آخر شائعة.. انتشار فيروسات تنفسية خطيرة
السبت، 13 ديسمبر 2025 11:30 م
وزارة الصحة ترد: لا فيروسات تنفسية جديدة خارجة عن المألوف.. و5500 منشأة تعمل ضمن منظومة الرصد المبكر
الصحة العالمية: الوضع الصحي في مصر مطمئن.. وعوض تاج الدين: نتابع بدقة الوضع.. والإنفلونزا الموسمية هي السائدة حاليًا
مع بداية العام الدراسي، وتسببت هذه الشائعة في حالة من الارتباك الشديد، رغم إعلان وزارة الصحة أكثر من مرة في بياناتا متعددة أنها مجرد أخبار مغلوطة ولا أساس لها.
وقال الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة المصريين أن ما يُثار عن انتشار فيروسات تنفسية خطيرة مع بداية العام الدراسي ما هو إلا "أخبار مغلوطة"، مؤكدا أن ما يتردد لا أساس له من الصحة، مشيراً إلى أن الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي تنشر أخبارًا يائسة وتحذيرات مفتعلة، شبهت الوزارة بأنها تخفي معلومات عن تفشيات مفترضة، الأمر الذي تسبب في قلق غير مبرّر بين أولياء الأمور والطلاب، مؤكداً أن الوزارة وضعت آلية مراقبة صحية متكاملة عبر أكثر من 5500 منشأة صحية في أنحاء مصر، تتعاون مع منظمة الصحة العالمية ضمن "ركائز الوقاية والتتبع والتبليغ" لضمان رصد أي حالات شاذة أو انتشارات غير مألوفة.
كما أشار "عبد الغفار" إلى أن مصر باعتبارها دولة يبلغ عدد سكانها نحو 110 ملايين نسمة، بالإضافة إلى نحو 9 ملايين وافد، اتخذت إجراءات احترازية صارمة وأجهزة رصد دقيقة جدا للتعامل مع أي خطر صحي، موضحا أن الوزارة رصدت خلال الفترة الأخيرة نحو 440 ألف إشارة صحية متداولة على الشبكات الاجتماعية والإعلامية، منها حوالي 95% ثبت أنها إشاعات أو معلومات غير صحيحة، مؤكداً أن الفيروسات المنتشرة حاليًا هي من نوع الإنفلونزا الموسمية، 67% منها من نوع (H1N1)، وليس فيروسات جديدة أو خارجة عن المألوف، والأعراض المعتادة تشمل (ارتفاع الحرارة وتكسير الجسم وآلام العظام)، وهي مشابهة لمعدلات الإصابة في موسم 2019، ما يعني أن الوضع "طبيعي ولا يدعو للقلق"، كما أوضح أن النسب الإيجابية للإنفلونزا (H1N1) وغيرها ضمن النطاق المعتاد، واللقاح الموسمي متوفر، أما الفيروسات المدعاة مثل "مارينوخ" فليست موجودة في مصر، مشددا على أن الالتزام بالإجراءات البسيطة، مثل التهوية الشخصية والنظافة والعزل عند الشعور بأعراض يعد كافيا لحماية الفئات الأكثر عرضة للمرض.
من جانبه أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، أن الأجهزة الصحية تتابع بدقة شديدة معدلات انتشار الأمراض بشكل عام والفيروسات التنفسية على وجه الخصوص، في ظل الزيادة الموسمية للإصابات خلال هذه الفترة من العام، مشيراً إلى أن هناك حساسية مجتمعية طبيعية من الفيروسات التنفسية، لاسيما بعد التجربة القاسية التي شهدها العالم خلال جائحة كورونا، موضحًا أن طبيعة هذه الفيروسات أنها شديدة العدوى، وتنتقل بسهولة عبر الكحة والعطس والاحتكاك المباشر، كما يظهر انتشارها سنويًا في مختلف دول العالم.
