نحو الصدغ والعين.
تُستخدم كمادات دافئة وتمارين استرخاء العضلات كعلاج أولي، بينما يُنصح بزيارة طبيب الأسنان في حال استمرار الألم لتصحيح وضع المفصل أو وصف واقٍ ليلي للأسنان.
ارتفاع ضغط العين المفاجئ (الجلوكوما)
قد يظهر الصداع في الجانب الأيسر مصحوبًا بزغللة، احمرار في العين، أو شعور بثقل خلفها. هذه الأعراض غالبًا ما تشير إلى ارتفاع حاد في ضغط العين أو ما يُعرف بالجلوكوما الحاد.
يتطلب الأمر تدخلًا عاجلًا لتجنب تلف العصب البصري. العلاج يشمل قطرات لتقليل الضغط داخل العين أو تدخل جراحي بسيط لإعادة توازن تصريف السوائل.
التهابات الجيوب الأنفية الأحادية
التهاب أحد الجيوب الوجنية أو الجبهية يمكن أن يتسبب في صداع موضّع على جانب واحد فقط من الرأس، خاصة مع انسداد الأنف أو الشعور بالامتلاء حول العين اليسرى.
الراحة، وشرب السوائل الدافئة، وغسل الأنف بالمحلول الملحي تساعد على التحسن، لكن إذا استمر الألم أكثر من أسبوع مع ارتفاع درجة الحرارة، قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا مناسبًا.
التهابات الأذن الداخلية أو الوسطى
عندما يحدث التهاب في الأذن اليسرى، ينتقل الألم عبر الأعصاب إلى نفس جهة الرأس، ما يسبب صداعًا حادًا مصحوبًا أحيانًا بالدوار أو فقدان التوازن.
العلاج يعتمد على نوع الالتهاب، ويشمل في معظم الحالات مضادات حيوية أو قطرات موضعية، إلى جانب الراحة وتجنب التعرض للماء.
تمدد الأوعية الدموية الدماغية.. حالة لا تحتمل التأجيل
أحد أخطر الأسباب التي يجب الانتباه إليها هو تمدد الأوعية الدموية أو تسربها في الجانب الأيسر من الدماغ.
يصف المصابون هذا الصداع بأنه "أسوأ ألم في حياتهم"، ويأتي فجأة مع غثيان أو تصلّب في الرقبة أو اضطراب في الوعي.
في هذه الحالة، لا بد من نقل المريض فورًا إلى قسم الطوارئ لإجراء تصوير وعائي للدماغ. العلاج يكون جراحيًا غالبًا، عبر إغلاق التمدد قبل أن ينفجر ويؤدي إلى نزيف دماغي.
العدوى السنيّة الخفية
قد لا يتخيل أحد أن خُراجًا صغيرًا في أحد ضروس الفك الأيسر يمكن أن يُحدث صداعًا مستمرًا في نفس الجانب.
يرتبط الألم بزيادة عند المضغ أو تناول المشروبات الباردة، وقد يمتد إلى خلف الأذن أو مقدمة الرأس.
يُعالج ذلك بتنظيف العصب أو المضاد الحيوي المناسب حسب تشخيص طبيب الأسنان.
الشد العضلي والإجهاد العصبي
في بعض الحالات، يكون السبب بسيطًا لكنه مزمن؛ فالتوتر اليومي، وقلة النوم، والجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات قد تؤدي إلى انقباض عضلات الرقبة والكتفين، ما ينعكس في صورة صداع أحادي الجانب.
التدليك، وتنظيم النوم، وممارسة التمارين البسيطة لعضلات الرقبة يمكن أن تُحدث فارقًا واضحًا في تخفيف الألم.
متى يجب التوجه للطبيب فورًا؟
ينصح الأطباء بعدم تجاهل أي صداع جديد في جانب واحد من الرأس، خصوصًا إذا ترافق مع ضعف في الأطراف، اضطراب في الكلام، أو فقدان مؤقت للرؤية.
هذه العلامات قد تشير إلى جلطة دماغية أو التهاب بالأوعية الدموية، وكلاهما يحتاج إلى تقييم عاجل بالأشعة والتحاليل.