وأشار تاج الدين إلى أن الفيروس المنتشر حاليًا في مصر هو فيروس الإنفلونزا الموسمية، مشددًا على أن فرق الرصد تدرس بدقة أنواع الفيروسات ودرجة انتشارها وشدتها ونسب دخول الحالات إلى المستشفيات، كما أوضح أن الشخص الواحد قد يتسبب في نقل العدوى إلى 3 أو 5 أشخاص، مما يبرز أهمية الالتزام بالراحة التامة والبقاء في المنزل عند الشعور بالأعراض، خصوصًا بالنسبة للأطفال.
ونصح تاج الدين، باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية عند وجود حالات إصابة، مع ضرورة العناية الخاصة بكبار السن والأطفال ومرضى الأمراض المزمنة، والتوجه لاستشارة الطبيب فورًا عند ظهور أي علامات مقلقة.
وأكد الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، أن الوضع الوبائي الحالي بالنسبة للفيروسات التنفسية في مصر لا يختلف عن باقي دول إقليم شرق المتوسط، ولا عن الاتجاهات المسجّلة عالميًا، مشيرا إلى أن 10 دول في الإقليم سجلت بالفعل زيادة في الإصابات التنفسية خلال الأسابيع الماضية، وهو ارتفاع متوقع وطبيعي في هذا الموسم وفق أحدث البيانات الدولية، كما شدد على أن مصر تمتلك أحد أقوى أنظمة الترصد الوبائي في المنطقة، مدعومًا بمختبرات قادرة على تصنيف الفيروسات وتحليلها جينيًا بدقة عالية، ما يجعل اكتشاف أي متغير أو فيروس جديد أمرًا يمكن رصده مبكرًا.
وأشار عابد إلى حصول قطاع الطب الوقائي في مصر مؤخرًا على تكريم من الجامعة العربية، تقديرًا لكفاءته وبرامجه في مراقبة الأمراض والسيطرة عليها، موضحا أن تقارير منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض تشير إلى أن موسم الشتاء عالميًا يشهد ارتفاعًا موسميًا طبيعيًا في فيروسات (H1N1 - H3 - Flu B)، وهو الأمر الذي يتوافق تمامًا مع الزيادة المرصودة في عدة دول من إقليم شرق المتوسط، ومن بينها مصر.
وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، إن الزيادة الملحوظة في معدلات الإصابة بالفيروسات التنفسية حالياً هي زيادة "متوقعة" وتتماشى مع المعدلات المسجلة في السنوات الخمس الماضية، موضحاً أن التحاليل المعملية التي تجريها الوزارة أثبتت أن الفيروس الأكثر انتشاراً حالياً هو "الإنفلونزا" بأنواعها الثلاثة، وتحديداً نمط (H1N1) المعروف بـ"إنفلونزا A"، مشيراً إلى أن أعراض هذا النمط تكون أشد نسبياً مقارنة بباقي الفيروسات التنفسية.
ونفى المتحدث الرسمي وجود أي متحورات جديدة لفيروس كورونا خارج سلالة "أوميكرون" السائدة، مؤكداً أن الوزارة تتعامل حالياً مع "كوفيد-19" باعتباره أحد الفيروسات التنفسية العادية وليس له مسار علاجي خاص ومختلف.
وحول شكوى المواطنين من شدة الأعراض المصاحبة لنزلات البرد هذا الموسم، أرجع "عبد الغفار" ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية، ظاهرة "دَيْن المناعة"، حيث انخفضت معدلات الإصابة بالإنفلونزا بنسبة تتجاوز 99% خلال سنوات جائحة كورونا (من 2019 إلى 2023)، مما جعل الأجسام تفقد الذاكرة المناعية ضد الإنفلونزا، وبالتالي عند عودة الفيروس للانتشار، يتعامل معه الجهاز المناعي وكأنه يواجهه لأول مرة، بالإضافة إلى إهمال اللقاحات، حيث تخلي قطاع كبير من المواطنين عن تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية والتركيز فقط على لقاحات كورونا في السنوات الماضية، فضلاً عن تراجع السلوكيات الوقائية، بالتخلي عن إجراءات التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، وغسل الأيدي، وتطهير الأسطح، مما زاد من "العبء الفيروسي" وسرعة الانتشار.